إعداد : عبده دكمان تصوير : حسين عتودي و أيمن باحسن تُعد جزر فرسان الواقعة على بعد 50 كيلو متر تقريبا باتجاه الغرب من مدينة –جيزان وسط البحر الأحمر، من أهم المواقع السياحية والاستثمارية بمنطقة جازان بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة، بما تمتلكه من مقومات طبيعية وفرص استثمارية واعدة في شتى المجالات السياحية والاقتصادية وغيرها من المجالات. ويأتي تسجيل "جزر فرسان" بمنطقة جازان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في (اليونسكو) امتداداً لحرص القيادة الحكيمة واهتمامها بكل ما يبرز حضارة وتراث المملكة واحتلالها المكانة التي تستحقها على جميع الصُّعُد وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية. ويضم أرخبيل جزر فرسان نحو 90 جزيرة من بين ال 200 جزيرة التابعة لمنطقة جازان, جميعها قابلة للاستثمار وتزيد مساحة جزر الأرخبيل مجتمعة عن 600 كيلو مترا مربعا منها ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي "فرسان الكبرى" التي تضم جميع الإدارات الحكومية والخدمية وعدد من الفنادق والشقق والغرف الفندقية التي تستقبل زوار الجزيرة ، و "فرسان الصغرى "السقيد" و "قماح". ويصل طول بعض تلك الجزر لنحو سبعين كيلو مترا بينما يتراوح عرضها بين 40 و 20 كيلومتراً ، وامتازت منذ القدم بمصائدها الغنية باللؤلؤ الذي كان من أهم مصادر الرزق لأبناء فرسان، إلى جانب صيد الأسماك الذي يعد المهنة الرئيسة لسكان الجزر. وتمتاز جزر فرسان بأهمية موقعها بالقرب من ممرر السفن الدولي وكذلك قربه من باب المندب ودول القرن الأفريقي وغناها بالموارد الطبيعية والسياحية والأثرية وشعبها المرجانية والثروة السمكية مما يجعلها محط أنظار الزوار والسياح ورجال المال والأعمال والصيادين على حد سواء ، تحتضن العديد من المواقع السياحية الأثرية ومنها وادي مطر الواقع جنوب الجزيرة ويضم أطلالا ذات صخور كبيرة عليها كتابات حميرية, وقرية القصار بالجزيرة التي يوجد بها موقع " الكدمي " الذي يحوي بنايات متهدمة ذات أحجار كبيرة وبقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومان. ومن الآثار الموجودة بفرسان " جبل لقمان " وهو عبارة عن حجارة ضخمة متهدمة تشير إلى أنها أنقاض لقلعة قديمة , وبالقرب منها توجد بعض المقابر القديمة إلى جانب بيت الجرمل في جزيرة قماح والعديد من البيوت الأثرية كبيت الرفاعي والمساجد , التي تم بناؤها وفق طراز معماري فريد يحكي فن العمارة في تلك الفترات الماضية إلى جانب مسجد النجدي والذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1347ه فضلا عن العديد من المواقع الأثرية والنقوش القديمة المتناثرة في مختلف جزر فرسان . ويمثل منزلا الرفاعي الأثريان بجزيرة فرسان معلمين أثريين بالجزيرة لما يتميزان به من المهارة الفنية والمعمارية جاءت نتيجة لعصر ازدهار تجارة اللؤلؤ بجزيرة حيث شيدا بحجارة الجزيرة بحكم أنها شعاب مرجانية تمثل صخوراً كلسية قابلة للتشكيل مما أتاح للبنائين التحكم في فنيات البناء, بالإضافة إلى خام الجص الذي توجد مناجمه بفرسان حتى اليوم. وتشتهر جزر فرسان بتنوعها الأحيائي الكبير والفريد الذي يميزها عن سائر محميات المملكة ، حيث تحتوي على أكثر من 230 نوعاً من الأسماك، كما تتميز باحتوائها للعديد من الأحياء البحرية الفطرية المهددة بالانقراض ، و50 نوعاً من المرجان، وتتميز بالأعشاب والطحالب البحرية وغابات القندل والقرم المهمة كحاضنات لصغار الأسماك والقشريات، كما تحتوي على أكثر من 230 نوعاً من الأسماك. ويحتضن أرخبيل فرسان أكبر تجمع من ظباء الإدمي أو الغزال الفرساني بالمملكة، وتعد من أهم الممرات لهجرة الطيور، حيث تحوي حوالي 165 نوعًا من الطيور ، وتضم أكبر تجمع للبجع وردي الظهر في البحر الأحمر ، وأكبر تجمع للعقاب النساري في الشرق الأوسط، إلى جانب تميزها كمحية فطرية للغزلان والعديد من أنواع الطيور ومزاراً سنوياً لسمك الحريد الذي يزور جزر فرسان مرة واحدة في كل عام ، وتحوي أكثر من 180 نوعاً من النباتات، أربعة منها يقتصر وجودها في المملكة على جزر فرسان. وتتفرد فرسان بأهميتها التاريخية والمؤهلة لأن تكون من مواقع التراث العالمي، إلى جانب ما تتمتع به فرسان من المقومات والإمكانات الطبيعية، فقد أصبحت محط أنظار السائحين والزائرين والباحثين عن جمال الطبيعة والشواطئ الرملية الفريدة والنزهات البحرية والغوص وصيد الأسماك، وأصبحت أحد أهم المواقع السياحية بجازان لما تضمه من إمكانات سياحية متميزة ومواقع جذابة وأماكن أثرية، جعلت منها مقصداً للسياح والمستثمرين. وينتظر جزر فرسان مستقبل سياحي واعد من خلال ما ستشهده خلال السنوات القادمة من مشروعات واستثمارات سياحية وبنى تحتية وخدمات إيوائها ستجعل من جزر فرسان وجهة سياحية مهمة للباحثين عن متعة السياحة البحرية والشواطئ البحرية البكر والمناظر الطبيعية الخلابة بجزر محافظة فرسان.