سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مختصون: الدور الرسمي لا يكفي والمسؤولية الأولى على عاتق المزارع لمواجهة سوسة النخيل الحمراء مطالب بتوعية وتدريب المزارعين وإرشادهم لأفضل وأنجح الطرق للوقاية
الملوحي: البعض لا يزال يرفض الكشف عن إصابة نخيله بالسوسة الحمراء رغم علمه بوجودها يؤكد الكثير من رجال الأعمال والمختصين بالزراعة ومكافحة الآفات الزراعية وأهمها سوسة النخل الحمراء أن عملية مواجهة هذه الآفة والقضاء عليها يعتمد في المقام الأول وبشكل رئيس على المزارعين أنفسهم كعنصر مهم وفاعل في توفير البيئة الزراعية الآمنة لتجنيب النخيل من الإصابة بهذه الآفة عبر اتخاذ مجموعة من الخطوات والتوصيات الهامة، لتأتي مساندة للجهود التي تقوم بها وزارة الزراعة لمواجهة انتشار سوسة النخيل في معظم مناطق زراعة النخيل بالمملكة وبالذات منطقة القصيم التي تعتبر إحدى أهم مناطق زراعة النخيل بالعالم عبر ستة ملايين نخلة بالمنطقة، والتي بدأ المزارعون فيها يشعرون بخطورة هذه الآفة على نخيلهم وتهديدها لموردهم الاقتصادي الهام والذي يمثل أحد أهم الأنشطة للكثير من أبناء المنطقة، مما يتطلب تضافر الجهود بين المواطنين والمزارعين والجهات الرقابية للحد من تمرير نقل تلك الفسائل المتوقع إصابتها بهذه الآفة حتى لا يزيد ذلك من اتساع رقعة انتشار هذه الآفة بين حقول ومزارع النخيل بالمنطقة، وذلك في إطار تطبيق الحجر الزراعي. الملوحي والعياف متحدثين للزميل الجفن (عدسة – بدر الفريدي ) العدو الخفي وهنا يؤكد المزارع ورجل الأعمال سليمان الملوحي بأن سوسة النخيل الحمراء تعتبر من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل بالمملكة وكثير من دول العالم، وقد تم اكتشاف أول إصابة بالمملكة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في بداية عام 1987م، ثم انتشرت بعد ذلك في المناطق المختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل وكذلك في دول الخليج العربي الأخرى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال إنه يمكن تسمية سوسة النخيل الحمراء "بالعدو الخفي" حيث تقضي جميع أطوارها (بيض، يرقات، عذارى، حشرات كاملة) بداخل جذع النخلة حيث لا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل، وتعيش جميع أطوار سوسة النخيل الحمراء متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة (حيث يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معاً)، ويقدر عدد أجيالها في العام بحوالي 3 أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال. وأفاد بأن سوسة النخيل الحمراء تفضل مهاجمة النخيل الذي يقل عمره عن عشرين عاماً حيث ان جذع النخلة يكون غضا ويسهل اختراقه، مضيفا "لتطبيق المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، فإن تعاون المزارع مهم جداً لإنجاح برنامج المكافحة المتكاملة وذلك بتعريفه بهذه الآفة ومدى خطورتها وأيضاً بتدريبه على إجراء عمليات المكافحة المختلفة بنفسه شخصياً وكذلك العاملين معه". الحرق لا يكفي وبيّن الملوحي أنه بالرغم من أن المواطن الآن أصبح يعي خطورة التعامل مع هذه الأمراض، إلا أن السلوك الذي يتخذه البعض من نقل فسائل النخيل من دون فحصها والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض وخصوصا أن ذلك يؤدي إلى انتشار المرض، لذلك وجب التركيز من المسؤولين والمتخصصين على رفع نسبة الوعي لدى المواطنين والمزارعين، والتوعية بخطر نقل فسائل النخيل من مكان لآخر دون فحصها والتأكد من خلوها من أي أمراض، وبالذات إصابتها بسوسة النخيل الحمراء، ومن المعلومات المؤكدة أن الكثير من المزارعين يحتاجون لمن يؤكد لهم أن حرق جذع النخلة المصابة بالسوسة لا يكفي، بل لا بد من تقطيع الجذع لأجزاء صغيرة ثم حرقه حتى نضمن وصول النار إلى داخل الجذع فتموت جميع البيوض. إخفاء الإصابة