إعداد : مبارك الدوسري حينما يبدأ فصل الشتاء وتميل الأجواء إلى البرودة تبدأ الأسر في محافظة وادي الدواسرجنوب مدينة الرياض في الاستعداد للشتاء في كثير من الأمور التي تبعث إلى الدفء، ومنها أغطية النوم القطنية التي يُطلق عليها عدة مسميات ومنها " الملحف ، والمضرب، والداشق"، حيث يحرص الأهالي على اقتنائها واستخدامها على الرغم من وجود ما يقوم بدورها من الصناعات الحديثة . وتُعد صناعة هذه الأغطية إحدى الصناعات المهارية الحرفية اليدوية الاستثمارية التي كانت تقوم بها نساء وادي الدواسر إلى وقت قريب كمصدر دخل لكثير من الأسر، إلا إنها بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً لاسيما مع ظهور الصناعات القطنية الحديثة. ولمعرفة المزيد عن أسرار هذه الصناعة التقى مراسل "واس" في وادي الدواسر، بإحدى النساء الكبيرات في السن التي كانت إلى وقت قريب من المعروفات بعمل تلك الأغطية وقالت أم محمد: بعد أن نقطف ثمار القطن التي تسمّى أيضا الجوزة أو اللوزة من الأشجار المنتشرة في الوادي، نخلص القطن من الغطاء وهو ما نسميه " الفقوش " التي نُقدمها في وقتنا طعام للأنعام ، ثم ندخل القطن في آلة تسمى " المحلج " مصنوعة من خشب الأثل تتكون من قاعدة وركبتين وعيدان تدار بشكل عكسي من قبل امرأتين لتفرز القطن من البذرة التي نسميها " حلاج " وهي ايضاً غذاء جيد للبهائم. وأضافت : ثم نبدأ في عملية الندف وهو تخليص القطن من بعضه ومن الشوائب ، فنقوم بطرقه بأعواد من شجر الأثل حتى يصبح ناعماً نظيفاً ، بعد ذلك نبدأ في تسويته على القماش الذي كان له عدة أنواع من أهمها " التترون ، والشالكي ، والتركال ، والبوال الكريزي ، والشال ، والروز " وكل منها له سعره، بعدها نبدأ في تقفيل الفراش من الخارج ، ثم الخياطة على شكل مربعات حول الغطاء المراد تصنيعها ويبدأ إصغار المربع إلى أقل مقاس وسط الغطاء وعادة يكون بين كل مربع وأخر مسافة لا تتجاوز 3 سم. وتابعت أم محمد قائلة : تنتهي صناعة الغطاء الكبير لشخصين في 3 أيام ، فيما الصغير لشخص واحد في يومين ، مبينة أن أسعارها في ذلك الوقت يصل الكبير منها إلى 400 ريال ، والصغير من 300 إلى 250 ريالاً. وأوضح العديد من أهالي وادي الدواسر أنهم يحرصون على اقتناء الأغطية القطنية في موسم الإجازات والشتاء، وأنه لا فرق بين كبار السن وجيل الشباب في الحرص على اقتنائها فالجميع يتعامل معها على أساس أنها من الموروث الشعبي للوادي، ومن المستلزمات الشخصية الخاصة بالنوم.