افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة اليوم ندوة "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين خلال جائحة كورونا"،التي أقامتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الثلاثاء عن بعد. وفي بداية الندوة ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة كلمة رفع فيها الشُكر والثناء والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على موافقته الكريمة لإقامة هذه الندوة المُباركة, لإبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام خلال جائحة كورونا" وقال سموه : لا يخفى على أحدٍ ما اتخذته القيادة الرشيدة "أيدّها الله" منذ بدء الجائحة, من خطوات احترازية مُتقدمة، حظِيت بإشادة مُنظمة الصحة العالمية للتصدي لفيروس كورونا المُستجد, كما أعلنت مُبكراً عن تقديم خدمات العلاج مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين ومُخالفي نظام الإقامة في جميع المنشآت الصحية العامة والخاصة، وبعد اكتشاف اللقاح واعتماده رسميّاً، أعلنت من جديد أنه سيكون مجاناً للجميع، عبر مراكز لقاح كورونا، ضمن الخطة الوطنية للقاح التي تُنفذها وزارة الصحة، والتي قطعت شوطاً كبيراً ومكّنت ولله الحمد من تحصين المجتمع من التداعيات الصحية لهذا الفايروس. وأضاف سموه : لقد برهنت المملكة العربية السعودية, على منهجيّتها الاحترافية بالتعامل مع الجائحة, من خلال تضافر جهود كل الجهات الحكوميّة والأهليّة والخيريّة, في منظومة عمل مُنسقة ومُستمرة, حققت ولله الحمد نتائج بالغة الإيجابية في الحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه ،وضحّت بالمكاسب الاقتصادية في سبيل حفظ النفس البشريّة, وكان للمواطن والمُقيم وعيّ وإدراك مثاليّ في التعاطي مع هذه الإجراءات الاحترازية والوقائية للوصول للهدف المنشود ولله الحمد. وأكد سموه أنه بالأمس القريب شاهدنا استمرار عملية وصول المُعتمرين والزائرين للحرمين الشريفين بعد توقف احترازي ووقائي مؤقت, تزامنت معه إجراءات مُتميزة تضمّن - بإذن الله - سلامة الجميع, بمُتابعةٍ وتوجيهاتٍ مُباشرة من سيّدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين, للتيسير على قاصدي الحرمين الشريفين وخدمتهم لأداء عبادتهم بكل راحة واطمئنان. وأوضح سمو الأمير فيصل بن سلمان أنه في ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية ومع ما يشهده العالم من وجود التحورات من هذا الفيروس حرصت المملكة العربية السعودية على أن تقام شعيرة الحج في بيئة منظمة وبأعداد محدودة لضمان سلامة الإنسان وأدائه العبادة في أجواء تعبدية آمنة نتجاوز من بعدها -بإذن الله- هذه الجائحة وأن يعود حجاج بيت الله الحرام وزائرو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعوام المقبلة آمنين مطمئنين، سائلا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم ومناسكهم وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً. ثم ألقى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة أكد فيها أن قيادة المملكة العربية السعودية تعد هذه الخدمة شرفا وفخرا لها ، كما أنهم يرون ذلك واجبا عليهم تجاه إخوانهم المسلمين في العالم الإسلامي ، بل تجاه المسلمين في كل مكان في العالم ، مبينا أنه مع زيادة عدد الحجاج عاما بعد عام ، إلا أن جودة الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن