إعداد / عبدالله الغيداني - تصوير / هاشم النوفل تمتلك منطقة القصيم مقومات السياحة الريفية أو ما تسمى السياحة الخضراء، مما جعلها وجهة للجذب السياحي، بما تقدم لزائريها من الاسترخاء والاستجمام والترويح على مدار العام في مناخ صحي بعيد عن التلوث البيئي. وتحتضن القصيم آلاف المزارع التي حوّلها ملاكها إلى مزارع سياحية تستقبل الزوار من جميع المدن إلى أحضان الطبيعة، حيث تتنوع المزارع والبساتين الجميلة، فهناك مدينة بريدة التي يوجد بها ما يُعرف بمزارع الصباخ القديمة وهي مجموعة من البساتين تتميز بنخيلها ومحاصيلها المتنوعة، وكذلك منطقة فلايح عنيزة في وسط المحافظة وهي واحدة من أهم المسارات السياحية في القصيم الجاذبة بتنوعها وتميزها بأشجار النخيل الطويلة وسواقي الماء وأساليب الزراعة المتنوعة القديمة منها والحديثة . وتشترك هذه الأماكن في كثير من العناصر التي تقدمها للسائحين، المستوحاة من البيئة الريفية الضاربة في الجذور والتي تتسم بغناها، سواءً على المستوى البيئي المتمثل في عناصر البيئة الزراعية كالأبنية الطينية والأراضي الزراعية والبرك والآبار والحيوانات والطيور، أو على المستوى التراثي والثقافي من خلال التعرف على العادات والتقاليد، وهو ما يمتد إلى المأكولات الشعبية البسيطة. وتعد تجربة القصيم في مجال السياحة الزراعية من التجارب التي حققت نجاحاً رغم أنها لا تزال في بداياتها وذلك على مستوى عدد من المزارع التي حصلت على رخصة تأهيل السياحة الزراعية والريفية من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, وتتنوع التجارب في هذه المزارع بين إقامة الأنشطة السياحية والزراعية الجاذبة والمهرجانات والفعاليات التي تنظم في المزارع، إضافةً إلى إنشاء النزل الريفية والفنادق التراثية، واستغلال منتجات المزارع بما يخدم المزرعة سياحياً. ويقام في منطقة القصيم 13 فعالية سنوياً مرتبطة بالمنتجات الزراعية مثل: مهرجان تمور بريدة، ومهرجان تمور عنيزة، ومهرجان العنب، ومهرجان الفراولة، ومهرجان الرمان، ومهرجان اليقطين، كما تحتوي على 21 مشروعاً للسياحية الزراعية والريفية، و 4 مزارع مرخصة تحتوي على نزل ريفية، حيث تعد السياحة الزراعية والريفية أحد الأجزاء المكونة للاقتصاد الزراعي بالمنطقة، ويمكن للسياحة الزراعية أن تشكل ربحا يهدف إلى خلق مصدر دخل إضافي للمزارع. كما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس لجنة تنمية الاستثمار بالمنطقة (مبادرة بساتين وأرياف القصيم)، بهدف التعريف بالمقومات الزراعية والفرص الاستثمارية التي تحتضنها القصيم من من خلال: المزارع السياحية، والمنتجات الزراعية، والنزل الريفية الزراعية، وفرص الاستثمار الزراعية، ومزارع الثروة الحيوانية، والمتنزهات البرية، والمهرجانات الزراعية، بسبب توفر عدة عوامل تؤكد أهمية استثمار الزراعة سياحياً واقتصادياً واجتماعياً، وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة. وتشارك المزارع الريفية السياحية بدعم السياحة بمنطقة القصيم بشكل كبير، حيث شهدت المزارع التقليدية القديمة -التي أعيد تأهيلها وفقاً لضوابط الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني- حضوراً سياحياً مميزاً من أهالي القصيم وزوارها خلال الإجازات الصيفية، وإجازة عيدي الفطر والأضحى، مجتذبتاً سياح وزوار المنطقة لخارطة سياحة القصيم، جعلت المزارع مجال استثمار جديداً لرجال الأعمال. من جانبه أوضح أحد ملاك المزارع الريفية يوسف الزنيدي أن مصطلح السياحية الريفية هو مصطلح عالمي يتزايد الإقبال عليه عاماً بعد عام، مبيناً أن فكرة المزرعة الريفية هي أن تعيش الماضي، بحيث يسكن السائح الريفي في بيت على النمط القديم، ويستيقظ في الصباح الباكر ويقتني ثمار المزرعة ويجلب الحليب والبيض، ويعيش حياة ريفية بسيطة مبتعداً عن صخب المدينة وضجيج الحياة.