سلّط تقرير بحثي حديث صادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الضوء على طبيعةَ الإدارة اليابانية في مجالي التجارة والاقتصاد، بوصفها واحدة من أهم عوامل النجاح الياباني اقتصادياً على المستوى العالم. وتطرق التقرير الذي أعده الباحث في المركز عثمان المزيد إلى مدى توافر معلومات كافية عن التجربة الإدارية اليابانية تجارياً واقتصادياً لدى دول العالم العربي, رغم وجود تعاون كبير بين هذه الدول واليابان، وتحديداً فيما يتعلق بمجال الاقتصاد والتجارة، واصفاً هذا الأمر ب "الفجوة المعرفية بين الثقافتين العربية واليابانية"، مشدداً على أهمية البحث في هذا الشأن، خصوصاً أن الإدارة الاقتصادية والتجارية من المنظور الياباني، أسهمت بشكلٍ رئيس في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق النمو فائق السرعة، منوهاً بمصطلح "المعجزة اليابانية الاقتصادية"، لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية. وتطرق الباحث المزيد، في تقريره الصادر عن المركز تحت عنوان "الإدارة اليابانية بمنظور مختلف.. مقدمة للمفاهيم الأساسية"، إلى زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع , إلى طوكيو عام 2016م، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية لليابان في العام التالي 2017م، مشيراً إلى دور هذه الزيارتين في رفع مستوى التعاون الاستراتيجي بين المملكة واليابان، الذي يشهد مؤخراً ازدهاراً وعمقاً, مستشهداً بإنشاء مجموعة الرؤية السعودية اليابانية المشتركة 2030 والتي تهدف إلى الاستثمار في الصناعات الجديدة ودفع العجلة الاقتصادية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وأشار التقرير إلى تميز الإدارة اليابانية وتجربتها الرائدة والملهمة للعديد من الشركات محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، مستعرضاً أشهر تطبيقاتها (مبدأ التحسن للأفضل)، المطبق في كثير من الشركات العالمية، مقدماً شرحاً خاصًّا بالعناصر التركيبية للإدارة اليابانية، من خلال عرض مبسط يعمق الفهم المشترك من المنظور الإداري وفهم الشخصية اليابانية وطرق تفكيرها إداريًّا؛ ما قد يساهم في دفع عجلة التعاون لتحقيق الرؤية السعودية اليابانية المشتركة 2030. واعتمد الباحث المزيد، في تعريفه للإدارة اليابانية على مفهومٍ العالِم الياباني كاقونو تداو الذي أورده في أحد بحوثه ذات العلاقة بالإدارة اليابانية، متفقاً معه في أنها طرق التفكير والنظم الإدارية المكونة بناءً على مفاهيم وأسس الثقافة اليابانية، ومسلطًا الضوء على المفاهيم الأساسية للإدارة اليابانية من المنظور الياباني, وذلك بتقديم صورة أقرب للواقع الياباني، مع عرض وجهات النظر اليابانية، ولاسيما من المصادر المؤلفة باللغة اليابانية، بالإضافة إلى الاعتماد على الخبرة العملية للباحث داخل المنظمات اليابانية. واستعرض التقرير، جملة من السمات الأساسية للإدارة اليابانية, منوهاً بضرورة إعادة طرح المفاهيم الإدارية اليابانية من خلال العودة إلى المراجع اليابانية، وعدم الاعتماد على المراجع الأجنبية في نقل المعرفة.