إعداد : محمد العواجي. شاطرت جهود الفرق التطوعية بمحافظة جدة الجهات المعنية بالشأن البيئي للحفاظ على الحياة البحرية في مشهد يعزز من ثقافة المسؤولية المجتمعية وإشاعة روح التعاون بين أفراده تجاه البيئة من حولنا. واستشعارا للمسؤولية بادرت مجموعات من شباب وفتيات جدة بالمشاركة تطوعا في حملات تنظيف شواطئ جدة منضوين تحت مظلة القطاعات الحكومية والمؤسسات المدنية، في مسعى مبتغاه الأسمى أن تظل الواجهات البحرية على امتداد السواحل خالية من الملوثات ولتبقى الواجهات من المقومات الحضارية، فضلاً عن تشجيع العمل التطوعي الذي تضمنته مستهدفات رؤية المملكة 2030 . وسلطت "واس" في هذا التقرير الضوء على الجهود والأعمال المؤسسية والتطوعية ذات العلاقة بالشأن البيئي في تنظيف شواطئ جدة وواجهاتها البحرية، ومعايير الأداء في انتشال المخلفات من قيعان البحر والوسائل المستخدمة والكميات المرفوعة والكوادر البشرية المشاركة في هذه الأعمال من متطوعين وغواصين وباحثين ومهتمين. وتقوم قيادة حرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة بالإشراف على الفرق التطوعية والجهات المنفذة لمبادرات تنظيف الشواطئ، وبحسب متحدثها الإعلامي المقدم فارس بن مسفر المالكي فإن ذلك يأتي تحقيقا لاشتراطات السلامة البحرية وتأمين المنطقة الخاضعة للتنظيف وإزالة المخلفات والشوائب بما يحقق نوعا من التوازن البيئي. وأضاف أن المشاركين في مثل هذه الأعمال التطوعية لديهم الخبرة والاحترافية في إزالة النفايات من الشواطئ وقيعان البحر، علاوة على دورهم في تحفيز المجتمع للابتعاد عن العادات السلبية التي تتسبب في تشويه جمال منطقة الكورنيش والشواطئ. وأوضح المقدم المالكي أن أبرز حملة لتنظيف الشواطىء بجدة هذا العام نفذت بإشراف ومتابعة قيادة حرس الحدود بالمنطقة بالتزامن مع حدث "ساعة الارض" وشارك فيها 500 متطوع ومتطوعة بتنظيم من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة وكرسي الأمير خالد بن سلطان للمحافظة على البيئة البحرية الساحلية وبعض الجهات ذات العلاقة . وأفاد أن المتطوعين في الحملة انتشروا على مساحة تزيد على 17 ألف متر مربع في شاطئ صروم جنوبجدة ، وأسفرت عن جمع أكثر من 30 طناً من النفايات المضرة بالبيئة . وأكد المقدم المالكي أن مثل هذه المبادرات تهدف إلى المشاركة المجتمعية ونشر التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية وثروتها السمكية فضلاً عن المظهر العام، عاداً ذلك بالواجب والمسؤولية المشتركة لصون محيطنا الطبيعي وتحقيق الإصحاح البيئي، مشيداً بالإقبال اللافت الذي شهدته الحملة من المتطوعين والداعمين مما أسهم في تحقيق الأهداف. من جانبه بين عميد كلية الدراسات البحرية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور هتان بن عبدالكريم تمراز، أن دور الكلية في تنظيف الشواطئ ينطلق من سعيها الدائم في الحفاظ على سلامة البيئة البحرية وحمايتها، لافتا إلى أن الكلية نظمت مؤخراً حملة لتنظيف الموانئ ومساحات من شواطئ المحافظة تحت شعار "بحرنا أنظف" بالتعاون مع المنظمة الإقليمية للمحافظة على نظافة البحار "ريكسو" بهدف إزالة المخلفات في البحر ونشر التوعية للحد من الممارسات السلبية. وقال: "من مستهدفات الحملة حث المجتمع المحلي على المحافظة على سلامة البيئة البحرية وجمال الشواطئ في جدة، وقدرت النفايات المنتشلة ب 1467 كيلو جراماً من المواد البلاستيكية والحديد والألمنيوم، بمساندة الفرق التدريبية والإنقاذية المتخصصة و 95 غواصاً لتنظيف المخلفات بأبحر". وعد هذه الحملة جزء من الأنشطة الطلابية التطوعية التي حظيت باهتمام من شرائح المجتمع إيماناً بأهمية المحافظة على الحياة البحرية. ومن منطلق مسؤولياته قدم كرسي الأمير خالد بن سلطان للمحافظة على البيئة البحرية الساحلية مبادراته في الحفاظ على البيئة ومنها مشاركته في فعالية "غايتنا نظافة شواطئنا" بمناسبة اليوم العالمي لساعة الأرض، التي نظمها الفريق التطوعي "لعيون جدة" تحت إشراف قيادة حرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة، إذ يسعى الكرسي إلى ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة للمناطق الساحلية ونشر ثقافة المحافظة على البيئة البحرية الساحلية لدى الأفراد و المؤسسات المعنية. ويعزز الكرسي ثقافة المسؤولية الاجتماعية والبيئية لدى الفرد والمجتمع، والإسهام بشكل فاعل في ترسيخ الشعور لدى الجميع بأن حماية البيئة والمحافظة عليها يجب أن تكون ضمن سلوك الحياة اليومي والحفاظ على هذا الإرث الغني الذي تتمتع به شواطئ المملكة، عبر تحفيز المشاركة في حملات النظافة التوعوية تشجيعاً للممارسات الرامية إلى حماية البيئة بتكريس وزرع القيم الإيجابية والتخلص من النفايات على امتداد الشواطئ وفق الأسس والمعايير التي تضمن تحقيق الاستدامة البيئية وفق رؤية المملكة 2030. واستطاعت بدورها أمانة محافظة جدة ممثلة في إدارة المسؤولية الاجتماعية، إشراك العديد من المتطوعين ضمن مشروع "أصدقاء جدة" ، بمشاركة من طلاب المدارس بمختلف المراحل الدراسية وأبرز لاعبي الأندية الرياضية بالمنطقة في تنظيف شواطئ جدة وإخراج المخلفات المؤثرة على الأحياء البحرية. وشرعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" في مشروعين بحثيين، الأول: يفحص النفايات البلاستيكية على شواطئ البحر الأحمر وداخل مياهه، والثاني: يدرس تداعيات ذلك على صحة النظام البيئي للبحر الأحمر، حيث طوَّر فريق الباحثين طريقة باستخدام التصوير الجوي المرتبط بأجهزة الحاسب الآلي لاتخاذ الإجراءات المناسبة بعد التعرف على المعلومات، ولعل من أهم المسوحات مراقبة النفايات البلاستيكية في المناطق الساحلية التي اظهرتها الصورة الملتقطة بعد تحليلها. وأسهمت هذه الطريقة في تقدير حجم المخلفات البلاستيكية على الشاطئ بصورة أسرع من الطرق الحالية وبدقة عالية ومن خلال المسوحات القياسية تبين أن أوعية المشروبات، وأغطية الزجاجات، والأكياس البلاستيكية هي أكثر المخلفات الملقاه وأضرها بالبيئة.