رعى فخامة رئيس جهورية قازاقستان نور سلطان نظر بايف اليوم حفل افتتاح المؤتمر الثاني لزعماء اتباع الاديان العالمية والتقليدية وذلك بمقر الامانة العامة للمؤتمر باستانا عاصة جهورية قازاقستان . وقد القى فخامته في بداية الجلسة الافتتاحية كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر وشكرهم على تلبيه الدعوة لافتا النظر الى ان المؤتمر استطاع جذب انتباه العالم واعطى دفعة قويه لعقد مؤتمرات عالمية . واكد فخامته ان التغلب على العنف هو القاعدة الاساسية لمواصلة التعايش السلمي وان يدرك البشر ان الحرية والاستقرار والامن تسير جبنا الى جنب مشيرا الى ان المشكلات والصعوبات لا يمكن ان تحل بالقوة . واعلن فخامته موافقة المؤتمر على وثيقة مبادئ حوار الديان التي توكد ان الحوار يقوم على الصدق والتسامح والتواضع والاحترام المتبادل بين أطراف الحوار التي تلتزم بالإصغاء والتمعن والتركيز، حتى لا يكون الحوار مجرد نقاش بيزنطي وأن يتسم الحوار بتكافؤ أطراف الحوار والفرص ، مما يمكّن الجميع من التعبير الحر للآراء والنظريات والأفكار ، مع التزام الجميع باحترام التنوع الثقافي واللغوي للمجتمعات البشرية وأن لا يهدف الحوار إلى تحويل المحاور عن معتقده ، أو الإساءة إليه ، كما لا يهدف إلى محو الفروقات معه ، وإنما يهدف إلى التعريف والتوضيح عن معتقده بصدق وأن يتجنب الحوار النقص أو الإساءة إلى الدين الآخر ، وإنما يشجع على حسن المعرفة وفهم الآخر ، ويساعد على منع تفاقم الأزمة واستخدام العنف لحل المشكلات وأن يكون الحوار وسيلة للتعايش السلمي والتعاون المثمر بين الشعوب ، وأن يشجع على التعليم الأفضل ، وأن يحفز الإعلام على تفهم أهمية الحوار على تقليص مخاطر التطرف الديني وأن يكون بناءً وفاعلاً يفتح آفاق حوارات جديدة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية لما فيه خير المجتمعات وأن يبعث روح التسامح التي تؤكد التعايش بين جميع الناس الذين يعيشون في هذه الأرض ويحملون قيم إنسانية مشتركة مثل حرمة الحياة واحترام الإنسان وحماية المخلوقات والطبيعة وأن يؤكد على أن الدين يقوم بعمل بناء وحيوي في المجتمع ، وأنه ينشر الخير بين الجميع ، وأنه يحترم مهمة الدولة في المجتمع وأن الحوار مطلب أساس للأجيال القادمة ؛ لإقامة علاقات أفضل بين أفراد الشعب الذين تختلف عقائدهم وثقافاتهم ولغاتهم وأعراقهم. بعد ذلك القى معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة اكد فيها أن الأمن مسألة ذات أهمية جوهرية بالنسبة لكل إنسان، بل لكل كائن حي لديه إحساس بالخطر الذي يمكن أن يهدد حياته أو وجوده في الحاضر أو المستقبل وان الأمن الفردي متلازم مع الأمن الجماعي ضمن مجموعة بشرية واحد وانه لا يمكن أن يتوفر الأمن العالمي الشامل من دون أن يتعاون الجميع في تحقيق أسبابه والمحافظة عليه بالتصدي لكل ما من شأنه أن يزعزعه. وقال معاليه من يتتبع تاريخ الإرهاب في العالم، ويحاول أن يستكشف أسبابه العميقة، يجد أنه كثيراً ما يتولد من الأجواء التي تتناقض فيها حالات متجاورة من الأمن والخوف، بحيث تكون مجموعة بشرية ترفل في ظلال الأمن وبسطة العيش، وحولها مجموعة أخرى ترزح تحت حالة سيئة من المشكلات الأمنية والمعيشية دون أن تمتد إليها يد المساعدة. وبين معالى الامين العام رابطة العالم الاسلامي أن السياسة العالمية والدولية لا ترسمها عقول إدارية بحتة، بل هناك خلفيات دينية وفكرية توجهها وتهيئها للقرار المناسب الذي تتخذه بشأن هذه القضية أو تلك. وهذا ليس طابعاً سلبياً في العمل السياسي في حد ذاته؛ لأن الفكر أو الدين الذي يغذي السياسة ويوجهها قد يكون من أرشد وأحكم ما اهتدت إليه الإنسانية . ووضع معاليه بين يدي المؤتمر جملة من المعالم التي تنبني عليها النظرة الإسلامية فيما يمكن أن يقوم به زعماء أتباع الأديان والمؤسسات الدينية التابعة لهم، في دعم الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في العالم ومنها إن رسالة الإسلام الخاتمة التي ندين بها، تتعرف إلى الناس بأنها جاءت رحمة للعالمين وهذه الرحمة هي مصدر حرصنا على سعادة الناس، وإيصال الخير لهم، وإزالة الشر من طريقهم. ورأى معاليه أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة اجتماعية عالمية لها صلة قوية بالجريمة المنظمة وبعض الجرائم الأخرى المعاصرة؛ كالإتجار بالمخدرات وتهريب الأسلحة وغسيل الأموال مؤكدا اهمية ضرورة التصدي لكافة أصناف الإرهاب، وتعاون ممثلو الأديان الأخرى في التصدي للحملات الدعائية الإعلامية والسياسية التي تصنف الإسلام والمسلمين في خانة الإرهاب، أو تصورهم بالخطر الداهم الذي يجب الحذر منه، كما لو كان خطراً إرهابياً حقيقياً. ودعا معاليه أتباع الأديان المختلفة والمؤسسات التي يتبعون لها أو يشرفون عليها الى التقدم بمذكرة مشتركة لهيئة الأممالمتحدة التي يتمثل فيها المجتمع الدولي، للتعبير عن تأثرهم العميق لما يجري في هذه المنطقة من أحداث دموية مؤلمة لا تجلب إلا المزيد من الكراهية ونشر روح العداء، مع المطالبة بتسريع الجهود الدولية المبذولة في إنهاء كل أشكال الصراع في هذه المنطقة الحساسة على أسس من العدالة والمساواة، وإخلائها من أسلحة الدمار الشامل. عقب بذلك استعرض المشاركون تقرير رئيس الامانه العامة عن الامانة لمؤتمر زعماء الاديان العالمية والتقليدية اثر ذلك تليت الخطابات التي تلقاها المؤتمر من رؤساء الحكومات والدول في العالم . وفي الختام القى رؤساء الوفود كلمات دعوا فيها البشرية اجمع الى التكاتف والتعاون من اجل السلام وايجاد حياة سيعده للبشرية واقامة عالم هادئ وامن يسودة الامن والاسقرار وان تبذل الدول والاديان كافة الجهود لاقامة سلاما يسود العالم من اجل ايجاد التسامح والتواصل والوفاق بين الجميع . وحثو على تطوير ومواصلة الحوار الثقافي لمواجه الصعوبات والمشكلات التي تواجه العالم وايجاد جسر للتواصل والتفاهم بين الاديان مؤكدين انه لا يمكن مواصلة العيش على الارض بدون امن واستقرار . تجدر الاشارة الى ان المؤتمر سيختتم اعماله يوم غد . // انتهى // 1228 ت م