بذل فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة تبوك ضمن المحافظة على الثروة النباتية ومكافحة الآفات المضرة بها، جهوداً كبيرة في مكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء، لما تشكله من تهديد لأشجار النخيل وإنتاجها من التمور بالمنطقة، وذلك من خلال برنامج " مكافحة سوسة النخيل الحمراء". وتمكن الفرع خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي 2019م من فحص ما يزيد عن 383،355 نخلة في مدينة تبوك ومحافظتي تيماء وأملج، إضافةً إلى محافظة البدع ومركز أشواق، كما قام برصد إصابة 8365 نخلةً بسوسة النخيل الحمراء فيما قام بمعالجة 6692 منها، وإزالة 1673، إلى جانب أعمال الرش ل 38135 نخلة بالمبيدات المتخصصة. وأوضح مدير عام فرع الوزارة بالمنطقة المهندس هزاع الافنس الرويلي، أن الفرع يواصل عمله في مكافحة سوسة النخيل ضمن جهود منضوية تحت برنامج وزارة البيئة والمياه والزراعة " مكافحة سوسة النخيل الحمراء "، الذي رصد له مليار و 766 مليون ريال، بهدف الحفاظ على سلامة النخيل بالمملكة، وفق خطة متكاملة للقضاء على هذه الحشرة الفتاكة، مشيراً إلى أن الأعمال تضمنت زيارة المزارع وفحص الأشجار وعلاج المصاب منها، إلى جانب إقامة تدريبات عملية للمزارعين لتثقيفهم بأضرار هذه الحشرة وكيفية التعامل معها. وقال المهندس الرويلي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن هذه الجهود تأتي متوازية في منطقة تبوك وخاصة تيماء التي تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور، في سبيل القضاء على هذه الآفة، التي تهاجم ما يقارب 40 صنفاً من أصناف النخيل وتفضل بشكل خاص الأشجار التي تقل أعمارها عن 15 عاماً، وأكثر أجزائها عرضة للإصابة هي الرواكيب والفسائل ومنطقة قطع الفسائل والتكريب ورأس النخلة. وأضاف : إن وتيرة العمل الوقائي والعلاجي للنخيل متصاعد بقدر خطورة هذه الحشرة، لشراهتها في التغذية وقدرتها التكاثرية العالية إذ تضع ما بين 200 إلى 500 بيضة خلال فترة حياتها، وتغطيها بمادة صمغية، ومن ثم يفقس البيض وتصبح يرقات فشرنقات إلى أن تصل عذارى فحشرة كاملة، مبيناً أنه وبحسب الأبحاث العلمية فإن طور اليرقات يعد المرحلة الأكثر ضرراً على الأنسجة الحية لجذع النخلة خاصة الأنسجة الوعائية من خلال نخرها في جميع الاتجاهات، مما يؤدي إلى تهتك الجذع وتجويفه، وتمايله الملحوظ بفعل الهواء القوي والرياح، وفي حالة الإصابة الشديدة خاصة في بعض محافظات المنطقة تسقط النخلة وتموت، في عملية تستغرق 6 إلى 12 شهراً . وأفاد مدير عام الفرع أن برنامج المكافحة لهذه الآفة الزراعية بالمنطقة متواصل عبر قيام أكثر من 140 فنياً وعاملاً مدعومين ب 34 سيارة و 15 ماطور رش، بأنشطة متعددة تشمل الكشف والفحص، ورشَّ المبيدات والمعالجة، وإزالة النخيل ذات الإصابة البالغة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الوقائية، والتوعية بخطر هذه الآفة وأهمية الوقاية منها. زراعة تبوك تفحص أكثر من 300 ألف نخلة وتعالج ما يزيد عن 7 آلاف في أقل من عام ....إضافة أولى وأخيرة وعن آلية عمل البرنامج في منطقة تبوك منذ البداية وحتى لحظة تسليم المواطنين مزارعهم خالية من هذا الداء قال المهندس هزاع الرويلي : إن الفرع يعتمد على ثلاثة طرق، الأولى بتلقي بلاغات المزارعين أو عبر المنصة الجديدة "بلغ" ، وقراءة المصايد الفرمونية، والزيارات الدورية لفحص النخيل واكتشاف الإصابة، والثانية عبر توزيع المصايد الفرمونية وهي وعاء بلاستيكي سعته خمسة لترات له فتحات من الجوانب ومغطى بالليف أو الخيش وبه ماء ومبيد، ومعلق بغطائه من الداخل فيرمون تجميعي وقطع من جذع النخيل يعمل على جذب السوسة ويكون توزيعها على شكل شبكة تغطي كامل المنطقة ، وتدل هذه المصايد على وجود إصابات حولها أم لا ، فإذا وجدت إصابات فإن فرقة العلاج والفحص تتوجه مباشرة لتمسح المنطقة الواقعة حول المصيدة وتعمل على رش النخيل بالمبيدات وعلاجه من الإصابة، وإزالته إذا كانت نسبة الإصابة عالية، أما الطريقة الثالثة فهي الزيارات الدورية التي تنفذ بشكل دوري لإجراء الكشف، منوهاً بالآلية الأهم والتي تعتمد على إرشاد المزارعين ميدانياً وتعريفهم بأخطار السوسة وطرق علاجها والوقاية منها، وإقامة الندوات والمحاضرات والتدريبات للتعريف بالحشرة وخطرها، والتعاون المشترك مع مراكز الأبحاث المتخصصة والجامعات ، والمشاركة في الفعاليات والمعارض التي تعنى بالنخلة والثروة النباتية في المنطقة ، إضافةً إلى توزيع المطبوعات التعريفية والتوعوية. إلى ذلك عبر عدد من المزارعين أصحاب المزارع المتعافاة من آفة سوسة النخيل عن شكرهم للدور الذي يضطلع به فرع وزارة البيئة بمنطقة تبوك، وحرصه على متابعة الشأن الزراعي فيها ودرء أخطار الآفات التي تصيب المحاصيل ومنها وأهمها المخزون الاستراتيجي للمنطقة النخيل. وقال أحمد بن محمد الشريف صاحب إحدى المزارع المتعافاة من آفة سوسة النخيل أن مزرعته التي تبلغ مساحتها 50 دنم وتضم 300 نخلة منها 100 نخلة سكري والأخرى لأنواع مختلفة من النخيل، قد أصيبت قبل 10 أشهر بسوسة النخيل، فقام بالإبلاغ مباشرة عنها لدى فرع وزارة البيئة بالمنطقة الذين قاموا بمباشرة بلاغه وحصر الضرر الناتج عن هذه الآفة ومعالجته، واليوم - ولله الحمد - لم يعد هذا الضرر مؤثرا على المزرعة بقدر ما يجب علي الالتزام به من إجراءات وقائية بالمتابعة مع فرع الوزارة الذي قام مشكورا بوضع مصائد الفرمونية لكل 100 متر، وعمل زيارتين في الاسبوع وتزويدي بالمنشورات التوعوية الخاصة بذلك. ونوه الشريف في الختام بالدور الكبير الذي تبذله الفرق الميدانية للحد من آثار سوسة النخيل على مزارع النخيل، مهيباً بملاك المزارع ضرورة التعاون فيما بينهم لأن الدواء ينطلق منهم ويعود عليهم وإذا ترك أحدهم مزرعته فإن ضررها سيطال المزارع المجاورة له وليس مزرعته فحسب.