كشفت أمانة المنطقة الشرقية عن دارسة متكاملة لإعداد الدراسات والتصاميم والأدلة الهندسية لتطبيق معايير الوصول الشامل بمدن حاضرة الدمام لتصبح مدنًا صديقة لذوي الإعاقة، لتمكينهم من المشاركة بشكل كامل في المجتمع باستقلالية تامة والاعتماد على أنفسهم للوصول إلى جميع الأماكن والأنشطة بشكل يسير يكفل المساواة مع الأسوياء من المجتمع، ويعمل على تذليل العقبات التي تقيدهم وتحد من إنتاجيتهم واستقلالهم في المجتمع، وتحقيق أحد محاور رؤية المملكة 2030 وهو المجتمع الحيوي وتصنيف 3 مدن سعودية بين أفضل 100مدينة في العالم. وأوضح معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، أنه أجريت دراسة استطلاعية مسحية لمدن حاضرة الدمام وأوضاع ذوي الإعاقة ومتطلباتهم وأولوياتهم، واستنادا على ذلك وعلى معايير وأدلة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة والتجارب العالمية ذات الصلة، أعد 11 دليلًا لاشتراطات ومعايير الوصول الشامل للمنشآت والمرافق المختلفة توضح الاشتراطات الفنية الواجب توفرها في المنشآت والمرافق لتكون مهيأة للجميع وتسهل الوصول الشامل لجميع مكوناتها بلا عوائق، ووفقًا لتلك الاشتراطات أعدت التصميمات التفصيلية للوصول الشامل لخمسة مواقع بالحاضرة، إضافة إلى إعداد المخطط الإستراتيجي للوصول الشامل بحاضرة الدمام. ولفت النظر إلى أن الإعاقة بجميع أنواعها ومسبباتها وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية واحدة من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، فلا بد من تذليل العقبات التي تقيد الأشخاص ذوي الهمم من خلال توفير وتطبيق المعاير للوصولية في مفاصل البيئة العمرانية للمدن وعناصر ومرافق المنشآت والمباني للقطاع العام والخاص، حيث إن المخطط الإستراتيجي يهدف إلى أن تصبح مدن الحاضرة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة خلال مدة زمنية محددة بالتعاون بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي والقطاع الخاص، لتحقيق التكامل مع شبكة النقل العام والمخطط العمراني المحلي ومتغيرات التخطيط الحضري والأولويات، وتطبيق معايير الوصولية في مشاريع التنمية المستقبلية ترخيصًا وتنفيذًا، وإنشاء وحدة للوصول الشامل مهمتها متابعة تنفيذ أهداف ومخرجات الدراسة. وأفاد المهندس الجبير، أنه يعمل حاليًا على تنفيذ مخرجات الدراسة من خلال إنشاء الوحدة ضمن الإدارات التخطيطية والتصميمية والتنفيذية، ومراعاة تطبيق المعايير في أعمال الصيانة وإعادة تأهيل المرافق العامة للبيئة العمرانية، وتطبيقها في المشاريع الجديدة سواء التي في مرحلة الدراسة أو التي يجري تنفيذها، مؤكدًا البدء في إجراءات تنفيذ مخرجات الدراسات والتصاميم لتلك المواقع، ضمن أولويات قائمة مشاريع مبادرة أنسنة المدن لبرنامج مدينتي 2018، الذي بدأت وزارة الشؤون البلدية والقروية تنفيذ أعماله، حيث أعادت أمانة المنطقة الشرقية تأهيل وتنفيذ حديقة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة بمعايير الوصولية، حيث تستخدم حاليًا وبشكل مستمر لإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة لهم. وأوصى باستمرار التعاون بين الأجهزة الحكومية والهيئات والأبحاث العلمية لإعداد الدراسات والتصاميم والبحوث والأوراق العلمية وتبادل المعلومات وتبنّي أفضل الممارسات في مفهوم الوصولية الشامل لفئات شرائح المجتمع ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة سواء كان تعليميًا أو هندسيًا أو تقنيًا، والتوسع في المشاركة بالحملات لنشر التوعية للتعرف بوسائل ومعايير الوصول الشامل وأهمية تنفيذها في المواقع والمنشآت العامة والخاصة، والتوسع في المشاركة وإعداد ورش العمل والمعارض والفعاليات حول البيئة العمرانية المستدامة الشاملة لجميع عناصر المدينة لهدف تعظيم المنافع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، والمشاركة في برامج دعم أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتذليل أي عوائق معمارية أو تقنية أو تعلمية لضمان المشاركة الفعالة، والعمل على تحقيق تدابير فعالة في بيئات تسمح بتحقيق أقصى قدر ممكن في النمو الأكاديمي والاجتماعي لضمان الدمج الكامل بين أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع.