تقدم فرقتي دار عنيزة للتراث ومحافظة المذنب على مسرح فنون جناح منطقة القصيم ب (الجنادرية33)، عروضاً فلكلورية وشعبية، تتضمن أربعة ألوان , ركزت فيها الفرق على العرضة السعودية وطرق تنفيذها، بالإضافة إلى ألوان الفنون الأخرى التي تشمل السامري والناقوزي والحوطي . وتعكس العروض المقدمة في جناح القصيم مجمل تراث المنطقة عموماً, والتنوع الثقافي فيها، إذ يعد فن السامري أحد أهم الفنون في منطقتي القصيم والرياض، مع إختلافات طفيفة في أدائه، ويرجح المهتمون بأن لفظ السامري مأخوذ من جلسات السَمَر، التي كانت محل اهتمام وعشق الأهالي، فهي اللحظات اليومية المخصصة لترويح عن النفس بعد يومٍ عملٍ شاق، لاسيما مع طابعها الاجتماعي والترفيهي، لذا فاللحظات الطربية الاحتفالية جانب مهم من عملية الترويح التي تنعكس السامع والمتلقي، وتقدم من خلال فنون وعروضٍ مختلفة. وما تزال هذه الفنون والألوان الشعبية حتى يومنا هذا تمنح مقدميها وجماهيرها شيئاً من ذات الطرب الذي ميزها وحفظها بذات الصفة والأداء، وهو ما تشهده أرض القرية التراثية بالجنادرية، التي تتنفس عبر هذه الفنون الشعبية طرباً، يبهج زوار الأجنحة وبيوت المناطق عموماً، وبيت منطقة القصيم وأجنحتها على وجه الخصوص. وتستخدم في الألوان الشعبية، مجموعة من الأدوات المرتبطة بالإرث التاريخي المستخرج من طبيعة المنطقة، مثل أنواع الطبول المدورة والمجوفة المصنوعة من الجلد والخشب الخفيف, بالإضافة إلى الأعواد الخشبية العريضة نسبياً المأخوذة من شجر الأثل، وكذلك الملابس ذات الألوان الجاذبة والملفتة والموحدة والفضفاضة المصممة بشكل مبسط والتي تتوائم مع الأجواء السائدة في المنطقة لتكون خفيفة في الصيف وثقيلة في الشتاء . وتعكس الفنون الشعبية ثقافة المنطقة الفنية والتاريخية والتي كانت تقدم منذ عقود مضت، في مدينة بريدة وكافة محافظات المنطقة على طابعها الأصيل من اللحن والإيقاع وطريقة إلقاء وغناء تلك القصائد التي يتم اختيارها بعناية من قبل مؤدي تلك الفنون في المنطقة والتي تربط غالباً بالحياة الاجتماعية والعاطفية والحماسية لديهم .