امتدت الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية إلى كل نواحي الأرض طولاً وعرضاً، شرقاً وغرباً، مشيدة جسوراً من الخير إلى كل دولة منكوبة ولكل شعب يعاني، مستجيبة لنداءات الملهوفين أينما كانوا، وملبية احتياجات المحتاجين أياً كانوا، لترسم بذلك أسمى معاني التضامن الإنساني. وقد وصلت مساعدات المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى 86 دولة حول العالم حتى الآن، مستهدفة تقديم الخير والعون للإنسان دون النظر إلى عرق أو دين أو لون، حيث نفذت من خلال المركز أكثر من 2.100 مشروع إنساني وإغاثي في مختلف المجالات الحيوية كالغذاء والصحة والتعليم والمياه والإصحاح البيئي والإيواء وغيرها من القطاعات، وذلك بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار أمريكي. وتحرص المملكة - ضمن مساعيها الإنسانية - على دعم الجهود الأممية والدولية الرامية إلى مكافحة الفقر عالمياً، حيث قدمت من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة العديد من المساهمات السخيّة لدعم منظمات الأممالمتحدة المعنية بذلك، كبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة وغيرها، إضافة إلى المساهمات المقدمة عبر المنظمات الدولية والمحلية العاملة بالمجال الإنساني، إلى جانب ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة من مشاريع ومبادرات متعددة بهدف مكافحة الفقر في الدول المحتاجة والمتضررة. وبرز الدور الإنساني الريادي للمملكة في التحدي الصحي الأخير الذي واجهه العالم أجمع والمتمثل في جائحة فيروس كورونا، والتي بذلت المملكة خلالها جهوداً كبيرة لمكافحتها دولياً، حيث قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من 842 مليون دولار أمريكي لمساندة الجهود الدولية في الحد من آثار الجائحة، وشمل ذلك دعمها لأكثر من 34 دولة من الدول ذات الاحتياج بالأجهزة والمساعدات الطبية والوقائية متضمنة مئات الأطنان من الأكسجين الطبي ومستلزماته، وأجهزة تنفس صناعي، وأجهزة مطورة لمراقبة العلامات الحيوية وغيرها من المعدات، إضافة إلى قيامها بتأمين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للدول المستهدفة، إلى جانب تقديم الدعم المالي لعدد من المنظمات الأممية والدولية لمواجهة الجائحة منها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة التحالف العالمي للقاحات (CEPI)، ومنظمة الاتحاد العالمي للقاحات والتحصين (CAVI)، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، والهيئة الطبية الدولية (IMC)، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ووكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ولم تكتف المملكة بمد أياديها البيضاء إلى أصقاع العالم، بل فتحت أبوابها لتكون حضناً حانياً للاجئين، إذ تستضيف أعداداً كبيرة من لاجئي اليمن وسوريا والروهينجا على أراضيها، ووفرت لهم فرص العمل وقدمت لهم الخدمات الصحية، والتعليمية وغيرها بدون مقابل كما قدمت لهم الرعاية الصحية المتميزة والمجانية أثناء جائحة كورونا، وذلك إلى جانب ما تقدمه من مساهمات لصالح اللاجئين والنازحين والمجتمعات المستضيفة لهم في الدول الشقيقة والصديقة. ومما يعبر عن روح التعاضد الإنساني التي تكنها المملكة، هو البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، الفريد والوحيد من نوعه على مستوى العالم، حيث يستقبل التوائم السيامية والطفيلية من شتى أنحاء المعمورة لعلاجهم، ويتكفل بكافة نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إلى جانب تكاليف النقل واستضافة التوأم وذويه طوال فترة الرعاية الطبية، وقد تمكن على مدى 3 عقود بدراسة 126 حالة حتى الآن، من 23 دولة في 3 قارات حول العالم، وأجرى منها 52 عملية فصل توأم سيامي وطفيلي تكللت جميعها بالنجاح ولله الحمد. وتشارك المملكة العالم الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن الإنساني والذي يوافق 20 ديسمبر من كل عام، وذلك لتعزيز ثقافة التضامن وروح التكاتف بين الإنسانية جمعاء، من أجل التخفيف من معاناة المتضررين والمحتاجين حول العالم. //انتهى// 14:02ت م 0082 www.spa.gov.sa/2411479