تبنت وزارة النقل نظامًا يعتمد التقنية الحديثة في إدارة شبكة الطرق في المملكة، حيث يعد نظام المسح والتقييم للطرق أحد الأساليب الفنية والإدارية الحديثة التي تنتهجها الوزارة في إدارتها لصيانة وتطوير شبكة الطرق في المملكة؛ إذ يعتمد النظام استخدام الحاسب الآلي والتقنية الحديثة لجمع وتحليل البيانات عن حالة الطرق، وجدولة متطلبات ما تحتاجه من الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل، وتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد والطاقات المتاحة في الحفاظ على أفضل مستوى لأداء شبكة الطرق. وتقوم آلية العمل على عدد من العناصر المحددة وفق نظام عالمي دقيق، يتضمن تقييم مستوى الأداء الإنشائي والوظيفي للطريق، ويحدد احتياجات الشبكة وأولوياتها في الصيانة، إضافة إلى تنظيم المعلومات حول الشبكة، ورفع كفاءة الأداء الوظيفي للطرق، والإسهام في إطالة العمر الافتراضي للطريق، ومن ثم في تقليل النفقات، والحد من استنزاف الميزانيات التي خصصتها الحكومة لأعمال الصيانة، إلى جانب الرفع من مستوى السلامة على الطرق وحماية مستخدميها. وتقوم فكرة عمل النظام الذي اعتمدته الوزارة على مسح وتقييم أسطح الطرق الإسفلتية بواسطة تشغيل معدات البيانات في قاعدة البيانات لديها؛ وذلك من خلال تطوير البرامج اللازمة لتحميل هذه البيانات ومعالجتها وعرض النتائج الخاصة بها، إضافة إلى تحديث خارطة الأساس لشبكة طرق المملكة عن طريق تطوير وتحديث قاعدة بيانات شبكة الطرق وعقود الصيانة، علاوة على ربط بيانات المسح بنظم المعلومات الجغرافية بالوزارة وتحديد أولويات الصيانة وتكلفتها على مستوى العقد، ومستوى المملكة ككل. وتضم أنواع المعدات التي تستخدم لمسح وتقييم الطرق: معدة المخصصة لقياس سماكة طبقات الرصف عن طريق رادار يقوم بالقياس باستخدام أشعة الليزر، ومعدة الحمل الساقط والتي تستخدم لقياس القوة الإنشائية لطبقات الرصف، وتشمل أوزانًا وقرصًا للتحميل وحساسات لقياس مقدار الانحناء، ومعدة مقاومة الانزلاق وتتولى قياس مقاومة انزلاق الإطارات على سطح الطرق عند استخدام المكابح من خلال قياس القوة الناشئة من احتكاك الإطار بالسطح الاسفلتي، كما أنها مزودة بإطار خاص ورشاش ماء بالإضافة إلى جهاز لاستقبال البيانات وتحويلها لبيانات رقمية، وجهاز تحديد المسافات، علاوة على نظام حاسب يعنى بتحليل وتخزين البيانات، ومعدة مسح الأضرار وهي معدة متعددة الأغراض تستخدم لقياس الأضرار على سطح الطرق بتقنية الليزر والتصوير الرقمي، حيث تقوم بقياس (التخدد، والوعورة، والتشكل، والتشققات)، ومعرفة مدى الضرر، وعرض التشققات ونوعها بشكل واضح، وذلك عن طريق نظام إدارة الرصف الذي يقوم بتحليل البيانات المستخرجة من المعدات لاستنتاج قرارات وأولويات صيانة الطرق. وقد حققت الوزارة العديد من الإنجازات عن طريق نظام المسح والتقييم الذي تتبناه لفحص الطرق ومعالجتها، مع تقييم كامل للشبكة منذ تبني النظام الجديد، إضافة إلى تحديث نوعية الطرق وتعدد مساراتها ما بين (سريعة – مزدوجة - مفردة) في مقاطع شبكة الطرق، علاوة على قيامها بتطوير البرامج اللازمة لتحميل البيانات في قاعدة بيانات الوزارة ومعالجاتها وعرض النتائج، واستنتاج مصفوفة تكلفة الصيانة لكل طريق يمر داخل المناطق المختلفة، وإنشاء برنامج PMS "كنظام لإدارة الصيانة" والذي يتم من خلاله عرض ملخصٍ لحالة الطرق، إضافة إلى إنجاز عملية مسح وتقييم شبكة الطرق لمملكة البحرين بناء على طلب وزارة الأشغال والإسكان بالمملكة الشقيقة، ومسح وتقييم شبكة الطرق لمطار الملك خالد الدولى بالرياض. وتهدف وزارة النقل إلى تشغيل النظام الجديد بالاعتماد على قدراتها الذاتية والاستفادة من كادر الوزارة، وتفعيل مخرجات المشروع بحيث تصبح المعول الرئيس في اتخاذ قرارات الصيانة لشبكة طرق المملكة، إضافة إلى استلام بيانات المسح مباشرة أثناء عملية المسح، والتتبع الكامل لجميع سيارات المسح، وإرسال تنبيهات للسيارة في حال خروجها عن المسار، والتحدث مع السائق مباشرةً، إضافة إلى التنبؤ بحال الشبكة في المستقبل، وعمل خطة لتدريب مهندسي الصيانة الجدد، وعمل نموذج لخريطة القيادة لمتخذي القرار كي يتمكنوا من متابعة تطور العمل بالمشاريع، ورفع مستوى جودة العمل بتطبيق آخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة. وتأكد الوزارة بهذا النظام حرصها على تنفيذ أعمالها بأعلى معايير السلامة والجودة على الطرق، وضمان سير أعمالها وفق خطتها التشغيلية، لإنجاز جميع المشروعات ومواجهة جميع التحديات والأزمات، تعزيزًا لكفاءة التشغيل والأداء، وتقديم خدمات فعالة للمستفيدين، تحقيقًا لأهداف ومبادرات رؤية المملكة 2030م.