ألقى الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الدكتور عبد الله الفوزان، محاضرة أبرز خلالها المهددات الفكرية ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مكافحة هذه المهددات . وتناول الفوزان في المحاضرة التي أقيمت أمس ضمن البرامج التوعوية لمشروع تبيان، الذي تنظمه جامعة الجوف ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، على مسرح كلية طب الأسنان بسكاكا ، أبرز مهددات الأمن الفكري مثل الفرقة وقلة المعرفة في الدين وعدم احترام كبار العلماء وخطر الإشاعة ووسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح . وقال الفوزان " إن مقاصد الشريعة أتت للحفاظ على الضرورات الخمس المتمثلة في الدين، العقل، النسل، المال، النفس" ، مؤكدًا أهمية الأمن الفكري بوصفه حافظًا للمجتمعات وتوازن مكوناتها، وضرورة تكريس هذا الأمن لدى الشباب لمواجهة الأفكار المنحرفة، مشددًا على أن الفكر أخطر ما في الحياة لما له من علاقة وثيقة بين الأمن الفكري الذي تمثله الوسطية وثقافة الحوار . ونوّه الفوزان، إلى أهمية إدراك الأدوار التي تسهم في حفظ الأمن واستقراره، والعمل على إزالة الأمور التي قد تؤدي إلى الانحراف، وتبيين القضايا التي تعزز سلامة العقيدة التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز والأجداد المخلصين، مؤكدًا على أهمية الاعتدال والتمسك به في جميع مناحي الحياة . وحذر من خطورة المهددات التي تحيط بالمجتمع وتسعى من خلالها جماعة التطرف والإرهاب لاستهداف المملكة في أمنها ولحمتها الوطنية، عادًّا هذه الجماعات أدوات في يد دول تسعى إلى دمار المملكة . ولفت النظر إلى أن حب الوطن والشعب لقيادته وقف في وجه تلك الجماعات التي تريد إثارة الكراهية مستخدمة كل الأدوات، ولكنها فشلت بفضل الإيمان وسياسات القيادة الحكيمة، منوها أنها تعمل على استقطاب الشباب لتنفيذ ما يريدون من خلال التشكيك في هيئة كبار العلماء، ومحاولة تشويه العلاقة بين المواطنين وولاة الأمر لكسر الثقة مع القيادة . وبيّن الفوزان، أن جماعات التطرف تركز على بعض أوجه القصور واستغلال التركيبة الدينية والمناطقية من خلال وسائل التواصل لإثارة الفتنة، داعيًا إلى التنبه لها ومعالجتها بالأساليب التربوية الصحيحة، حاثًا في الوقت ذاته، الجامعات والمدارس إلى ضرورة جعل العلاقة مع الطلاب علاقة أبوية، لإفشال مخططات هؤلاء الأشرار، فيما أجاب في ختام المحاضرة عن أسئلة الحضور ومداخلاتهم .