أقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بالتوازي مع الاحتفاء الرسمي العالمي الذي تقيمه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويصادف اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. وجاء الاحتفال بحضور وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة، وبحضور مديري عموم الوزارة ومنسوبيها، وعدد من الضيوف، وذلك في البهو الرئيسي بمقر الوزارة الجديد بالرياض. وتضمن الاحتفال معرضاً للخط العربي، احتوى على مجموعة من أعمال خطاطي وخطاطات المملكة العربية السعودية، حيث أبرزت الجانب المشرق للغة العربية، وجمالية حروفها. وفي بداية الحفل تحدث عميد خطاطي المملكة العربية السعودية ناصر الميموني عن الخط العربي، وكيف أنه خدم اللغة العربية وأسهم في انتشارها عالمياً، مشيراً إلى أصالة هذا الخط وبساطته التي لا تخلو من الجمال البديع والحس الفني المرهف. وبين أن ما يميز الخط العربي هو التناسب الواضح بين أشكال حروفه، والتباعد المدروس بين كلماته، والانسيابية المترابطة بين حروفه، إضافة إلى كونه يمتاز عن بقية الخطوط في اللغات الأخرى بقابليته للتزيين، والتجمل، والزخرفة. وشكر الميموني في ختام حديثه وزارة البيئة والمياه والزراعة على احتفائها باللغة العربية والخط العربي، مثمناً لها هذه المبادرة الجميلة، ومتمنياً تكرارها في المناسبات القادمة. ومن جانبه قدَّم المهندس الخطاط مصطفى العرب، عرضاً مرئياً عرَّف من خلاله بالخط العربي من حيث نشأته وتطوره على مر العصور، كما سلط الضوء على تسميات الخطوط العربية ونسبة بعضها إلى أسماء المدن كالخط النبطي والكوفي والحجازي والفارسي، أو إلى أسماء مبدعيها كالخط الياقوتي والريحاني والرياسي. وأشار "العرب" إلى أن أنماط الخطوط العربية تنقسم إلى الخطوط الجافة أو اليابسة والتي تتميز حروفها بأنها مستقيمة ذات زوايا حادة كالخط الكوفي، والخطوط المستديرة أو اللينة والتي تكون حروفها مقوسة ومن أشهرها الخط المدني والنسخ والثلث والديواني. وتحدث عن أنواع الخطوط العربية المشهورة والأدوات المستخدمة فيها، منوهاً إلى أن للخط الكوفي وحده 350 نوعاً، منها الكوفي المصحفي، والكوفي المعقَّد، والكوفي المملوكي، والكوفي النيشابوري، إضافة إلى المعشَّق والمضفّر والموشّح والمربع وغيرها من المسميات. ثم عرض "العرب" نماذج للخط العربي في عدد من المساجد والجوامع حول العالم، شاكراً في ختام حديثه وزارة البيئة على اهتمامها بالخط العربي، واحتفائها باللغة العربية. ثم قام الحضور يتقدمهم سعادة وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة بجولة على معرض الخط العربي، والذي ضمَّ أعمالاً متميزة لخطاطي وخطاطات المملكة، تنوعت ما بين آيات قرآنية، وأبيات شعرية، وعبارات توعوية بالبيئة وأهمية الزراعة العضوية والغذاء العضوي الصحي. وعلى هامش الفعالية تحدث وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد العيادة عن أهمية اللغة العربية في حياتنا، والتي تعد مفخرة للمسلمين والعرب جميعاً، كما نوَّه بجهود الخطاطين والخطاطات من أبناء الوطن، والذين كانت لهم بصمة متميزة بنشر اللغة العربية من خلال أعمالهم الفنية المشهود لها بالحرفية والإتقان، شاكراً لعميد خطاطي المملكة وجميع الحضور مشاركتهم الوزارة احتفاءها بهذه المناسبة. يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحتفل سنوياً باليوم العالمي للغة العربية، وذلك في اليوم نفسه الذي أصدرت فيه قرارها رقم 3190 في العام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأممالمتحدة، وذلك بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 430 مليون نسمة، يتوزعون في الوطن العربي والمناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخداماً في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشاراً ونمواً، متفوقةً بذلك على اللغة الفرنسية والروسية.