أوصى المؤتمر الدولي للهوية الوطنية في ضوء رؤية المملكة 2030، الذي تنظمه جامعة شقراء في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض في ختام جلساته العلمية اليوم، بالاعتزاز بالدين الإسلامي والحضارة الإسلامية وتاريخها، والمحافظة على اللغة العربية؛ كونها مقوماً أساسياً من مقومات هويتنا، والعمل على سيادتها وتفردها بالحب والولاء، والتأكيد على ما جاءت به رؤية المملكة في الحفاظ على المنظومة الفكرية والنظام الأخلاقي في المجتمع السعودي. وجاء في التوصيات ضرورة التأكيد على جميع القطاعات الوطنية التعليمية وغير التعليمية، ومراكز الأبحاث بمحورية التراث والتاريخ الوطني في تعزيز الهوية الوطنية، وإعادة بناء مناهج التاريخ الوطني بما يضمن سلامة محتواه، وجوانب إسهامه في تعزيز الهوية الوطنية، ودعم التعاون بين الجامعات ودارة الملك عبدالعزيز؛ لاستثمار المخزون الوطني التاريخي لتعزيز الانتماء الوطني، وحث المتخصصين الأكاديميين في التاريخ والتراث والثقافة في الجامعات السعودية على الإسهام في نقل المعرفة الوطنية لجيل الشباب وفق وسائل التواصل الحديثة، ومراجعة التخصصات في أقسام الدراسات الإنسانية في الجامعات السعودية وتطويرها؛ لتخريج جيل قادر على العمل في المشروعات الوطنية الجديدة في مجالات التراث والثقافة. وتناولت التوصيات على دور الأسرة السعودية الرئيس في تكوين الشخصية، وتنمية قدراتها العقلية والجسمية والنفسية، والقيام بمسؤولياتها الوطنية والتوجيه الصحيح نحو غرس وتعزيز قيم الهوية الوطنية ، والعمل على إيجاد آلية لتنظيم التعاون المشترك بين الجهات المعنية كافة بتنشئة ورعاية الأطفال والشباب؛ لوضع الخطط والبرامج اللازمة لتنمية روح الولاء والانتماء الوطني. كما تناولت تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها ( السياسات والأهداف ، المناهج ، الأنشطة وطرائق التدريس، التقويم ) في ضوء تحديات القرن الحادي والعشرين العلمية والتكنولوجية، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ؛ إضافة إلى توظيف الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية لدى مختلف أفراد وفئات المجتمع السعودي، وحمايتهم من المحتويات الإعلامية التي تحمل أفكاراً هدامة تسعى إلى التأثير على الهوية الوطنية بالتشكيك في المعتقدات والقيم والثوابت، وعناية مؤسسات التعليم العالي والعام بتفعيل الإعلام الجامعي والتربوي عامة في نشر القيم الإيجابية المعززة للهوية الوطنية، وكذلك تحويل الملحقيات الثقافية السعودية بمختلف دول العالم إلى مراكز ثقافية حضارية؛ لأجل هدف نهائي يتمثل في تقديم وجه حضاري/ ثقافي/ إعلامي للمملكة. واختتم المؤتمر جلساته العلمية بحضور أصحاب المعالي والسعادة، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين، حيث تناولت الجلسات محورين هما (دور القطاعات التعليمية والمؤسسات الوطنية الأخرى في تعزيز الهوية الوطنية) و ( التجارب العالمية والرؤى الاستشرافية في مجال تعزيز الهوية الوطنية)، شارك فيها مجموعة من الباحثين من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى أربع ورش عمل . وفي ختام المؤتمر رفعت الجامعة والقائمون عليها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على ما تحظى به الهوية الوطنية السعودية من رعاية سامية وتوجيه مستمر؛ للحفاظ على سماتها العربية والإسلامية وتراثها وثقافتها وأصالتها ، ولمعالي وزير التعليم على موافقته إقامة المؤتمر ورعايته. يذكر أن فعاليات المؤتمر الدولي للهوية الوطنية في ضوء رؤية 2030 انطلقت فعالياته أمس ، برعاية معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، وبمشاركة 34 متحدثًا من داخل المملكة وخارجها .