تمكنت فتاة سعودية من تحويل هوايتها في اقتناء القطع القديمة المعبرة عن تاريخ وتراث المملكة وبعض الثقافات العالمية، إلى تجارة «نخبويّة» تدرّ عليها مبالغ ماليّة، بعدما عرضت معظمها عبر تطبيق «إنستغرام»، ومشاركة البعض الآخر في المعارض النخبوية التي تهتم بالتراث داخل المملكة. وقالت مها الشريف (25 عاماً) في حديث ل«وكالة الأنباء السعودية» (واس) إن «هواية امتلاك القطع العتيقة برزت معي منذ الصغر، حين كنت أرى بعض القطع الأثرية تُهدى إلى والدّي في مناسبات مختلفة، لتتطور هذه الهواية مع أيام العمر إلى حب اقتنائها من محلات الأنتيك أو من المزادات العالمية المتخصّصة أو من المهتمين بها من داخل المملكة وخارجها، على أن تحمل مضامينها قيمة تاريخية كبيرة». ولم تكتفِ الشريف في أحد معارض القطع التراثية القديمة في الرياض بشغفها في جمع هذه القطع فحسب، بل طوّرت هذه الخطوة بالاطلاع الواسع على كتب التاريخ الإسلامي والكتب العالمية التي تُعنى بمجال التاريخ والحضارات القديمة، لمعرفة المزيد من المعلومات عن الآثار، على رغم أن دراستها الجامعية هي في مجال «المال والتسويق». لكنها رغبت في تطوير هوايتها والارتقاء بمكوناتها الثقافية والتاريخية إلى مستويات أرحب، لتساعدها في أن تكون خبيرة دولية في مجال القطع الأثرية. واهتمت بجمع قطع تاريخية مختلفة تضم عدداً من الكتب والطوابع واللوحات والتحف الفنية والمجوهرات والساعات الثمينة الموثقة بشهادات رسميّة، والتي جذبت لها المهتمين بهذه القطع من داخل المملكة وخارجها عبر حسابها على «إنستغرام» والمعارض التي كانت تشارك فيها. وأصبحت الشريف الآن وسيطاً تجارياً لبعض هذه القطع نظير علاقاتها الواسعة في المجال مع خبرتها البسيطة التي مكنتها من تقييم بعض القطع، ومعرفة قيمتها من خلال وقتها الذي تقضيه في الاطلاع والقراءة والمشاهدة لحركة عرض وطلب القطع الأثرية في العالم. ومن القطع التراثية، لديها «قرآن» من الحجم المتوسط طُبع في الهند قبل أكثر من 80 عاماً، وقطعة نادرة ل «سيف ساموراي وأكيزاشي» يتراوح عمره ما بين 130 إلى 150 عاماً، والنسخة الأولى من كتاب «النسبية» للعالم البيرت أينشتاين عمره 95 عاماً، وطوابع مختلفة تعود إلى شخصيات تاريخية معروفة، وقطع معدنية وملابس ومجوهرات تعود إلى أزمنة قديمة سجلت في كتب التاريخ، في حين أكدت أنها لا تزال تطمح في النهوض بمستوى هذه الهواية للاستفادة منها في إبراز مكونات تراث المملكة.