إعداد : محمد آل طفيل. تصوير : محمد المساعد - ابراهيم العبداللطيف . توصف "العلا" بمرآة لحضارات العالم القديم في الجزيرة العربية، لتبهر بكنوزها العائدة لعصور غائرة بعمر الزمن في صفحات التاريخ وألهمت الباحثين للكشف عن حقب مرت بها الإنسانية، فجاءت الأبحاث كاشفة عن حضارة عريقة يزيد عمرها عن 200 ألف عام ، في ذات المكان على امتداد طريق تجارة البخور القديم من جنوب الجزيرة باتجاه الشمال. وباتت العلا بفضل العناية بالآثار والطبيعية والفنون والثقافة وجهة سياحية يقصدها الزوار من مختلف دول العالم في تجربة مثيرة للموقع الأعلى تسجيلاً للأرقام القياسية في عالم الآثار من خلال ما خلفته الحضارات المتعاقبة على مدى سبعة آلاف إذ تحتضن 111 مدفناً أثرياً تضم 94 قبراً منحوتاً ، ونحو 5000 نقش نحتت على الصخور في جبل عكمة . ومكنت المملكة السياح من جميع بلدان العالم من زيارة "العلا" بعد أن أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العلا ، المكان إلى متحف نابض بالحياة لتكون جزءاً من التراث العالمي. وتعد الفترة بين شهري أكتوبر وأبريل هي الأفضل لزيارة " العلا " نظراً لاعتدال الأجواء حيث تتراوح درجات الحرارة بين 10 – 25 درجات مئوية ، أما في الفترة بين مايو إلى سبتمبر فتكون درجات الحرارة مرتفعة في المنطقة ذات المناخ الصحراوي حيث تتراوح بين 20 إلى 35 درجة. ومن أهم المواقع الأساسية في مدينة العلا "الحجر" وهو أول موقع في المملكة مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي ويشتهر بمدافنه الشهيرة إلى جانب حضارة "دادان" العائدة للألف الأول قبل الميلاد ، فيما يطلق على جبل عكمة " المكتبة المفتوحة " حيث تمتلئ جنباته بالنقوش الأثرية التي تعود إلى فجر الحضارة العربية بالإضافة إلى كتابات ونقوش تعود لحضارات أخرى. وتمتاز " العلا " بالتكوينات الصخرية المنتشرة في أرجائها لتعكس جمال الصحراء إلى جانب الواحة الخضراء لتجعل من المكان وجهة مميزة لعشاق الطبيعة. وتزخر العلا بالتراث الإنساني العريق الذي يتطلع إليه الزائر وتعكس جمال الطبيعة فهي موطن للعديد من النباتات والحيوانات وتعد متحفاً يحتفظ بعبق الحضارات العريقة التي يمتد تاريخها إلى آلاف السنين.