أقيم اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية، الذي تنظمه الجامعة بالتنسيق مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف (عربيكا)، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومشاركة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد أعمر، ورئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الدكتور حمد بن محمد الضوياني، والمندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء بالجامعة، ورؤساء دور الأرشيف العربية الوطنية. ورأس وفد المملكة في الاحتفال المدير العام للمركز الوطني للوثائق والمحفوظات الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته خلال الاحتفال إن الأرشيفات العربية، بمفهومها الحضاري والثقافي وبمضمونها القومي العربي، تشكل واحدةً من أبرز التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك في ضوء ما تواجهه الأرشيفات العربية من محاولاتٍ لطمس هويتها وتزوير مضمونها التاريخي، إضافة إلى تزوير وتشويه التراث الفكري للأمة العربية. وأكد أن هذا اليوم يمثل فرصةً سانحةً لتسليط الضوء على ما تتعرض له ذاكرة الشعب الفلسطيني يوميًا من سلب واغتصاب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب جهدًا استثنائيًا من قِبل مجتمع الأرشيفيين والوثائقيين في مختلف أنحاء العالم للحفاظ على تلك الذاكرة الحية للشعب الفلسطيني. ولفت أبو الغيط النظر إلى أن الاحتفال هذا العام بيوم الوثيقة العربية تحت عنوان "الأرشيفات العربية: الواقع والمأمول" يؤكد أهمية الأرشيف الوثائقي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الموروث الثقافي العربي وأحد مقومات الهوية الوطنية للأمة العربية والذي يُعد الحفاظ عليها مسؤولية قومية. وأوضح أن جامعة الدول العربية حرصت دائمًا على تقديم الدعم السياسي والمعنوي اللازم لهذه القضية المهمة، ووضعت إستراتيجية عربية موحدة بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، أقرها مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عام 2016 واشتملت هذه الإستراتيجية على ميثاقٍ عربي للأرشيف يهدف إلى النهوض بهذا القطاع في الدول العربية وتطويره مواكبةً للتقدم الجاري في هذا المجال. ودعا الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف إلى تكثيف كل الجهود الممكنة لتنفيذ بنود هذه الإستراتيجية التي وضعت خطة عمل وآليات فنية محددة لتطوير واقع الأرشيف العربي للارتقاء به إلى مستويات أعلى. ووجه أبو الغيط التهنئة إلى جمهورية السودان على النجاح الذي حققته الفعاليات الثقافية التي عُقدت في مدينة بورسودان التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية لعام 2019، والتهنئة إلى دولة فلسطين على اختيار مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية لعام 2020. وتم على هامش الاحتفال تكريم نخبة من الشخصيات والمؤسسات العربية التي حققت إسهامات ملموسة في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي العربي، وعقد ندوة للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف تحت عنوان "واقع الأرشيفات العربية وعلاقاتها بمحيطها الإداري" في ختام الاحتفال.
