بدأت اليوم فعاليات المؤتمر "الافتراضي" الدولي الرابع والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية بجمهورية البرازيل، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ويستمر لمدة يومين. وتناول المؤتمر موضوع الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، بمشاركة عدد من العلماء والأكاديميين وطلبة العلم من عدد من الدول، ويسلط الضوء على المسائل المهمة المتعلقة بالوقف وفق محاور المؤتمر. وافتُتِحت فعاليات المؤتمر بعرض مرئي عن مسيرة المؤتمر، ثم ألقى راعي المؤتمر معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة قدم فيها شكره لحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية على استضافتها، الذي يعكس مدى اهتمامها الكبير بجميع الأقليات التي تعيش على أرضها. وأكد معاليه حرص القيادة الرشيدة على العناية والاهتمام بالمسلمين في كل مكان، لا سيما في المناطق التي تشكل فيها أقلية إسلامية، وقال: "إن الدين الإسلامي دين الرحمة والسماحة واليسر في العقيدة، والعبادة، والمعاملات، والأخلاق، وهو دين شامل كامل, ومما جاء به من المحاسن العناية بالوقف، ودعمه، وتشجيعه؛ لضمان استدامته، وتحقيق أهدافه". وعدَّ الدكتور آل الشيخ العناية بالوقف، تجسيداً للتكافل الاجتماعي بكل صوره، وتحقيقاً للألفة، والتعاون، والمحبة، والسلام، وهو مما يبقى للمرء بعد موته، معبراً عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه الجليلة في إحياء سنة الوقف من خلال تحديد مفهوم الوقف المناسب وأهميته بالنسبة للأقليات المسلمة. واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كلمته بحمد الله تعالى على تيسيره لإقامة هذا المؤتمر، مقدماً شكره لجميع المشاركين. من جانبه, نوَّه رئيس المؤتمر مدير مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي بجمهورية البرازيل أحمد بن علي الصيفي، بالدعم المتواصل من القيادة الرشيدة لأعمال المؤتمر طيلة المسيرة خلال أربعين عاماً، التي تواصل مد يد الخير بلا انقطاع. وأوضح أن موضوع المؤتمر لهذه السنة سيتناول الوقف ودوره في خدمة الجاليات المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، حيث يعد الوقف من المؤسسات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في بناء الحضارة الإسلامية ونظاماً عرفته المجتمعات الإنسانية قديمها وحديثها، وطورته لدرجة أثبتت مكانته الناجعة بوصفها وسيلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بل الصحية والزراعية، ووسيلة مهمة لنشر الدعوة الإسلامية. وأكد أن الدور الاقتصادي والاجتماعي والديني المهم الذي تلعبه الأوقاف, خاصةً في دعم المساجد واستمرار العطاء للمدارس القرآنية أو الاستثمارات الوقفية فيما يُنشَأ من متاجر ملحقة بالمساجد أو المدارس أو المراكز الثقافية الإسلامية، أو الاستفادة من الأراضي والبساتين المثمرة وغيرها من الوقفيات التي يمكن أن تلبي شروط النماء الاقتصادي والدعم للمؤسسات الدينية والإنفاق على المراكز الثقافية والدينية التي تخدم الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي لهو موضوع مهم وجدير بالبحث والدراسة. ثم أُلقِيَت كلمة دولة الكويت المشاركة بأعمال المؤتمر، ألقاها بالنيابة عن معالي رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله بن معتوق المعتوق، مدير الهيئة الدكتور بدر بن سعود الصميط، أكد فيها أن الجهود الرائدة للمملكة في دعم المسلمين غير مستغربة، حيث دأبت عبر تاريخها على توحيد صفوفهم ودعم قضاياهم, وهي حاضرة في كل المحافل، مقدماً شكره لجميع المشاركين في أعماله وجلساته مؤملاً أن يحقق رسالته السامية. إثر ذلك, ألقى رؤساء الوفود المشاركة بأعمال المؤتمر كلمات نوهوا فيها بأهميته والموضوعات المطروحة فيه وأوراق العمل التي ستناقشها جلساته، مشيدين بحسن التنظيم والإعداد لأعماله بما يحقق تطلعات الأقليات المسلمة في قارة أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي.