يواصل الممارسون الصحيون في المستشفيات والمراكز الصحية عملهم الدؤوب والإنساني في الكشف وتقديم العلاج اليومي للمصابين بفيروس كورونا، بروحٍ ومعنوياتٍ عالية، وإرادة لا تثنيهم عن الوصول للاستقرار في مواجهة هذه الأزمة، مؤكدين على عزيمتهم وإصرارهم الكبير لمكافحة هذه الجائحة. وكشف عدد من الممارسين الصحيين والأطباء عن مشاعرهم الإنسانية وسط بيئة عملهم، أو المحيط الأسري المنزلي، التي تحتم أخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة، والتباع التعاليم الصارمة، مؤكدين عن حجم العمل الكبير الذي يبذل، والجهود المستمرة في مواجهة الفيروس والعلاج المقدم خلال ال 24 في أوساط المراكز والمستشفيات الصحية. وقال استشاري التخدير وعلاج الألم بمستشفى الملك عبدالعزيز الحرس الوطني بالأحساء الدكتور فهيد محمد القحطاني : إن جميع الكوادر الصحية والعسكرية يعملون جنباً لجنب، بروح ومعنويات عالية، لمحاربة فيروس كورونا، إذ يعتبرون هم خط الدفاع الأول، وأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، لذا يجب أخذ التدابير وسبل الوقاية حتي لا يكونوا مصدر نقل للفيروس إلى أشخاص آخرين. وأكد الدكتور القحطاني، دور الأسرة الكبير في منع انتقال والحد من انتشار الفيروس، وذلك بتطبيق التدابير الاحترازية وغسل اليدين باستمرار واستخدام المعقمات والكمامات وتجنب ملامسة الأسطح الخارجية حتى لا يكونوا عرضة للإصابة، وعدم الخروج للتنزه، والابتعاد عن الزيارات العائلية. من جانبها، قدمت استشاري مشارك طب الأسرة بمستشفى الملك عبدالعزيز الحرس الوطني بالأحساء الدكتورة منى الشيخ الطيب، شكرها لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وكل القائمين على محاربة هذا الوباء على جهودهم الحثيثة للحد من انتشاره في أقصى حد ممكن، مشيرة إلى الجهود المبذولة من الممارسين الصحيين في مختلف القطاعات الصحية، وأنها تتخذ محاذير سواء داخل أسرتها أو خارجها من ناحية الابتعاد عنه المصافحة، واستمرارية غسل اليدين، وتبديل الكمامات، والملابس، ومساعدة الأبناء لها لأعمال المنزل، مشيرة إلى أنها تتجنب ملامسة الأبناء خوفا عليهم، رغم العاطفة الجياشة لهم. بدورها أكدت الأخصائية بمستشفى القطيف المركزي الدكتورة خلود المسيري، أن هناك عمل كبير يقوم جميع أفراد المستشفى لمتابعة والكشف وعلاج المرضى، حيث الجميع يقوم بأخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة أثناء ممارسة العمل، وخارج العمل، خصوصاً أن هناك حالات اشتباه كثيرة، يجب من خلالها الاعتزال الكلي، حتى تظهر نتائج الفحوصات، مؤكدة أهمية الابتعاد عن الزيارات العائلية وغيرها، رغم الاشتياق لهم، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع، وأنه يمكن التواصل مع الأقارب من خلال وسائل التواصل الاجتماعية. وأوضحت طبيبة مكافحة عدوى في إدارة الخدمات الوقائية بقطاع القطيف الدكتورةً لبانة إبراهيم آل بزرون، أن الإجراءات المتبعة تختلف من شخص لآخر، فالبعض فضل الاعتزال عن عائلته، في مقر سكن مختلف، والبعض يأخذ بالإجراءات الاحترازية التي ينبغي على أي شخص اتخاذها؛ وأنا شخصيًا أحاول قدر المستطاع الانعزال عن عائلتي من ناحية التباعد الاجتماعي، رغم المشاعر والعاطفة القوية اتجاههم مؤكدة على أهمية تعقيم الأدوات الشخصية، واستمرارية تعقيم اليدين، وإيجاد مسافة مع الشخص الآخر، خصوصا الأطفال وكبار السن. فيما أشارت أخصائية تمريض الحالات الحرجة بمستشفى القطيف المركزي زهراء سعود خواهر، إلى وجود احترازات كاملة وأساليب وقائية داخل المنشأة الصحية، لمنع نقل العدوى إلى الأسرة، من قبل جميع العاملين، واستخدام المواد المعقمة لجميع الأدوات المستخدمة لدى الشخص، والتباعد الاجتماعي، وعزل الأدوات الشخصية.