رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أمس الثلاثاء الحفل الختامي "الافتراضي" لمؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي ال"34" الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بعنوان: (الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي) واستمر لمدة يومين، بحضور عدد من العلماء والمفكرين والشخصيات الإسلامية من 30 دولة. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى سانو كلمة قدم خلالها شكره وتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة على دورها المؤثر في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم وسعيها الدائم لمساندة الأقليات المسلمة ورعايتها لشؤونهم ، مثنياً على رعاية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لهذا المؤتمر الكبير والمميز بموضوعه الذي تتأكد الحاجة له في مثل هذه الظروف من تاريخ الأمة. وأكد الدكتور قطب سانو أن موضوع المؤتمر من أهم الموضوعات التي تهم المسلمين، وهو الوقف الإسلامي، مؤكداً أن الوقف كان له دور كبير في معالجة الكثير من القضايا الاقتصادية التي تعرضت لها الأمة الإسلامية، مبيناً فضل وأجر الوقف في الإسلام، مشدداً على أهمية العناية بالوقف دراسة وتطويراً ومراجعة وتحقيقاً؛ ليقوم بالدور المطلوب منه. بعد ذلك، ألقى الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على دعمهم المتواصل لكل عمل خلاق يسهم في نشر الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة والسلام، ونبذ كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب، مقدماً الشكر لحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية على عنايتها واهتمامها وإتاحة الفرصة للمسلمين بأن ينعموا بالأمن والاستقرار والعمل البناء الخلاق الذي لا شك أنه محل شكر الجميع، ولرئيس مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل الشيخ أحمد الصيفي وإدارة المركز في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي على إقامة مثل هذه المؤتمرات والفعاليات، والمشاركين في أعماله وجلساته من العلماء والباحثين والمفكرين. وقال معاليه: إننا في هذا اليوم المبارك نلتقي بثلة من العلماء الأجلاء الذين يتحدثون في شأن عظيم من شؤون المسلمين وهو الوقف، ومكانته ونفعه العظيم للمسلمين، مبيناً أنه من أهم المسائل التي يجب علاجها وتطورها حتى تكون إن شاء الله في مصلحة المسلمين، مشيداً بما يقوم به أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة المشاركين في المؤتمر من بحوث ومن مشاركات فعالة سيكون لها أثر في إثراء مسألة ما يتعلق بالوقف وتطويره وتنميته.. مشيراً إلى أن الوقف من الأعمال الجليلة التي أمر بها الشارع. ونوه معاليه بالنجاح الذي حققه المؤتمر، وعلى ما تم تقديمه من بحوث ومداخلات، مؤكداً أن مواقف المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين تنبع من مسؤوليتها في الدفاع عن الدين، ومحاولة بذل الجهد لعمل كل ما فيه خير للإسلام والمسلمين في البلاد الإسلامية أو خارجها. وحث معاليه الأقليات المسلمة على العمل بجد وإخلاص في الدولة التي يعيشون فيها حتى يكونوا مثالاً يحتذى به، كي ينعم المسلم بالأمن والاستقرار، وأن يكون داعية في هذه الدول التي يعيش فيها، مبيناً أن الداعية يجب أن يكون مثالا متميزا في شخصيته وفي حسن إسلامه وحسن تعامله مع الآخرين، حتى يكون داعية ممثلا للإسلام والدين الصحيح بعيدا عن الإرهاب وأسبابه، وبعيدا عن الغدر بأي وجه من الوجوه. وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية أن الدين الإسلامي يأمر بالاعتدال والوسطية وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والسلف الصالح الذين عملوا بموجبه واستطاعوا بفضله أن يصلوا أصقاع الدنيا بفضل الله ثم بفضل ما ثمر في قلوبهم من الإيمان الصادق ومن العمل الجاد ومن حسن العمل وحسن النية، سائلاً الله تعالى أن يبارك في جهود الجميع لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، وأن يديم على الجميع الأمن والاستقرار والرخاء والطمأنينة. وفي ختام الحفل ألقى مدير مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية الشيخ أحمد بن علي الصيفي كلمة رفع الشكر فيها لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على جهودهم الخلاقة لخدمة الإسلام والمسلمين بالعالم والسعي الدؤوب لجمع الكلمة وتوحيد الصف ومساندة الضعفاء ومن يحتاج للإعانة، مؤكداً أن المملكة ضربت أروع الأمثلة في العطاء في أبهى صوره. ونقل الشيخ أحمد بن علي الصيفي تحيات الحكومة البرازيلية ممثلة بوزارة الخارجية وثناءها على الدور الذي تقوم بها المملكة في رعاية هذه المؤتمرات التي ينفذها مركز الدعوة الإسلامية كل عام التي تعزز التسامح وتدعوا للتعايش وتحقيق الأخوة الإنسانية وتجسد الحضارة الإسلامية التي تقوم على الانفتاح على العالم والتعايش السلمي، مثمناً رعاية ومتابعة وحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة للمؤتمر وبيانه الختامي والإشراف المباشر على أعماله، والتي تحقق لها النجاح بفضل الجهود الحثيثة التي تقدمها الوزارة وكافة المشاركين في أعماله المؤتمر . وفي ختام الحفل مُنح رئيس المؤتمر الشيخ أحمد بن علي الصيفي الدكتوراة الفخرية من الجامعة الإسلامية في منيسوتا بالولايات المتحدةالأمريكية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، والتي قدمها رئيس الجامعة الإسلامية بالبرازيل الشيخ عبدالحميد متولي ، نظير جهوده في خدمة الدعوة، حيث ألقى الشيخ عبدالحميد متولي كلمة نوه برعاية المملكة ودعمها المستمر للمسلمين بالعالم، وإسهاماتها لخدمة البشرية ونشر التعايش والوئام، مشيداً بدور وزير الشؤون الإسلامية في نشر خطاب الوسطية والاعتدال والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، واصفا جهوده بالصورة المشرقة للاعتدال.