إعداد وتصوير : فيصل بامفلح تحتضن مدينة جدة، مزادات ومعارض نخبوية ل"الأنتيك"، التي تُعنى بتجارة المقتنيات والقطع الأثرية التي تحمل مضامينها قيمة تاريخية، وتجمع تراث المملكة وشتى بقاع الأرض، حيث يُقبل عليها المهتمين من الهواة والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها. ويتجاوز عدد المزادات في جدة 6 مزادات، وتُقام أسبوعيا لمختلف المقتنيات، ويبرز من بينها عملات تعود للعصر الأموي والعباسي، وقطع فنية تاريخية مصاغة بالذهب يصل سعرها إلى 1800 ريال، إضافةً إلى القطع الفضية التي تعود إلى العصور الإسلامية السابقة تتراوح أسعارها بين 150 - 400 ريال حسب الجرام، ويتم تقييم بيع تلك القطع من قِبل متخصصين من ذوي الخبرة في هذا الشأن. وتجولت "واس" بين أروقة المعارض والتقت بعدد من المهتمين بهذا المجال حيث أكدوا عملهم في تجارة "الأنتيك" كأسرة واحدة تمتهن هذه الحرفة كمصدر رزق منذ أكثر 70 عامًا، مشيرين إلى أن الأنواع المتداولة في المزادات أدوات صناعة القهوة، والسيوف، والبنادق القديمة، والخناجر، والأواني المنزلية، والأبواب والرواشين والخشبيات الخاصة بالمنازل من المناطق الوسطى التى تتميز بألوانها الزاهية والنقوش المحفورة بطابع عصرها. وأفاد التقرير أن مزادات ومعارض نخبوية ل"الأنتيك" يتوافد عليه المهتمون بالوثائق والمخطوطات والأدوات القديمة بغرض الشراء والتعارف وتبادل الخبرات التي يتناقلها الأجيال بمختلف أنواعها من المقتنيات، والصُحف والكتب القديمة، والمصنوعات الأوربية من المزهريات " الفازات " والصحون، واللوحات، والخِزَانات الخشبية، والفضيات، والمجسمات البرنزية والساعات الإيطالية و الفرنسية الصنع التي يُزين بها مقتنوها منازلهم. وعن مصادر المقتنيات أوضح متخصصون في هذا المجال أنه يتم البحث وشراء المُميّز منها من الدور التاريخية القديمة، والدخول في مزادات تقام عادةً في أسواق الشعبية، وفي مختلفة مدن ومحافظات المملكة وعرفت أيضاً مزادات تراثية خارج المملكة مثل الهند، ومصر ومختلف الدول الأوربية والتي تمثل مقتنيات تلك الدول من النحاسيات والأخشاب والبعض منها يتم صُنعتها حديثاً بشكل قديم مثل السيوف والبنادق التي لا يمكن استخدامها وتكون للعرض فقط، وأن تحديد أسعار القطع الأثرية بحسب النُدرة ووقت صنعها وبلد المُنشأ، حيث يصل سعر بعض السيوف إلى 100 ألف ريال والمُسمّى ب " الجوهر"، والبنادق " المقمع " التي يصل سعر بعضها إلى 5000 آلاف ريال. وأفاد أحد مُلاّك "الأنتيك" أن الإقبال على المزادات يتم على القطع النادرة التي كانت تستخدم قديماً وانقطع تصنيعها مثل: ساعات وست آند يُطلق عليها العامة " أم صليب"، كذلك العملات في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ، مشيراً إلى العمر الزمني للقطعة الأثرية وتصنفيها ب" تراث" من خلال العمر الزمني للقطعة ، الذي يسهم في زيادة سعر القطعة. وفيما يخص معايير التقييم للقطع التراثية، أوضح أن التقييم يتمثل في دقة الصناعة للقطعة وعمرها الزمني، وبلد الصُنع الذي يشتهر بصناعات حرفية متميزة عن غيره من البلدان، كذلك أصالة القطع بحيث تكون القطعة من المصنع الأصلي للبلد المُنتج لها ، فضلاً عن من كان يقتني القطه الأثرية ومكانته في المجتمع وذلك يزيد من قيمتها المالية، لافتاً الانتباه إلى أن جهات التقييم تكون من ذوي الخبرة من المتعاملين في ذات المجال من بينها الجامعات، وهيئة المساحة الجيولوجية التي تمتلك معامل تستطيع تحديد عمرها الزمني من خلال الفحص المخبري عن طريق أجهزه متخصصة. وتحدث عن الهواة في مجال "الأنتيك" قائلاً "تتعدد الأذواق، حيث يبحث العديد ممن يهتم بالمقتنيات القديمة وبخاصة ممن تجاوز عمره ال40 سنة من السيّاح خارج المملكة ويهتم بتراث مدنها باختلاف الثقافات وتحديداً كل ما يختص بالقهوة العربية وبعض المقتنيات التراثية التي يشاهدونها في البرامج الوثائقية والأفلام والمسلسلات التاريخية ، وتفتنى كتذكار عن المملكة ، وممن يبحث عن الصناعات القديمة التي اندثرت في بلدانهم. ولعل المتتبع للثراث وأهميته يُدرك أن المملكة تؤمن بقوة وتنوع الثقافة والتراث الثقافي لتحقيق التنمية المستدامة، وبأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لتحقيق السلام والسعي المشترك مع كافة الدول لبناء مستقبل ثقافي غني تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون.