نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني جولة على المواقع السياحية التراثية التي تزخر بها محافظة الأحساء "عاصمة السياحة العربية لعام 2019"، بالتزامن مع اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دروته ال 22 والمنعقد خلال 22 إلى 23 من ديسمبر الجاري، برئاسة المملكة العربية السعودية، ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وتضمنت الجولة السياحية التي شارك فيها 50 إعلاميًا عربيًا من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، زيارة مسجد جواثا التاريخي، ثاني مسجد صُليت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقع على بعد نحو 20 كيلو متراً باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وزيارة "سوق القيصرية، وبيت البيعة وقصر إبراهيم"، وتعرفوا أيضًا على تاريخ "المدرسة الأميرية"، التي تُعرف بمدرسة الهفوف الأولى أيقونة التعليمية الأولى في المنطقة الشرقية، وتزخر بإرث تاريخي وتعليمي كبير، وشخصيات برزوا وتقلدوا فيما بعد حقائب وزارية في البلاد، كما عزز من أهمية تاريخها الزيارة التي قام بها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله إلى المدرسة عام 1931، لتفقد أحوالها، وتعد المدرسة الأميرية التي يطلق عليها أيضا "بيت الثقافة"، من أقدم المدارس الحكومية، من خلال انطلاقها 1356ه، وافتتحت رسميا في محرم 1360ه. وأعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بزيارة الأحساء، حيث عدّت رئيسة قسم الأخبار الدولية بوكالة تونس إفريقيا للأنباء نرجس بديرة زيارتها للأحساء تجربة مهمة جداً أضافت لها الكثير على المستوى الشخصي، لافتةً الانتباه إلى أنها زارت العديد من دول العالم ولم تجد مثل حضارة الأحساء التاريخية، ولذلك فإن تصنيفها من قبل اليونيسكو ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لم يكن وليد الصدفة، نظراً لندرة معالمها الأثرية التي أبهرتني حقيقة وتركت في نفسي الأثر الكبير، مؤكدة أنها من موقعها الإعلامي ستسعى للتعريف بها على صعيدها الوطني التونسي الدولي. من جهته أعرب نائب رئيس قسم الأخبار بجريدة الأهرام المصرية ومسؤول الملف السياحي فيها عادل الألفي، عن سعادته بزيارة الأحساء لما تحتويه من عناصر جذب سياحي، وأن اختيارها عاصمة للسياحة العربية لم يكن صدفة لإمكانياتها ومقوماتها السياحية، منوهاً بما شاهده وزملاءه الصحفيين من تراث معماري مفتوح بنكهة التاريخ الأصيل عند مشاهدة سوق القيصرية والذي يذكر بمنطقة خان الخليلي في القاهرة بجمال شوارعها ومعمارها الإبداعي، إضافة إلى المشاعر الدينية عن زيارة مسجد «جواثا» التاريخي، والطبيعة الجغرافية الخلابة في جبل «القارة»، الخارقة للمألوف المتعارف عليه في ثبات درجة حرارته طوال أيام السنة، لافتاً النظر إلى أن «الأحساء»، وضعت لبنة أولى في تعبيد طريق تحويلها إلى مدينة سياحية جاذبة، إذا استكملت عملية البناء في عدة اتجاهات منها دورات تثقيفية لأهل المدينة تتضمن تطوير قدراتهم في التعامل مع السائحين الأجانب، بعد ربط واستثمار قدراتهم في الأعمال اليدوية التي يشتهرون بها مع الأماكن السياحية، وحملات ترويجية إلى مسلمي شرق آسيا وأيضاً العرب الذي يحملون شغفاً في زيارة الأماكن التاريخية والدينية، تستهدف التعريف بتلك الأماكن التي تمتاز بها مدينة «الأحساء» بشكل أوسع. أما الإعلامية في قناة رؤيا الأردنية رنيم عابدين فعبرت عن سعادتها بما شاهدته في الأحساء، وأوضحت أن أكثر ما لفت انتباهها الأبنية الأثرية ذات الطابع الهندسي المعماري المميز والجميل، وجبالها المليئة بالكهوف والمحاطة بالنخيل التي تمنحك الهدوء والاسترخاء، مؤكدة أن الأحساء معلم سياحي طبيعي يستحق الزيارة.