أكد نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي: أن من أهم دوافع تعزيز الهوية الوطنية اليوم ما يشهده العالم من حولنا من تغيرات مضطربة في كثير من جوانبه وما يرافق هذه التغيرات من تقدم وانتشار للعولمة وتنوع للثقافات واختلافها، وقال: إن من واجبنا كمؤسسات تعليمية تجاه الأجيال الناشئة أن نعمل على تقوية الوعي الوطني وتعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة وإبراز تاريخنا العريق والعمل على نشر الوعي للحضارة، ورسالة التعليم تمثل الغرس الأساسي لتحقيق هذه الأخلاق. وقال العاصمي خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي للهوية الوطنية، بمركز الملك فيصل بالرياض، وتنظمه جامعة شقراء تحت شعار «مستعدون للمستقبل ومشاركون في صناعته»: يحدونا أمل كبير بأن تسهم مخرجات هذا المؤتمر في تلبية دور الجامعات الريادي في مجال تعزيز الهوية الوطنية وغرس قيم الانتماء للوطن والولاء لقيادته الرشيدة وتعميق الشعور بالمواطنة، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس اهتمت اهتماماً كبيراً بمفاهيم الهوية الوطنية وعملت على تعزيز مقومات الانتماء والمواطنة وبناء مجتمع تسوده المحبة والوئام في وحدة وطنية محافظة على هوية المملكة ومصالحها. وبين: أن المؤتمر الدولي للهوية الوطنية يمثل استمراراً للنهج الريادي الذي تقوم به الجامعات في سبيل دعمها لتوجهات المملكة التنموية لتحقيق رؤيتها وتطلعاتها المستقبلية. وأكد إلى أن المملكة اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تشهد اهتماماً بالغاً بالهوية الوطنية من خلال منظومة من المبادرات والمشروعات التي تجسد الانتماء للوطن وتأتي بالقيم الإيجابية كالوسطية والاعتدال وتحمل المسؤولية، وغيرها من القيم التي تمثل أساس الولاء وأساس المواطنة الصالحة فضلاً عن ما توليه قيادتنا الرشيدة من عناية واهتمام بمكونات هذه الهوية التي في مقدمتها ديننا الإسلامي الحنيف. وقد تجسد هذا لاهتمام في رؤية المملكة 2030 مؤكدة على فخرها واعتزازها بإرثها الثقافي والتاريخي بعهوده العربية والإسلامية. وأظهرت أهمية المحافظة على هذا الجانب عبر عدد من البرامج التي تمثل في الشخصية السعودية ومنها برنامج تعزيز الشخصية الوطنية الذي بني على قيم وطنية راقية. من جانبه أكد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد: أن الوطنية تعني القيام بالمسؤولية، يحكمه التزام الشرع والتربية والقانون لتجسيد اللُحمة ونبذ الفرقة. مشيراً إلى أن الوطن هو مستقر الإنسان ومنزل إقامته، مبيناً أن الوطنية هي الارتباط بالجماعة الكبرى التي تخضع لحكم واحد ومنهج واحد، لافتاً إلى أن الوطنية تعني المسؤولية والانتماء للوطن والقيام بالمسؤولية حول الوطن ولا تكون إلا حيث يكون الانسجام بين الإنسان ونفسه ووطنه. وتناول فضيلة الشيخ مفهوم الوطن والوطنية والفرق بينهما، مع التعريج على مفهوم الوطنية في المراجع الأجنبية، واختتم كلمته بالمقارنة بين حب الوطن والوطنية. وقال بن حميد: إن التربية والتعليم والالتزام بالشرع هي من الوطنية، ورؤية 2030 تجسد الوطنية أيضاً لدينا أدوار نؤديها وهناك مسؤوليات عديدة لا بد أن نؤديها ونعمل ونسعى لتحقيق تلك المنجزات ومتطلباتها. وتناول المؤتمر في جلسات اليوم الأول دور الهوية الوطنية في ضوء مسيرة التطوير والتحديث «التأصيل الشرعي لمضامين الهوية الوطنية، وغرس قيم الانتماء والولاء الوطني وقيم الوسطية والتسامح والاعتدال، والشخصية السعودية في ضوء التحديات المعاصرة، والقيم الايجابية التي ترسخ مفاهيم الهوية الوطنية وثقافة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، والتراث الوطني في ضوء متطلبات الرؤية». ودور القطاعات الأكاديمية والمؤسسات الوطنية الأخرى في تعزيز الهوية الوطنية السعودية «دور الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العام في تعزيز الهوية الوطنية، وتعزيز مشاركة الأسرة في التحضير لمستقبل أبنائها ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الهوية الوطنية، ودور القطاعات الحكومية والقطاع الخاص في تعزيز الهوية الوطنية، وتوطين الصناعات الوطنية الواعدة. كما ألقى الضوء على التجارب العالمية والرؤى الاستشرافية في مجال تعزيز الهوية الوطنية بينها «التجارب العربية والعالمية في مجال تعزيز الهوية الوطنية، ومستقبل الهويات الوطنية في ضوء التحديات المعاصرة». نائب وزير التعليم ومدير جامعة شقراء