وأضاف الملوحي "لكي ندرك مدى خطورة غياب الوعي الذي يعيشه بعض المزارعين فإننا نجد بعضهم لا يزالون يرفضون الاعتراف بإصابة نخيلهم بالسوسة، حيث يحرصون على ألا يعرف جيرانهم بذلك حتى لا ينتشر الخبر بين الناس في المحافظة، ويحاولون بطرق بدائية القضاء على السوسة، ولكنهم اكتشفوا متأخرين أن السوسة انتشرت في مزارعهم وفي المزارع المجاورة لهم، وهم بهذا التصرف ظلموا أنفسهم وظلموا أصحاب المزارع القريبة منهم مرة أخرى. توعية المزارعين وقال الملوحي انه ينبغي على المسؤولين والجهات المعنية والمتخصصين في الجامعات ومديريات الزراعة والباحثين المهتمين بمكافحة سوسة النخل، أن يقوموا بتدريب وتوعية المزارعين وتقديم الاستشارات والمعلومات والطرق المناسبة لهم لمكافحة هذه السوسة سواء كانت بشرية أو مادية أو بحثية، وتعريفهم بمدى أهمية التعاون مع وزارة الزراعة ومراكز الأبحاث في هذا المجال، وكذلك على المتخصصين زيارة أي مزرعة في أي مكان تشتكي من سوسة النخيل لتقديم الاستشارات عن قرب والإجابة عن استفسارات المزارعين الذين يحتاجون إلى من يقدم لهم المعلومة الصحيحة التي تجعلهم يلتزمون بالطرق العلمية لمكافحة السوسة. تأثير السوسة الحمراء في إحدى أشجار النخيل دور المزارع من جانبه قال رئيس جمعية منتجي التمور التعاونية بالقصيم عبدالله بن سليمان العياف ان مكافحة سوسة النخل تحتاج إلى عنصر علاجي وعنصر وقائي، وأن العنصر العلاجي يعتبر من مهام وزارة الزراعة والوزارة لديها برامج وخطط حول هذا الموضوع، لكن يهمنا في البداية أن نؤكد على أهمية العنصر الوقائي الذي يجب أن يقوم به المواطن في مزرعته إن كانت تقع في دائرة المزارع الموبوءة أو خارج نطاق هذه الدائرة إذ تقع على المزارعين مسئولية الحفاظ على مزارعهم من خلال تنظيفها من الفسائل غير الثمينة، وكذلك تكريب النخل ورشها بالمبيدات تحت إشراف مختصين من وقت إلى آخر، أما إذا كانت تقع خارج نطاق المناطق الموبوءة فلا داعي لرش المبيدات، كذلك إشراك عمال المزرعة مع فرق وزارة الزراعة التي تقوم بالمكافحة حتى يكون لديهم خبرة ومعرفة في هذه الحشرة. مساعدة المزارعين وقال العياف ان المزارع بحاجة إلى المساعدة كي يؤدي دوره على أكمل وجه، ومن ذلك منحه التأشيرات، ومدة بالمعدات والآلات الزراعية لخدمة النخيل، ومن ذلك أيضاً أدوات المكافحة بالرش من خلال إقراضه من صندوق التنمية الزراعية، والذي نتمنى أن يعيد دراسة متطلبات مزارع النخيل ويعتبرها عنصرا أساسيا في الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن منطقة القصيم لوحدها يوجد بها أكثر من 6 ملايين نخلة، وأن قيمة إنتاجها لا يقل عن ثلاثة مليارات ريال، بدون القيمة المضافة الناتجة عن الصناعات التحويلية لمنتج التمور. نخلة وقد داهمتها السوسة الحمراء أعراض الإصابة وعاد الملوحي للإشارة إلى أنه يصعب معرفة مراحل بداية الإصابة حيث ان اليرقات تكون بداخل الجذع ولا يمكن رؤيتها خارج الجذع، كما لا يمكن مشاهدة الضرر مباشرة، ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة وذلك بمشاهدة خروج الإفرازات الصمغية البنية اللون وذات الرائحة الكريهة جداً من جذع النخلة وكذلك مشاهدة الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلى حد ما نشارة الخشب متساقطة على الأرض حول النخلة، بالإضافة إلى ملاحظة الذبول والاصفرار. طرق الوقاية والمكافحة وأكد الملوحي بأن على المزارعين أن يدركوا أن سوسة النخيل تعتبر من الآفات الحشرية التي يصعب مكافحتها بالطرق التقليدية وذلك لظروف معيشتها داخل جذع النخلة لفترات طويلة من حياتها، حيث يمكن مشاهدة جميع أطوار الحشرة داخل جذع النخلة وهذا قد يسبب مشكلة كبيرة في مكافحة تلك الآفة، حيث انه من الصعب نسبيا على غير ذوى الخبرة التمكن من تمييز الإصابات المبكرة، كما أن القدرة العالية لهذه الحشرة على الطيران لحوالي ميل يتيح لها إمكانيات