ما زالت بعض المهن اليدوية في جدة تحظى باهتمام كبير خاصة التي يتوارثها الاجيال ابا عن جد ومن الصناعات اليدوية العريقة في جدة، صياغة الحلي الذهبية المختلفة، كالأساور والسلاسل والأقراط والخواتم وما أشبه، وصياغة الفضة مثل الخلاخل التي يكاد يبطل استعمال النساء لها، وكذلك صناعة أواني الفخار من أزيار وقلل ومغاريف وأباريق، وصناعة الزخرفة لأخشاب سقوف المنازل ونوافذها وأبوابها وخزائن الكتب وخزائن الملابس وصناديقها وأرائك المنزل وكراسي الشريط وكذلك صناعة التطريز لإتمام الثياب والصدريات وياقات الثياب وأطراف السراويل والثياب وصناعة السبح من المرجان الأسود، ومن الصناعات القديمة صناعة عصر الزيوت واستخراجها من السمسم. ومن صناعات جدة القديمة صناعة صبغ المنسوجات القطنية بمختلف الأصبغة ذات الألوان المختلفة وغالباً ما تكون ثابتة عليها. وصناعة بناء السفن ذوات الشراع وذوات المجاديف هي من صناعات جدة العريقة ومازالت بقيه منها موجودة بجدة إلى اليوم وتقوم على مواد أغلبها محلي، عدا ألواح الخشب الكبيرة التي تستورد من الخارج، وتدخل في صناعة السفن أعواد أشجار الأثل والسدر والطلح، وتنقسم السفن إلى عدة أقسام. فتبتدئ من التي تحمل ثلاثة إلى خمسة أطنان وتسمى "البوت " أو "الهورى"، ويستعمل هذا النوع صائدو الأسماك، وتسمى التي تحمل عشرة أطنان أو خمسة عشر طناً "بالساعية " ويستعملها مستخرجو اللؤلؤ والأصداف والمحار، وتسمى السفينة التي تحمل خمسين طناً إلى سبعين ( بالقطيرة أو السنبوق أو السنبوك ) ويستعمل هذا النوع لنقل المواد التجارية بين جدة وجيزان وينبع وضبا وأملج والوجه، ويسمى ما يحمل منها ثمانين وتسعين طناً إلى مائة طن بالسفينة. وتستعمل في نقل المنتجات المحلية كالفحم والحناء والتمور إلى موانئ كالسويس وعدن كما تستعمل في نقل المواد الغذائية والسلع والبضائع من الموانئ الخارجية النائية في البحر الأحمر، البحر العربي والمحيط الهندي إلى جدة ومنها إلى السودان وغيرها وكل هذه السفن شراعية تجري بهبوب الريح وتهتدي في رحلاتها بالبوصلة وبالنجوم. وفي جدة أيضاً صناعات السعف والجريد، وكلاهما يصنع من نخيل وادي فاطمة القريب من جدة وكان يصنع من السعف، المراوح والمكانس والزنابيل وسجاجيد الصلاة والخسف الكبير والصغير الذي تفترش به المنازل والمساجد كواق للمفارش والمصلين من تراب الأرض قبل عصر البلاط. كما الحبال من سعف النخل، وتستعمل حبال السعف هذه في شد الأمتعة وفي صناعة كراسي الشريط البلدية المستطيلة المترهلة التقليدية التي توضع في المقاهي البلدية بجدة وغيرها حتى اليوم. وكانت في جدة صناعة الشقادف وهى المحامل التي يركبها الحجاج، وتوضع على جمل في هيئة قبة، وهى على نوعين : شقادف ذوات طابع بدائي مهلهل تتكون من الخسف وما أشبه، ومن عيدان السلم وهو شجر معروف في الحجاز، وشقادف من خشب خارجي مخروطة منظمة أحسن بكثير من تلك المصنوعة من الخسف وكانت هذه الصناعة رائجة أيام كان الانتقال يتم على الجمال بين مدن الحجاز. ومن الصناعات الباقية إلى اليوم صناعة القطانة وهى ندف القطن وعمل المراتب واللحف حتى الآن مع دقة التطريز والخياطة مما يجعلها تلفت الأنظار.