واصل منتدى شباب العالم في نُسخته الرابعة، فعالياته لليوم الثاني على التوالي، والتي تُعقد تحت شعار "معاً من جديد"، بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين العرب والأجانب، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من 196 دولة. وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال الجلسة النقاشية التي عُقِدَت اليوم تحت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية"، أهمية تكاتف الدول والقطاع الخاص لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، لافتاً الانتباه إلى أن السنوات الثماني القادمة مهمة لمجابهة خطر التغيرات المناخية، كما أنها تحمل فرصة للاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري باستخدام السيارات التي تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي. وأشار الرئيس السيسي إلى ضرورة وجود إرادة التغيير لواقع التلوث البيئي للكون، وضرورة التناول الإعلامي ووسائل الاتصال لهذا الأمر بما يُولّد ثقافة مواجهة الأخطار الناجمة عن التغيرات المناخية، ليتحرك من خلالها الجميع سواء السياسيون أو الممولون أو القطاع الخاص. من جانبه، قال رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، في كلمته خلال الجلسة النقاشية: إن التغيرات المناخية أصبحت قضية حاكمة بكل المقاييس، لافتاً الانتباه إلى أن كل 10 ثواني يتم ضخ أكثر من عشرة آلاف طن متري من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بما يعادل وزن 170 ألف شخص. ونَبّه إلى تداعيات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، حيث ارتفاع درجات الحرارة بنسب غير مسبوقة، ووصول تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى أعلى مستوياته، وارتفاع مستوى سطح البحر في العديد من الأماكن في العالم، مُطالباً العالم بمواجهتها بكل حزم وسرعة حتى يستطيع مواكبة التحديات التي فرضتها التغيرات المناخية خلال الفترة القادمة. وأوضح رئيس الوزراء المصري أن الدول النامية لم تكن المتسببة في ظاهرة التغير المناخي لكن أصبح عليها الالتزام بدفع تكلفة وفاتورة التعامل مع هذه الظاهرة، داعياً الدول المتقدمة التي كانت سبباً رئيساً في ظاهرة التغير المناخي إلى المساهمة الرئيسة في التصدي لها. من جهته، حَذّر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، في كلمته عبر الاتصال المرئي خلال الجلسة النقاشية، من عواقب ظاهرة التغيرات المناخية، فلا أحد بمنأى عن ذلك في كل بلدان العالم، لافتاً الانتباه إلى الحرائق غير المسبوقة التي خرجت عن نطاق السيطرة بالإضافة إلى المستويات القياسية من درجات الحرارة. وأشار "كيري" إلى أن التحدي الأكبر الذي يجب مواجهته الآن هو دفع الدول والقطاع الخاص إلى التعاون والتحرك بسرعة كافية للتصدي لظاهرة التغيرات المناخية. بدوره، أشار المبعوث الخاص للمناخ بحكومة المملكة المتحدة جون مارتن، في كلمة مماثلة عبر الاتصال المرئي، إلى أهمية تحويل الدعم بحوالي 24 مليون دولار سنوياً من أجل التحول من الوقود الأحفوري إلى أنواع أخرى وفقاً لما اتفقت عليه الدول في قمة جلاسكو الأخيرة، وكذلك أهمية العمل مع الجهات المانحة لدعم البلدان إلى التحول لاقتصاد منخفض الكربون. فيما قالت المستشارة الإستراتيجية بشأن تغير المناخ بالمكتب التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي كاسي فلاين، في كلمتها عبر الاتصال المرئي خلال الجلسة النقاشية: إن المجتمع الدولي قدم تعهدات بأن يكون هناك تحركات جريئة في حماية الطبيعة والتكيف المناخي، وبدء الطريق لأجل تحقيق تنمية مستدامة لم تنفذ حتى الآن، مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته بشأن التغيرات المناخية على أرض الواقع. كما أوضحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أنجر أندرسن، في كلمتها عبر الاتصال المرئي خلال الجلسة النقاشية، أن هناك المزيد من الالتزامات من جانب الدول فيما يتعلق بتقليل الانبعاثات الضارة ولكن هذه الالتزامات ليست كافية، مُطالبة الدول العشرين المسؤولة عن نسبة 76% من تلك الانبعاثات إلى تنفيذ التزاماتها، وفي حال عدم القيام بذلك سيكون هناك المزيد من الفيضانات والحرائق البرية والتشرد. بدوره، قال المدير الإقليمي للشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني، في كلمة مماثلة عبر الاتصال المرئي: إن هناك العديد من الدول تتأثر بشدة وليس لديهم القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية نظراً للحروب والنزاعات، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على البيئة والمجتمعات الأكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية من أجل مساعدتها في التكيف مع تلك التغيرات. من جانبه، أكد مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية المصرية السفير محمد نصر، في كلمته خلال الجلسة النقاشية، أن مفاوضات تغير المناخ أصبحت مفاوضات سياسية ذات بُعد فني، ولم يصبح تغير المناخ موضوعاً بيئياً فحسب، ولكنه تنموي بالأساس، وله تأثير مباشر على كل قطاعات الاقتصاد، مشدداً على أهمية التمويل بالنسبة للدول النامية التي تواجه تحديات في تنفيذ برامج مواجهة التغيرات المناخية، بحيث يكون التمويل مُيسراً، والتركيز الأكبر يكون على المِنَح وليس القروض. مما يذكر أن فعاليات الجلسة النقاشية تحت عنوان "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية"، بدأت بعرض فيلم تسجيلي عن مخاطر التغيرات المناخية على كوكب الأرض، وما أسفرت عنه من خراب. وأشار الفيلم التسجيلي إلى أنه بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) أدرك البشر أنهم معرضون للخطر وأجبرهم الفيروس على البقاء في منازلهم وفرض الإغلاق الكامل، الأمر الذي يتطلب تغيير سلوكيات البشر للمحافظة على البيئة وكوكب الأرض.