أكد معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن ميليشيا الحوثي توجه صواريخها وطائراتها المسيرة تجاه الأراضي السعودية في هجماتٍ إرهابية يدينها الجميع، مشددًا على حق المملكة الأصيل في الدفاع عن نفسها في هذا الشأن. وقال أبو الغيط في كلمته في الدورة العادية ال (155) لمجلس الجامعة العربية على مستوى أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية -برئاسة دولة قطر، ومشاركة صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن فرحان وزير الخارجية الذي رأس وفد المملكة إلى الاجتماع- : إن هناك حملة حوثية ممنهجة للتصعيد في جبهة مأرب منذ 7 فبراير الماضي بهدف السيطرة على المدينة ونهب مواردها الطبيعية، لافتًا النظر إلى أن هذا التصعيد العسكري تسبب في فرار عشرات الآلاف من المحافظة التي كانت ملاذًا آمنًا لأكثر من مليون لاجئ يمني. وأضاف أن التصعيد الحوثي يستجيب لإشارات ورغبات إيرانية ويأتي تنفيذًا لإستراتيجية مُتهورة تستخدم اليمن كورقة تفاوض دون اعتبارٍ للتبعات الخطيرة على حياة السكان المدنيين، مبيّنا أن الحوثيين ومن يدعمونهم يتحملون المسؤولية عن وقوع اليمن ضحية للأزمة الإنسانية الأخطر في العالم الآن. وتابع الأمين العام للجامعة العربية قائلاً: إن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإحلال السلام في اليمن على أساس المرجعيات المعروفة، مُطالبًا بأن توقف ميليشيا الحوثي بشكل فوري إطلاق النار على جميع الجبهات، حتى تبدأ محادثات جادة تضم جميع الأطراف وتضمن للجميع مكانا في يمنٍ موحد، يتمتع بالسيادة الكاملة على إقليمه. وأشار إلى أن الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ انفلات السلوك الإيراني العدواني في المنطقة العربية على أكثر من جبهة وبصور متعددة، مشددًا على أن المنطقة العربية والشعوب العربية ليست ورقة تفاوض. ولفت النظر إلى موقف الإدارة الأمريكية حيال الاتفاق النووي، مبينًا أنه ليس من المنطق أن يُعالج اتفاق بعض جوانب "المسألة الإيرانية" مثل المشروع النووي، ويُغفل بعضها الآخر، مثل الدور الإيراني في المنطقة أو تطور برنامجها الصاروخي المقلق. ونوّه بأن الإجماع العربي في شأن فلسطين وقضيتها شاملٌ وكامل وهو إجماعٌ حول الحق الفلسطيني الذي لا يقبل المساومة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكدًا دعم التوافق الفلسطيني حول عقد الانتخابات الفلسطينية في الأشهر المقبلة، لكونه إضافة مهمة لتعزيز الموقف الفلسطيني في الداخل والخارج، وداعيًا إلى حشد الرأي العام العالمي وجذب انتباه المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية العادلة التي يُمثل حلها مفتاحًا حقيقيًا وفعالاً لسلام شامل مُستدام في المنطقة. وأوضح أن خفض التصعيد العسكري في بعض مناطق سوريا لا يعني سوى استقرار هش، تسنده توافقات مرحلية، ولا زالت التدخلات الخارجية تُمثل تهديدًا خطيرًا لتكامل الإقليم السوري، مبينًا أن بقاء الأزمة في وضع التجميد ليس خيارًا. وحث أبو الغيط الحكومة السورية والمعارضة المدنية على تحمل مسؤولياتهم نحو الوصول لحل سياسي ذي مصداقية، يلبي تطلعات المواطنين السوريين ويحفظ للبلد وحدته واستقلاله وسيادته. وأكد الأمين العام للجامعة العربية أهمية التقدم الذي شهدته ليبيا في اتجاه تسوية أزمتها مع اختيار قيادة السُلطة التنفيذية الجديدة، داعيًا جميع الليبيين إلى اغتنام الفرصة وإظهار الوحدة من أجل استكمال استحقاقات المرحلة التمهيدية توطئة لعقد الانتخابات في ديسمبر القادم. وشدد أبو الغيط على أن المسار السياسي لن يستقر ويترسخ سوى بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وإنهاء تهديد الميلشيات والجماعات المسلحة. ودعا الأمين العام للجامعة العربية إلى الإسراع بالوصول إلى التوافق المطلوب الذي طال انتظاره في لبنان، من أجل تشكيل حكومة كفاءات تُمثل المخرج الوحيد للبلد من أزمته التي اشتدت وطأتها على الشعب اللبناني، كما دعا جميع القوى اللبنانية إلى التحلي بروح التوافق والمرونة لكي تخرج الحكومة المنتظرة للنور في أقرب وقت. وأوضح أبو الغيط في ختام كلمته أنه تم طرح موضوع إعادة الثقة للأمين العام للجامعة العربية خلال جلسة التشاور التي سبقت اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية قائلاً: "لقد شرفني المجلس الموقر بثقته الغالية". من جانبه، ثمّن معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بيان العُلا الصادر عن القمة الخليجية الأخيرة التي عُقدت مؤخرًا بالمملكة، حيث أنهى أزمة استمرت أكثر من ثلاث سنوات، مؤكدًا أن إنهاء هذه الأزمة وتنفيذ البيان سينعكس على العلاقات الخليجية والعربية وترسيخ الاستقرار في المنطقة. ودعا الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمته خلال اجتماع الدورة العادية (155) لمجلس الجامعة العربية على مستوى أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية المجتمع الدولي إلى السعي لدعم عملية السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مُناشدًا المجتمع الدولي أيضًا بإيجاد حل للانتهاكات والجرائم التي تُرتكَب في سوريا، وضرورة التوصل إلى حل ساسي للأزمة السورية. وشدد على ضرورة التزام الأطراف الليبية بموعد الانتخابات المحدد والعمل على تحقيق المُصالحة الشاملة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية، مثمنًا الجهود المقدّرة لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لإنهاء الأزمة. ونوّه الوزير القطري بأهمية الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، مشددًا على ضرورة إنهاء حالة الاقتتال والحرب وتبنّي الحوار والحل السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.