تميزت عروس الشمال "حائل" بتنوع الأماكن السياحية التراثية لبيئتها الطبيعية من خلال تاريخها العريق الذي مرت من خلاله العديد من الحضارات المختلفة مما يمنحها طابعاً جمالياً يبرز من خلاله ثقل مكانتها في الخيارات السياحة للباحثين عن الوِجهات المميزة في المملكة. وتحتوي منطقة حائل على خريطة متنوعة المواقع التي يحرص القادمين للمنطقة من السياح والمواطنين والمقيمين على الذهاب إليها والاستمتاع في تأمل جمال وتاريخ تلك المواقع السياحية التي تزخر بإرثها على مر السنين وتقدم نفسها من مكملات التجارب السياحية الطبيعية والتراثية للمنطقة فضلاً عن تنوع مناخها وتضاريسها مما يجعلها المكان المثالي لمحبّيها. وفي هذه الأيام التي تتزامن مع قرب انطلاق رالي حائل الدولي 2023 في نسخته ال 19 جذبت التنوع السياحي في المنطقة القادمين للرالي من داخل المملكة ومن خارجها من خلال عدد من المواقع السياحية التي منها "جبة جبل أم سنمان" الذي يحتوي على أكثر من خمسة آلاف من الرسوم والنقوش الصخرية التي تعود بالإنسان للألف السابع قبل الميلاد، ويقع على بُعد 100 كيلو متراً شمال غرب مدينة حائل، وهو وجهة سياحية قادرة على استقطاب شغف محبي التراث والنقوش والآثار؛ كونه يضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية، وأدرج في قائمة التراث العالمي لدى منظمة "اليونسكو" في عام 2015م. وتتيح منطقة حائل للسائح والزائر القيام بعدد متنوع من الأنشطة والتجارب، مثل استكشاف "قصر القشلة" التراثي الذي يُعد أحد أقدم وأكبر المباني الطينية في الجزيرة العربية، ومن أهم الأماكن التي تدل على عراقة التراث العمراني، والذي تم بناؤه قبل نحو ثمانية عقود 1941 م, وكذلك "قلعة عيرف" الشهيرة التي تطل على المدينة بطابعها التراثي والتاريخي، لتحاكي في طرازها المعماري مثيلاتها من المباني الدفاعية المعروفة في عمارة المنطقة الوسطى بالمملكة، وتقع في أعلى قمة جبل يشرف على المدينة من الجهة الجنوبية على مساحة تبلغ 440 متراً وتتمركز في أعلى قمة جبل ذي ارتفاع يبلغ 650 متراً يعرف باسم ''جبل عيرف'' وهو ما نُسبت إليه تسمية القلعة، وبُنيت من الحجر والطين في عام 1840م، حيث تحتوي على متحف أثري يقصده سياح وضيوف المنطقة ظل متماسكاً على مر السنين ليكشف عراقة منطقة حائل التاريخية ويبرهن على قدرة سكانها القدامى على تشييد أنواع من العمارة المتميزة التي ظلت باقية على مر العصور لتشهد على قوة بنيانها ومهارة من أتقنها. ومن الأماكن السياحية بحائل "قرية عقدة السياحية" التي تقع وسط مرتفعات جبال أجا الشاهقة غرب حائل من القرى الجبلية التاريخية إلى آلاف السنين، حيث تبعد عن مدينة حائل بمسافة 15 كلم ، ويحيط بها سور حجري كبير بُنِيَ وسط الوادي لمنع السيول من الخروج من القرية والاستفادة منها، ليأتي بعد ذلك هدم السور واستبداله بثلاثة سدود لحفظ مياه الأمطار الموسمية ، وتشتهر ببساتين النخيل، والعيون، والآبار، والسدود، التي تنتهي إليها مصبات السيول بوادي الأديرع، بصتفها واحة جمالية متكاملة المعالم يطلق عليها "سلة غذاء حائل" لما تتنوع به من منتجات زراعية كالتمور، والنعناع، والشمام، والقرع، والعنب، والتفاح، والرمان، ومناحل لإنتاج العسل البلدي. ويُعد موقع النقوش الصخرية في الشويمس جنوب شرق حائل، والمسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو من أهم وأبرز المواقع الأثرية في المملكة وعلى مستوى العالم، كما يعد أضخم متحف مفتوح للنقوش الصخرية على مستوى الجزيرة العربية، حيث تتجاوز مساحة المنطقة 50 كيلو متراً مربعاً، ويعود تاريخ النقوش الأثرية في الموقع إلى العصر الحجري الحديث، ويحتوي على فنون صخرية تتميز بالمنحوتات البشرية والحيوانية التي تصور الجمال والخيول والوعول والنخيل، إلى جانب النقوش الثمودية، ومنحوتات الرجال وهم يركبون الجمال، في إشارة إلى نشاط القوافل التجارية، وفنون صخرية رائعة تصور البشر بالحجم الطبيعي، إلى جانب مجموعة مختلفة من الحيوانات.