ما بين أفواج المعتمرين والزوار المغادرة، والقادمة من أنحاء العالم تدون صفحات التاريخ جهود المملكة العربية السعودية الكبيرة في تمكين المسلمين من كافة دول العالم لآداء مناسك العمرة في ظل جائحة "كورونا" التي عصفت بالكثير من الدول. في الأول من شهر نوفمبر الجاري لعام 2020م، ووسط إجراءات احترازية كبيرة، وصلت أولى أفواج المعتمرين القادمين من خارج المملكة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث تم تمكينهم من آداء مناسك العمرة في الحرم المكي، لتنتقل بعدها قوافل ضيوف الرحمن إلى المدينةالمنورة لزيارة المسجد النبوي، والروضة الشريفة. فيما بدأت أول أفواج معتمري دولة إندونيسيا في المغادرة إلى بلادهم بعد أن أدوا مناسك العمرة في أجواء آمنة، وصحية تحت إشراف مباشر من جميع الجهات المعنية، في حين يتواصل توافد المعتمرين، والزوار إلى بيت الله الحرام من خارج المملكة عبر الرحلات الجوية لأداء مناسك العمرة، والذي تجاوزت اعدادهم ال700 معتمر، وسط متابعة دقيقه من قبل مسؤولي وزارة الحج والعمرة. وفي الجوار من مقام إبراهيم في الحرم المكي، والروضة الشريفة في المسجد النبوي بالمدينة انهمرت دموع المعتمرين من خارج المملكة "فرحاً" و"شوقاً" بعد أن تحقق حلمهم بالوصل إلى المشاعر المقدسة أثر توقف القدوم للعمرة قرابة ال8 أشهر بسبب جائحة كورونا. ووسط توقف للكثير من المظاهر الطبيعة للحياة في دول العالم بسبب جائحة "كورونا"، استطاعت حكومة المملكة العربية السعودية من تحقيق رغبات المسلمين حول العالم لزيارة المشاعر المقدسة، وآداء مناسك العمرة بكل يسر وسهولة، وحرصت على رفع الحظر في ظل الظروف التي شهدها العالم جراء الجائحة ، وتقديم أرقى الخدمات للمعتمرين ورغم الإجراءات التي اتخذتها الكثير من دول العالم لمواجهة "كورونا"، والتي وصلت الى منع الدخول والخروج ، وتوقف حركة الطيران والكثير من النشاطات، إلا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حرصا على التوجيه، والمتابعة لتمكين المسلمين في أنحاء العالم من آداء مناسكهم ممثلاُ بفريضة الحج، والآن تسهيل وصول الراغبين في آداء العمرة من دول العالم. رحلة إيمانية محاطة بسلسلة من الإجراءات الوقائية لضمان سلامة المعتمرين والزوار، أبرزها الوقاية ،والتطهير والتوعية، واتباع كامل الإرشادات التي وضعت لسلامة عُمّار بيت الله الحرام، وأداء المناسك في جوٍ خالٍ من الأوبئة ونقل العدوى. وقال وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن إن الوزارة راعت في خطتها مراحل تأدية المعتمرين لمناسكهم، ورفع جهوزيتها لخدمة ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء المعمورة ، وسط توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين. وجندت وزارة الحج والعمرة كافة إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن ، وهيأت الفرص لجميع المشغلين لرفع الكفاءة التشغيلية للقطاع لمتابعة رحلة ضيوف الرحمن في أجواء آمنة وصحية، مع رفع الطاقة التشغيلية الاحترازية بنسبة 100 في المئة. وعملت وزارة الحج والعمرة على تفعيل مختلف الأنظمة التقنية للتسهيل على الجميع أداء مناسك العمرة في ظل جائحة "كورونا"، أبرزها تطبيق "اعتمرنا" الذي يُمكن الراغبين من أداء العمرة وتنظيم أوقات ذلك، والتخطيط المسبق للرحلة، وحجز الخدمات الاختيارية بكل يسر وسهولة، وبما يضمن تطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمنع تفشي فيروس "كورونا"، حيث يتيح التطبيق لضيوف الرحمن اختيار الوقت المناسب بحسب المواعيد المتوفرة. في حين اتخذت وزارة الحج والعمرة عدد من الإجراءات والخطط الاحترازية، حيث خصصت عشرات الفنادق لعزل المعتمرين المشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا"، ووضع خطة إجراءات احترازية في العمرة الاستثنائية لموسم هذا العام، إضافة إلى مراحل لرحلة ضيوف الرحمن ا في نقاط الخدمة، والضوابط والمعايير. رحلة ضيوف الرحمن في أجواء آمنة وصحية