أفتتحت في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمدينة الرياض اليوم, ورشة العمل الثانية "لشبكة مراكز مكافحة التطرف العنيف" التي تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون، بمشاركة عدد من المسؤولين بدول المجلس، وخبراء وأكاديميين من عدد من المراكز والهيئات المعنية بمكافحة التطرف العنيف بدول مجلس التعاون، إضافة إلى ممثلين ومختصين وخبراء من المملكة الأردنية الهاشمية والولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة . وأكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة الدكتور عبدالعزيز حمد العويشق في كلمته التي ألقاها في افتتاح ورشة العمل أن ظاهرة التطرف العنيف باتت تشكل قلقاً بالغاً للأجهزة الحكومية والمنظمات الدولية والإقليمية، باعتباره حاضنة طبيعية للإرهاب الذي يهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، إضافة إلى ما تثيره من قلق لدى مؤسسات المجتمع وكل أسرة لما يعنيه ذلك من تهديد للسلم الاجتماعي، وإهدار لطاقات الشباب والتغرير بهم، وصرفهم عن التحصيل العلمي والعمل المنتج والمساهمة في التنمية. وأوضح أن مجلس التعاون قد أدرك منذ مدة طويلة أبعاد الخطر الذي تشكله هذه الظاهرة، حيث أكد قادة دول المجلس في القمم المتعاقبة أهمية نبذ التطرف ودرء أخطاره، ووجه المجلس الأعلى الجهات المختصة في إطار مجلس التعاون بالقيام بعمل منظم بكل الوسائل الدبلوماسية والتوعوية والاعلامية لإبراز قيم التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب والالتزام بالنهج المعتدل والوسطية وتوظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لهذا الغرض. وأشار إلى أنه من هذ المنطلق نظمت دول مجلس التعاون والأمانة العامة العديد من المؤتمرات والاجتماعات وورش العمل لتبادل وجهات النظر والخبرات والمعرفة والتجارب الناجحة في مكافحة ظاهرة التطرف العنيف، وأصبحت مكافحة هذه الظاهرة محوراً رئيساً من محاور البحث والنقاش في الاجتماعات التي تعقدها، في إطار شراكاتها الاستراتيجية، وبادرت في العام 2016م لتأسيس شبكة للمراكز والهيئات المعنية بمكافحة التطرف العنيف. وأفاد أن عقد ورشة العمل الثانية بحضور نخبة من المسؤولين والخبراء والمختصين سيكون فرصة لدراسة هذه الظاهرة وسبل معالجتها، والاستماع إلى تجاربهم ومقترحاتهم، وبحث الآليات المناسبة لتحقيق التعاون والتنسيق بين المراكز والهيئات المعنية بمكافحة التطرف العنيف و تعزيز دورها، وتطوير أساليبها وأدواتها في مواجهة التطرف العنيف، وتشجيعها على التفاعل الإيجابي مع المجتمع ومع مؤسسات التعليم ومراكز الأبحاث، والعمل المشترك من خلال المنظمات الدولية والإقليمية لمضاعفة فعاليتهم وقدراتهم في مجال مكافحة التطرف العنيف. وأكد أن مكافحة التطرف العنيف في إطار مجلس التعاون جزء من منظومة متكاملة تشمل أربعة مسارات رئيسية، هي التنسيق السياسي، التكامل العمليات بين الأجهزة الأمنية، مكافحة تمويل الإرهاب، التصدي للخطاب الإرهابي والتطرف العنيف. وأوضح أن التنسيق في هذه المسارات يتم من خلال المجالس واللجان الوزارية، وأجهزة الأمانة العامة، والمنظمات الخليجية المستقلة، بالإضافة إلى المراكز المختصة الممثلة في اجتماع اليوم، مشيرا إلى أهمية العمل بشكل متواز على هذه المسارات الأربعة، وأن الفشل في إحداها يؤثر بالضرورة على فعالية جهود مكافحة الإرهاب سواء على المستوى الوطني أو المستويين الإقليمي والدولي. وأعرب الدكتور العويشق في ختام كلمته عن ثقته بأن ما سيطرح من أفكار ورؤى في ورشة العمل هذه سيسهم في تحقيق الأهداف المنشودة من عقدها، والخروج ببرنامج استرشادي للعمل المشترك، آملاً أن تنضم المراكز المشاركة إلى شبكة مراكز مكافحة التطرف العنيف، لتسهيل التواصل مستقبلاً، والعمل المشترك، وتبادل المعرفة والخبرة التجارب الناجحة. وستناقش ورشة العمل على مدى يومين خمسة محاور تتعلق بدور المراكز في التعامل مع خطاب التطرف العنيف، والتحديات التي تواجه عملها، وأثر الجهود المجتمعية في مكافحة التطرف العنيف، وآليات التعامل مع الأسرة لتحصين الشباب أمام التطرف العنيف، ودور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات ورفع مستوى التنسيق بين المراكز المتخصصة، واستشراف الأدوات المستقبلية لدرء الفكر المتطرف العنيف ومكافحته، ودور الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والمؤسسات الخليجية المتخصصة. ويشارك في ورشة العمل كل من التحالف الاسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومعهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، ومركز تعزيز الوسطية، ومركز هداية، ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والإدارة العامة لمكافحة التطرف، وأكاديمية ربدان، ومركز الحرب الفكرية، وحملة سكينة، ومركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ومركز صواب، والتحالف الأمني الدولي، والمركز العربي لمكافحة التطرف والإرهاب، والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال). وكانت الأمانة العامة لمجلس التعاون قد نظمت ورشة العمل الأولي في العام 2016م، بمشاركة عدد من المراكز والهيئات المعنية بدول المجلس وممثلين من الولاياتالمتحدةالأمريكية.