دعا خبراء المياه في عدد من دول العالم إلى دعم وتشجيع مشروعات حصد وخزن مياه الأمطار والسيول لأهميتها في زيادة الموارد المائية والمحافظة على التربة من التملح وتحسين الزراعة في المناطق الواقعة على ضفاف الأودية، مع الاهتمام بالقياسات الحقلية للأمطار والسيول، وتأسيس شبكات رصد محلية وإقليمية لتقييم تأثير التغير المناخي على كميات الأمطار ودرجة التصحر. جاء ذلك ضمن التوصيات التي خرج بها المؤتمر الدولي الثامن للموارد المائية والبيئة الجافة الذي اختتمت أعماله اليوم في جامعة الملك سعود بالرياض. وأكد الخبراء أهمية تصميم منشآت مائية مناسبة من حيث الحجم والتكلفة الاقتصادية للتقليل من مخاطر السيول والفيضانات وخاصة على المناطق المأهولة، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر وضخ المياه الجوفية، إلى جانب التوسع في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في الزراعة والصناعة وتغذية المياه الجوفية مع التأكد من كفاءة عمليات المعالجة ودقتها. وأشاروا في توصياتهم إلى أهمية العمل على تقليل فواقد المياه وشبكات مياه الشرب وسن قوانين للتقليل من المياه غير المسجلة (NRW)، فضلا عن الاهتمام بالأبحاث المتعلقة بالتغير المناخي وتأثيره على الموارد المائية وطرق التكيف مع هذه الظاهرة العالمية، وإنشاء محطات التحلية الجديدة بالقرب من التكوينات الجيولوجية الحاملة للمياه ما أمكن وذلك لاستخدام هذه التكوينات لتخزين مياه التحلية التي تزيد عن الحاجة. كما أشاروا إلى أهمية تطوير تقنيات جديدة لمعالجة مياه الصرف الصناعي، وإعطاء السلطات المحلية والقطاع الخاص سلطة أكبر في تطوير الخطط الخاصة بموارد المياه، وزيادة استخدام أنظمة اتخاذ القرار والذكاء الاصطناعي في وضع وتنفيذ استراتيجيات المياه. وبين خبراء المياه ضرورة تطبيق تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والخصائص الفيزيائية لأحواض الوديان لتحديد الأماكن ذات السيول الخطيرة، ودراسة التقنيات الحديثة المستخدمة في معالجة المعادن الثقيلة في المياه، مع الاهتمام بتطبيق أساليب الزراعة المائية في المملكة وإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث عليها، واستخدام نظام الإنذار المبكر في مراقبة التغيرات والتشوهات التي تطرأ على قشرة الأرض بالاستعانة بتقنيات الفضاء لتقليل مخاطر الخسف الأرضي بسبب انخفاض مستويات المياه الجوفية، علاوة على استخدام البيانات المناخية لبناء نماذج رقمية تتعلق بصحة الانسان والحيوان والأمراض التي تصيبها، والاهتمام بقياس كفاءة استخدام المياه كمعيار لترشيد استهلاك المياه في الري. وشددوا على ضرورة الاهتمام بترشيد مياه الري باستخدام التقنيات الحديثة ومنها الري الناقص والتجفيف الجزئي للجذور، وتحسين خواص التربة في منطقة جذور النباتات باستخدام المحسنات الطبيعية لتقليل الفاقد من مياه الري، والاستفادة من نبات Kochia (كوشي) في تحسين خواص الترب الملحية في المناطق الجافة، وإنشاء مركز محلي لإنتاج الأعداء الحيوية. وبهذه المناسبة، رفع رئيس الهيئة الإشراقية العليا للمؤتمر والمشرف على معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء وأمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن ال الشيخ جزيل الشكر والعرفان والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - على الموافقة على عقد هذا المؤتمر تحت رعاية معالي وزير التعليم، وعلى دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وير الدفاع لكل ما من شأنه رفعة هذا الوطن وتقدمه وتطويره في كافة المجالات وفق ما جاء في رؤية المملكة 2030 .