كذلك كانت تزداد وتتحسن ، بل وتتجاوز التوقعات ، وهذا ما أثبته واقع حال الحجاج في مواسم الحج خلال السنوات الماضية قبل جائحة كورونا. وأوضح الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية انطلاقا من حرصها الشديد على تحقيق مصالح المسلمين، والحفاظ على كل ما فيه نفع لهم والحفاظ على سلامتهم، وإبعاد كل ما فيه أذى لهم وإضرار بهم ، وضعت العناية بسلامة الحجاج وضيوف الرحمن في مقدمة اهتماماتها. وأضاف سماحته أن من تلك الجهود أيضا تنظيم الحجاج ومساعدتهم على مراعاة التباعد الاجتماعي في أثناء أداء المناسك والتنقل بين المشاعر المقدسة وتجهيز مستشفى متكامل وتخصيص طواقم طبية متخصصة؛ لمرافقة الحجاج ومتابعة أحوالهم الصحية ، وإسعافهم وقت الحاجة والضرورة ، بالإضافة إلى توفير مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة في المشاعر المقدسة وداخل مكةوالمدينة. عقب ذلك ألقى معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي كلمة أوضح فيها أن موسم حج هذا العام وللعام الثاني يشهد ظرفا استثنائيا بسبب جائحة كوفيد 19 ، وذلك حرصا من المملكة العربية السعودية الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام من أداء مناسك الحج والعمرة وبما يكفل -بإذن الله- الحفاظ على صحة وسلامة الحجيج وذلك وفق الضوابط والمعايير الصحية، والأمنية والتنظيمية. وبيّن أن ظروف جائحة كورونا أظهرت مدى الأهمية القصوى للإعلام الموثوق القائم على المهنية والاحترافية للقيام بالدور المحوري في تثقيف وتوعوية الشعوب الإسلامية بضرورة الالتزام بالإجراءات والاحترازات الصحية، خاصة خلال أدائهم المناسك في ظل الظروف الاستثنائية بسبب الجائحة التي طالت العالم بأسره. وقال الدكتور القصبي : لقد مارس الإعلام سواء التقليدي أو الإعلام الجديد بقنواته ومنصاته وتطبيقاته الرقمية كافة دورا محوريا في حمل الرسالة التوعوية والصحية والتثقيفية إلى كل مسلم في العالم،إذْ اقتضت المتطلبات الصحية التزام الجميع بالإجراءات والاحترازات الوقائية خلال أداء المناسك. وأضاف معاليه: تبرز أهمية استخدامات منصات التواصل الاجتماعي في التوعية بخدمات ضيوف الرحمن ، وتعزيز الجوانب الإيجابية فيها، وتكثيف برامج التوعية والتثقيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل المعلومات والخدمات لجميع المسلمين في العالم، خصوصا في هذه المرحلة التي تتهيأ فيها المملكة لتنظيم موسم حج استثنائي جديد بعد أيام معدودات. إثر ذلك ألقى معالي وزير الحج والعمرة المكلف الدكتور عصام بن سعد بن سعيد كلمة أكد فيها أن المملكة العربية السعودية - بتوفيق الله - أظهرت قدرة فائقة واحترازية مميزة في مواجهة هذه الجائحة والتعامل معها فرفعت شعاراً أخلاقياً وإنسانياً سامياً قد تكون هي الوحيدة التي رفعته بين دول العالم أجمع وهو شعار الإنسان أولاً ،ما يؤكد مكانة الإنسان والحرص على سلامته وأنه محل اهتمام الدولة ومحل رعايتها إضافة إلى دعم القطاع الصحي بكل ما يحتاج إليه من أنواع الدعم ليؤدي دوره على أكمل وجه وتقديم عدد من المبادرات التحفيزية للمنشآت العاملة في قطاع الحج والعمرة. وأوضح أن الوزارات والجهات الحكومية المعنية بادرت بإطلاق العديد من المبادرات المميزة؛لمواجهة وباء كورونا والحد من انتشاره والتخفيف من آثاره على المجتمع وأفراده في مختلف المجالات،ما كان له الأثر البالغ في تجاوز تداعيات الوباء والتخفيف من آثاره السلبية لأدنى مستويات ممكنة وقد واكبت وزارة الحج والعمرة أسوة بباقي أجهزة الدولة الجهود التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمنع تفشي فيروس كورونا منذ بدء الجائحة بالتعاون مع الجهات المعنية وذلك من خلال اتخاذها عدة إجراءات نظامية وإدارية وصحية وتوعوية. وأكد وزير الحج و العمرة أن المملكة العربية السعودية سخّرت كل إمكاناتها من أجل إقامة فريضة الحج في موسم حج 1441ه، وقد شهدنا وشهد العالم أجمع نجاحا ً استثنائياً في موسم استثنائي بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم ما بذل من جهود ضخمة بناءً على خطط مدروسة وخبرات متراكمة تهدف إلى وقاية ضيوف الرحمن، وكان العدد محدوداً حرصا على إقامة هذه الشعيرة بما يحفظ صحتهم وسلامتهم مع تقديم جميع التسهيلات والرعاية البالغة والتنظيم الدقيق إثر ذلك تحدث معالي مدير الأمن العام الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي في كلمته عن جهود وزارة الداخلية في التحضير والإعداد لموسم حج في ظل استمرار جائحة كورونا.قائلا: كان التحدي كبيرا جداً في إقامة شعيرة الحج وعدم تعطيلها والحفاظ على صحة الحجاج والعاملين في ظل استمرار وتزايد خطر جائحة كورونا. وأوضح أن وزارة الداخلية قامت بوضع الخطط الأمنية والمرورية وخطط التفويج وإدارة الحشود وخطط الطوارئ بما يضمن تحقيق الاشتراطات الصحية ويسهم في إنجاح موسم الحج وعدم انتشار الوباء بين الحجاج أو المشاركين في خدمتهم من مختلف الجهات،لكون وزارة الداخلية هي المعنية بمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتعلقة بالحد من انتشار فيروس كورونا. وأكد أن التحدي الأكبر هو حماية المشاعر والمسجد الحرام من دخول الحجاج غير النظاميين فدخول مثل هذه الفئات يشكل خطراً أمنياً بقدر ما يمثله من خطورة صحية بالغة في نقل وانتشار العدوى بين الحجاج والعاملين على خدمتهم، كما أنه يسهم في تفشي الفيروس على نطاق واسع. وبين الفريق أول الحربي أنه بدأ تفعيل وتطبق الخطط وإدارة الحج عن طريق مركز القيادة والسيطرة الذي يشارك به ممثلون من جميع الجهات الأمنية والعسكرية والخدمية المعنية بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام ومتابعة مراحل التنفيذ وفق تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة والمسجد الحرام لأداء النسك ورصد ومتابعة أي مخالف للإجراءات الاحترازية أو التدابير الوقائية وضبطه وتطبيق العقوبة بحقه. من جانبه أكد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سخرت طاقاتها البشرية كافة؛ لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، من الحجاج والمعتمرين والزائرين. وأوضح معاليه أن المبادرات التي أطلقتها الرئاسة أسهمت في تحقيق أهداف هذه الرؤية المباركة، وذلك من خلال عددٍ من البرامج المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام للعالمين وهذه الخدمات المقدمة، والبرامج المفعلة يجري تطويرها بشكل مستمر، وتهدف إلى تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن على مدار العام؛ لأداء مناسكهم بكل يسر وسكينة، وسهولة وطمأنينة ،وكان للهيكلة الجديدة دور فعال في تطوير خدمات الرئاسة الفنية والخدمية وغيرها،التي قدمت حزماً من الخدمات الريادية، والبرامج التطويرية، والرؤى المستقبلية؛ تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة، وتيسيراً على قاصدي الحرمين لأداء نسكهم وعبادتهم في أجواء إيمانية، مفعمة بالراحة والروحانية، وضمان سلامة قاصديهما، وفق الإجراءات الاحترازية، والمنظومات الخدمية؛ لأجل خلق أجواء تعبدية صحية خالية من الأوبئة، والأمراض والجوائح المعدية. وأفاد أن الرئاسة أصبحت تسخر التقنية الحديثة لخدمة وسلامة قاصدي الحرمين الشريفين في ظل تفشي جائحة كورونا؛ وذلك بأحدث التقنيات والخدمات لينعم قاصدوها بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، فمن ذلك الروبوت الذكي لتوزيع عبوات ماء زمزم دون تلامس، ودون أي إعاقة لحركة قاصدي الحرمين وتخصيص عدد (10) روبوتات للتعقيم داخل المسجد الحرام وتعمل الربوتات بنظام تحكم آلي مبرمج على خريطة مسبقة، وعلى (6) مستويات ما يحسن سلامة الجو الصحي البيئي وتحليل متطلبات التعقيم بذكاء، وفقاً لسيناريوهات الاستخدام، ومسار التعقيم، والمدة المخططة بشكل مستقل لتغطية كاملة للفضاء البيئي والشاشة التفاعلية الخاصة بعرض خرائط الإرشاد المكاني للمسجد الحرام وساحاته ومرافقه، ضمن خطة تطوير ورفع جودة النظام الإرشادي للمسجد الحرام كما تتيح الشاشة التفاعلية عرض البيانات بأكثر من ست لغات رئيسة بما يتماشى مع التنوع الثقافي والمعرفي لدى زوار بيت الله الحرام، وتتيح إمكانية استخدام رمز الاستجابة السريعQR بحيث يُمكن استعراض المسارات والتصفح جغرافياً عبر الأجهزة الشخصية. وأبان الدكتور عبدالرحمن السديس أن الرئاسة تقوم بغسيل المسجد الحرام (300) مرة، عبر أكثر من (5000) عامل وعاملة، وباستهلاك بلغ أكثر من (2) مليون لتر من المطهرات، و(5) آلاف لتر من المعطرات، من أجود الأنواع التي جُلبت خصيصاً للمسجد الحرام، إضافة إلى تأمين ما يقارب (3000) حاوية أسهمت في ترحيل أكثر من (1500) طن من النفايات وتوفير (15) عربة سقاية متحركة لتوزيع ماء زمزم في صحن المطاف والمسارات المخصصة للطواف، بسعة إجمالية 100 عبوة للعربة الواحدة يجري تعقيمها بشكل مستمر كإجراء احترازي ضمن حُزَم التدابير الوقائية وتوزيع أكثر من (6) ملايين عبوة زمزم ذات الاستخدام الواحد، وُزِّعت على صحن المطاف عبر قرابة (200) شنطة وتوزيع أكثر من (50) عربة سقاية متنقلة على عامة شرفات المطاف بالدور الأرضي والدور الأول بسعة إجمالية (80) لتراً للعربة الواحدة. وأضاف معاليه مبينا أن الرئاسة وفرت أكثر من (5000) عربة عادية وقرابة (3000) عربة كهربائية لمحتاجيها من المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام وتشغيل وصيانة السلالم والمصاعد الكهربائية عبر أكثر من (90) مهندسا وفنيا من الكوادر الوطنية في الحرم المكي وساحاته، والتي يبلغ عددها أكثر من (200) سلم كهربائي و(14) مصعدا ،ووفرت منظومة الصوت المؤلفة من (8000) سماعة تقريبا وكذلك تفقد منظومة الصوت المؤلفة من (8000) سماعة تقريبا و(9) ميكروفونات للإمام، و(6) للمؤذن موزعة بشكل أساسي واحتياطي وطوارئ تجنباً لحدوث أي عطل في النظام الصوتي -لا قدر الله- وتفعيل العمل التطوعي النسائي خلال موسم رمضان المبارك لهذا العام، وبلغت الفرق والجهات التطوعية المؤهلة (ست فرق) تطوعية، وبلغ إجمالي عدد المتطوعات لهذا الموسم (338) متطوعة، وبلغ مجموع ساعاتهن التطوعية (33،344) ساعة تطوعية، وبلغ عدد الوجبات الموزعة لقاصدات البيت العتيق (118،880) وجبة، وبلغ عدد المستفيدات (2،400،233) مستفيدة.