عالية في الانتشار من منطقة لأخرى، إضافة إلى أن هذه الحشرة من النوع عديدة التزاوج، كما أن الدراسات السابقة تؤكد على أن تلك الحشرة تتحمل الظروف البيئية المعاكسة، كل هذه الاعتبارات تؤكد على صعوبة مكافحة تلك الحشرة من خلال برنامج مكافحة واحد ولا بد من وجود اختيارات عديدة وبدائل مختلفة تعمل جنبا إلى جنب أو بالتبادل حتى يتم إحكام السيطرة على منع انتشار الآفة من منطقة لأخرى أولا ثم خفض تعدادها داخل منطقة إلى الحد الذي لا يسبب أضرارا اقتصادية من خلال تطبيق هذا البرنامج بالتوازي أو التبادل ولا بد من التأكيد على ضرورة المكافحة الكيميائية على اعتبار أنها العمود الفقري لبرنامج المكافحة. عناصر الوقاية والمكافحة وقال الملوحي ان التطبيق الصارم لقوانين الحجر الزراعي الداخلي والخارجي يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها من خلال منع نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة إلى المناطق غير المصابة، مشيرا إلى أنه على المزارعين تطبيق المكافحة الميكانيكية والزراعية من خلال العمل بشكل دائم على نظافة قمة النخلة "الجمارة" باستمرار وحماية إبط السعف من المواد العضوية المتحللة، وتجنب جرح النخلة، وعدم ترك بقايا النخيل، والتخلص من النخيل المهمل والنخيل الميت وذلك بتقطيعه إلى أجزاء صغيره وحرقه. وقال الملوحي "يجب عند قطع السعف مراعاة أن يُقطع على مسافة 120 سم من القاعدة، وأضاف بأن استخدام مبيدات الفطريات لعلاج الإصابة بفطريات تعفن الأوراق والبراعم أنها تجعل النخلة مهيأة للإصابة بالسوسة. المكافحة الميكانيكية وفي إطار المكافحة الميكانيكية قال الملوحي "يجب على المزارعين حرق أشجار النخيل شديد الإصابة لمنع انتشار الإصابة بسوسة النخيل الحمراء بسرعة كبيرة إلى المزارع السليمة، مؤكداً أنه إذا تركت أشجار النخيل المصابة دون تدخل علاجي سوف يجعلها تتحول إلى مخزن أو بؤرة للحشائش، وتزداد بذلك خطورة وسرعة انتقال الإصابة إلى الأشجار السليمة وعليه فإنه من الضروري إزالة كل النخيل شديد الإصابة وحرقه بالكيروسين أو زيت الديزل بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة ثم فتحه من الداخل للتأكد من موت جميع الأطوار الحشرية ويلزم معالجة منطقة القطع بأي مبيد ملامس مثل ( الكارباريل والكلور بيريفوس والترايكلوروفون). المصائد الفيرمونية ويضيف الملوحي بأن أفضل وسيلة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء هو استعمال (الفيرمون التجمعي) مع قطع من جذع النخيل أو قطع من قصب السكر المغمور بمحلول المبيد المناسب في المصيدة التي هي عبارة عن إناء سعة أربعة لترات مع أربع فتحات جانبية بالقرب من حافة الإناء العلوية بطول 2,5 سم وعرض 1 سم على أن يعلق (الفيرمون التجمعى) بوسط الغطاء. المصائد الضوئية كما أشار الملوحي إلى أن حفار العذوق يعمل على تهيئة المكان المناسب لحدوث الإصابة بالحشره، لذا يجب القضاء على حفار العذوق مما سيؤدي إلى خفض الإصابة، ولذلك يمكن استخدام المصائد الضوئية بأنواعها لجذب حفار العذوق إليها ثم جمعها وحرقها. النظافة وتغطية الجروح ولفت الملوحي إلى أنه يمكن تغطية وغلق جميع الفتحات الموجودة على جذع النخلة باستخدام القار أو الأسمنت والجبس حيث ان الفتحات هي الأماكن المفضلة لبداية الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، كما يجب القضاء على الحشائش بحيث يتم تجميع مخلفات النخيل ومعالجتها بمبيد حشري مناسب قبل حرقها أثناء التقليم السنوي وإزالة الكرب، وأنه من الضروري عدم قطع السعف الأخضر وإذا لزم الأمر يمكن أن يكون القطع على مسافة 14 سم من نهاية قاعدة السعف لمنع حدوث إصابة بهذه الحشرة. العمليات الزراعية كما نوه الملوحي إلى أهمية العمليات الزراعية في الاعتدال في الري وتحسين الصرف والتسميد الجيد المتوازن وعمليات الخدمة المناسبة، وتغطية جذور النخيل صغيرة السن.