أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خطورة الدور الذي يضطلع به الإعلام في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن الرسالة الإعلامية صارت من الأهمية والخطورة بحيث تدخل في باب الأمن القومي بمعناه الشامل سواءً أمن الوطن والمواطنين. وقال في كلمته خلال افتتاح الدورة السابعة لملتقى قادة الإعلام العربي التي بدأت افتراضياً مساء اليوم، إن التعدد والتنوع الهائل في منصات الإعلام الرقمي على وجه الخصوص، جعل الأفراد عُرضة لسيل جارف مُستمر من المعلومات والأفكار والتوجهات تتضمن الحقيقي والزائف والصحيح والمُضلل، وما ينشد المصلحة العامة جنباً إلى جنب مع ما يسعى إلى تخريب الأوطان وهدم المجتمعات. وأكد أن العالم شهد ثورة تكنولوجية هائلة غيرت مفهوم وملامح الإعلام في المجتمعاتِ كافة، وتحول الإعلام إلى صناعة كبرى بالغة التعقيد، تستثمر أموالاً طائلة وتحوز نفوذاً غير مسبوق في تشكيل الوعي وصياغة الرأي العام، وهناك دول وجهات من غير الدول تسعى لتسخير هذه الثورة التكنولوجية لتحقيق الهيمنة على الأفكار وإعادة تشكيل توجهات الملايين عبر امتلاك مؤسساتٍ إعلامية ضخمة ومتشعبة. وأضاف "لا يخفى ما ينطوي عليه ذلك من تحدياتٍ هائلة لاستقرار دولنا ومجتمعاتنا وهي تحديات مُركبة لأن طبيعة العصر تقوم على التدفق المعلوماتي المستمر من مصادر متعددة وبما يفرض مواجهة ذكية تواكب العصر وإيقاعه، ولا تقع في فخ الانغلاق أو الانعزال، وتتمثل المعادلة الصعبة في كيفية الحفاظ على الأمن المجتمعي وصيانة الوعي العام للجمهور من حملات الأخبار الزائفة والمُضللة والمدسوسة مع الحفاظ في نفس الوقت على قدرٍ معقول من الانفتاح على الفضاء الرقمي وما يوفره من فرصٍ مهمة وجسور ضرورية مع التيارات العالمية المعاصرة. وشدد على أن المصداقية والمهنية والوطنية تظل الأسلحة الأهم لدى الإعلام العربي في هذه المرحلة التي تدور فيها الحروب على الفضاء الإلكتروني بنفس القدر الذي تدور فيه في ميادين القتال. وقد انطلقت مساء اليوم افتراضياً ( عن بعد ) أعمال الدورة السابعة من ملتقى قادة الإعلام العربي بالتعاون مع الملتقى الإعلامي العربي بدولة الكويت تحت عنوان "تحولات الإعلام في أوقات الأزمات"، برعاية ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة والسفير د. قيس العزاوي، وعدد من وزراء الإعلام العرب، وأكاديميين وإعلاميين وكتاب وصحفيين من مختلف الدول العربية.