شرّف المولى عز وجل المملكة العربية السعودية بأن جعلها حاضنة للحرمين الشريفين وقبلة للمسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، ولم تحافظ المملكة منذ تأسيسها على خدمة الحرمين الشريفين فقط بل امتدت خدماتها إلى جل دول العالم، حيث افتتحت مراكز إسلامية وتعليمية وجوامع في عدد من الدول من بينها مركز خادم الحرمين الشريفين الإسلامي في العاصمة الكاميرونية ياوندي. ويعد المركز الذي افتتح في عام 1418ه 1997م، من أبرز المراكز الإسلامية التي تقدم خدمة للإسلام والمسلمين حول العالم، إذ تبلغ مساحة المركز 41000 متر مربع، ومسجل في وزارة السياحة كأحد المعالم السياحة الدينية في البلاد، بالإضافة ألى أن المركز راية شامخة في العاصمة ياوندي ويحتل مكانة مرموقة في الكاميرون التي يسكنها قرابة 40 % من المسلمين من أصل 27 مليون نسمة. ويأتي جامع خادم الحرمين الشريفين التابع للمركز، واجهة المركز ومنطلقًا لتعليم الدين الإسلامي من خلال الأنشطة التعليمية، حيث يتسع الجامع الذي يأتي بطابع إسلامي مميز ويعد أجمل الجوامع في المدينة لأكثر من 2200 مصل، بينما يتسع المصلى الخارجي لأكثر من 4000 مصلٍ، ويصل عدد المصلين في الأعياد ويوم الجمعة إلى أكثر من 5000 مصل. وقال القائم بأعمال مركز خادم الحرمين الشريفين الإسلامي في ياوندي المكلّف الشيخ ريّان بن صالح العايد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن "المركز له أنشطة وبرامج متنوعة من أجل إيصال الرسالة السامية للمملكة من خلال المناشط التعليمية المتميزة بالمدرسة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والدروس العلمية والمحاضرات والكلمات الوعظية والدورات التأهيلية والشرعية". وأضاف "أن المركز ومنذ تأسيسه يهدف إلى نشر العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وبيانها للناس ومحاربة البدع والخرافات ونشر منهج السلف الصالح في الدعوة وبيان محاسن الإسلام والعناية بشؤون الأقليات الإسلامية وإبراز دور المملكة وحرصها في نشر كتاب الله وتعاليمه السمحة والمعتدلة ومد جسور التعاون بين البلدين. وتابع العايد " يعتبر المركز راية شامخة في العاصمة ياوندي، ويحتل مكانة مرموقة في جمهورية الكاميرون، ويعدُّ جامع خادم الحرمين الشريفين واجهة المركز ومنطلقًا للتعليم الإسلامي من خلال أنشطته التعليمية، حيث يتضمن مدرسة متكاملة تقوم بتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية الصحيحة وتنشئة الصغار على هذا الدين القويم". وأوضح أن "أهمية الجامع تكمن في المنطقة حيث أنهم يضعونه في منزلة رفيعة، ويحضر فيه شخصيات إسلامية كبيرة في الحكومة الكاميرونية لصلاة الجمعة مثل: رئيس مجلس النواب الوطني، والسكرتير الثاني في رئاسة الجمهورية، ووزير السياحة والترفيه، ووزير الاقتصاد والتخطيط وتدبير الأقاليم, وبعض سفراء الدول العربية والأفريقية المسلمة، وكذلك حضور مندوبين من الجمهورية (غير مسلمين) في العيدين للمشاركة في احتفالات العيد بصفة رسمية وبحضور وسائل الإعلام الوطنية. كما يحتوي المركز على مدرسة الحرمين الإسلامية التي افتتحت عام 2003م، ويبلغ عدد الطلاب فيها نحو 1300 طالب وطالبة في جميع مراحل التعليم، إلى جانب مكتبة وسكن ضيافة وقاعة اجتماعات. وتقوم المدرسة بتعليم أبناء الجالية المسلمة من مرحلة الروضة حتى المرحلة الثانوية، كما تقوم بتدريس المنهج المعتمد من وزارة التعليم الكاميرونية، بالإضافة لمواد التربية الإسلامية ومواد اللغة العربية، وهو مسجل كمعلم من المعالم التاريخية في الهيئة العامة للتراث.