أكدَ فخامة الرئيس صادر جباروف، رئيس جمهورية قرغيزستان، تفاقم مشكلة الضباب الدخاني في قرغيزستان وتحولها إلى أكثر المسائل إلحاحًا في السنوات الأخيرة. وقال في تصريح صحفي: إن البلدان الشريكة والمؤسسات المالية الإنمائية الدولية بشأن قضايا البيئة والاقتصاد الأخضر أكثر ما يكون فيها الضباب الدخاني قوياً وكثيفاً هي في فترتي الخريف والشتاء, والسبب في ذلك وبدرجة كبيرة يعود لاستخدام الفحم للتدفئة، ومما لاشك فيه أن حل هذه المشكلة يتطلب نهجاً تشاركياً شاملاً، وقد حددنا قضايا البيئة والاقتصاد الأخضر كأهم أولويات سياسة الدولة". وأضاف "بمبادرة منّا, فقد أقرت الأممالمتحدة عام 2022م ليكون " السنة الدولية للتنمية المستدامة للجبال", كما تم إعلان "عام حماية النظم الإيكولوجية الجبلية واستدامة المناخ". وأوضح الرئيس جباروف أن قضايا الآثار السلبية لتغير المناخ هي ذات أهمية قصوى لجميع دول العالم، بما في ذلك قيرغيزستان، التي فيها صفائح وأنهار جليدية عمرها آلاف السنين، مشيراً إلى أن قيرغيزستان تهدف بحلول عام 2030م إلى تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 44 % ، وبحلول عام 2050م سنحاول تحقيق حيادية الكربون ، وهو أمر ممكن ولكن ينبغي في المقام الأول تطوير قطاع الطاقة الكهرومائية. وأكد أن قيرغيزستان بلد يزخر بالموارد الهيدروكربونية, ولم تتمكن بالرغم من أنها تقع ضمن الروافد العليا لموارد المياه من بناء محطات طاقة مائية جديدة خلال سنوات الاستقلال؛ مما دفعنا لاستيراد الكهرباء في فصل الشتاء، لافتاً النظر إلى أنه على مدار الثلاثين عامًا الماضية كان مواطنو قيرغيزسان يستخدمون الفحم وزيت الوقود والكهرباء المولدة من محطات الطاقة الكهرومائية التي أنشئت في وقت سابق، أما في الوقت الحالي، فإننا نستخدم حوالي 10% فقط من إمكانات الطاقة الكهرومائية لدينا. وتابع يقول :" لقد بدأنا وبنشاط على مدار العامين الماضيين في بناء محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء البلاد، وتم اعتماد اللوائح المناسبة لتوفير الفرص والحوافز للمستثمرين ، وتم أيضا إطلاق أكبر مشروع إنشائي في البلاد "Kambar-Ata HPP-1"؛ ليكون النموذج المستقبلي لقطاع الطاقة الوطني". وأضاف " استحقت قيرغيزستان الوصف بأنها حقاً دولة مستقلة في الطاقة، وبأنها ستصدر الكهرباء لو تم إعطاء هذه المسألة المزيد من الاهتمام، فربما أنه لن يكون هنالك مشكلة الضباب الدخاني "، مؤكداً الالتزام بتطوير الاقتصاد الأخضر، ومبادلة الديون الخارجية للبلاد بمبادرات خضراء. وأشار إلى مناقشة موضوع الاقتصاد الأخضر على مستويات مختلفة لسنوات كثيرة، ولكن للأسف في معظم الحالات لم يتعدى الجانب النظري، حيث يمكن التغيير وتصحيح هذا الحال في أسرع وقت ممكن،قائلاً :" لا يخفى على أحد أننا متخلفون كثيراً عن دول أخرى في العالم فيما يتعلق بالاقتصاد الأخضر، ونحن على يقين من أن هذه المبادرات ستدعمها الدول المانحة وشركاؤنا في التنمية, أما في الوقت الحالي ، فإن العمل جارٍ على بناء 50 محطة صغيرة ومتوسطة للطاقة الكهرومائية في قيرغيزستان". وفي ختام تصريحه ، أكد فخامة رئيس رئيس جمهورية قرغيزستان قائلاً :" نعمل معًا على تنفيذ مشاريع خضراء في قيرغيزستان، مقابل شطب ديوننا الخارجية ، ونريد جميعًا أن يعيش أطفالنا في بلد غني يتمتع ببيئة جيدة، نريد أن نكون دولة مستقلة في الطاقة وقادرة على استخدام إمكاناتها بعقلانية. لذلك ستواصل الدولة التحرك في هذا الاتجاه ، مع المزيد من الاهتمام بقضايا البيئة والاقتصاد الأخضر.