دعا المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي ال35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي في ختام أعماله اليوم في العاصمة البرازيلية ساو باولو، إلى مواجهة تفشي ظاهرة الكراهية وآثارها السلبيّة على المسلمين في جميع أنحاء العالم، والسّعي بكل السُبل المتاحة فكريًا وعمليًا لكشف الضّلالات والمفاهيم الخاطئة، والتّصدّي لها من خلال الإرشاد والتوعية وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام وبيان وسطية هذا الدين واعتداله. وأوضح معالي عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الذي انعقد تحت شعار "مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية" أن الفئات المستهدفة من خطاب الكراهية، غالبًا ما تكون من الضعفاء أو الأقليات، مؤكدًا أن خطاب الكراهية يتعارض تمامًا مع قيم التسامح والعيش المشترك بين البشر جميعًا ، مبينًا أن من المهم التفريق بين حرية الرأي المكفولة للجميع، وحرية التعبير عن الرأي التي يجب أن تخضع لضوابط عديدة كاحترام حقوق الآخرين وحماية الأمن العام. من جانبه أشار ممثّل رئيس جمهورية البرازيل النائب الفيدرالي لويس مارينيو، إلى أن الجالية المسلمة من أكثر الجاليات اندماجا في المجتمع، مؤكدًا أهمية وضرورة مثل هذه المؤتمرات، وأهمية التعاون لنبذ الكراهية وإحلال التسامح، شاكرًا للمملكة رعايتها لهذا المؤتمر. كما استعرض رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الدكتور أحمد علي الصيفي، مخاطر تفشي ظاهرة الكراهية وآثارها السلبية على مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم بشكل عام. وتحدثت الجلسة أولى للمؤتمر التي رأسها معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو، عن "مفهوم الكراهية في الغرب ونشأتها وتطورها" ، موضحًا خلال كلمته التقديمية للجلسة، أن ظاهرة الكراهية بكل أشكالها وصورها الإقصائية والعنصريّة تصنّف النّاس حسب دينهم أو جنسهم أو لونهم تعتبر من الظواهر الخطرة الي تنامت وأنتشرت في العالم، ولم تنتشر أو تتصاعد لسبب واحد أو دافع واحد وإنّما لمجموعة من الأسباب والدوافع اختلط فيها الحق والباطل فكانت خليط تراكمات أدّت إلى تفشّي هذه الظاهرة. وبين معاليه أنّ الإسلام كان منذ البداية حريصًا على نبذ الكراهية، ونشر ثقافة التسامح والمحبّة، سواءً بين المسلمين مع بعضهم البعض أو مع غيرهم من الأمم، لافتًا إلى أن ثقافة المحبّة والمودّة في تصرّفات المسلمين انعكست على إقبال غير المسلمين باعتناق الإسلام الذي يحثّ على التّراحم حتى مع الأعداء.