سيشرق قمر التربيع الأخير لشهر محرم بسماء الوطن العربي قبل منتصف الليل يوم غد الأحد 29 أغسطس، وسيمثل أبعد قمر تربيع هذه السنة لتزامنه مع نقطة الأوج (أبعد مسافة في مداره الشهري حول الأرض مقارنة بأي قمر تربيع آخر هذا العام 2021). وسيكون القمر بين عنقود الثريا ونجم الدبران على قبة السماء هذه الليلة ، إلا أن الثريا لن تُرى بالعين المجردة من داخل المدن لكن يمكن رصدها عبر المنظار، في حين سيكون من السهل رؤية نجم الدبران بلونه الأحمر قرب القمر. وسيصل القمر نقطة الأوج عند الساعة 05:22 صباحا ( 02:22 صباحا بتوقيت غرينتش) ويكون على مسافة 404,099 كيلومترا ، وسيُرصد عالياً في قبة السماء بالتزامن مع بداية شروق شمس الاثنين. بعد ذلك بساعات سيصل القمر لحظة التربيع الأخير عند الساعة 10:13 صباحا (07:13 صباحا بتوقيت غرينتش) وسيبقى مرئياً إلى أن يغرب بعد الظهر حسب التوقيت المحلي. ويدور القمر حول الأرض مرة كل أربعة أسابيع وتكون النتيجة دورة أطواره من الاقتران وهلال بداية الشهر والتربيع الأول مرورا بالأحدب المتزايد ثم البدر المكتمل وبعد ذلك الأحدب المتناقص ثم التربيع الأخير وهلال نهاية الشهر ويعود إلى الاقتران من جديد مره كل 29.5 يوما ، وهذه الحركة تعني أيضا بأن القمر يتحرك سريعا عبر السماء، فمن ليلة إلى الليلة التالية يقطع القمر 13 درجة في قبة السماء ، وهذا يجعل القمر يشرق ويغرب متأخرا بحوالي ساعة كل يوم . وتعدّ مدة التربيع الأخير -التي يظهر فيها نصف القمر ونصفه الآخر مظلم- الوقت المثالي لرصد تضاريس سطح القمر بواسطة المنظار أو تلسكوب صغير لأن الجبال والفوهات تكون واضحة جداً خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانب النهاري والجانب الليلي على القمر، نظراً لتداخل الضوء والظلال مما يعطي منظراً ثلاثي الأبعاد وهي فرصة التصوير الفلكي. وخلال بضعة أيام مقبلة سوف تتقلص المسافة بين القمر والشمس إلى أن يصبح القمر في مرحلة هلال نهاية الشهر ويُرصد قبل مدة وجيزة من شروق الشمس استعدادا لوقوعه في منزلة الاقتران لشهر صفر 1443.