يحظى قطاع المؤسسة العامة للمياه المحلاة بالمملكة العربية السعودية برعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وولي عهد الامين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع - حفظه الله – وهو ما قاد القطاع لتحقيق الانجازات المتوالية والعمل على المشاريع الكبرى التي تساهم في تكامل الخدمات وتحقق أعلى مستويات الانتاجية, ويتمثل ذلك في العدد الكبير من المشاريع القائمة التي تتزامن مع العمل الكبير الذي يشهده القطاع في ضل رؤية 2030 م. وتعدّ المياه أحد أهم الركائز الأساسية في النهضة التنموية لأي بلد، وقد شكل شح وندرة مصادر المياه تحدياً للمملكة، ما جعلها ومنذ وقت مبكّر تضع الخطط والاستراتيجيات وسن التشريعات والنظم اللازمة لتوفير هذه المياه والمحافظة عليها, وترشيد استهلاكها ودعم مصادرها الطبيعية بمصدر مياه غير تقليدي وهي المياه المحلاة التي يتم إنتاجها بواسطة محطات التحلية المنتشرة على ساحلى البحر الأحمر والخليج العربي, ما جعلها تتبوأ الريادة على مستوى العالم في هذه الصناعة، حيث تُنتج المملكة حوالي 7 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، تُنتج منها المؤسسة العامة للمياه المحلاة ما يزيد عن 5،2 مليون متر مكعب يومياً, وهو ما يمثل 70% من إنتاج المياه المحلاة في المملكة, لتصبح بلادنا الغالية المنتج الأول للمياه المحلاة في العالم، مستفيدةً من تميز المراكز البحثية السعودية المختصة في مجال تحلية المياه، والتي يأتي في مقدمتها مركز الأبحاث وتقنيات التحلية ومركز التدريب التابعان للمؤسسة اللذان كان لهما دور بارز في تطوير الكفاءة والزيادات المتلاحقة في إنتاج مياه البحر المحلاة, وإمداد هذه المياه بموثوقية إلى مدن ومحافظات المملكة عبر منظومة من أنظمة النقل تبلغ أطوالها حوالي 7700 كيلو متر. كما تعمل المؤسسة العامة للمياه المحلاة على إنشاء محطة تحلية ينبع بتقنية التناضح العكسي بقيمة 830 مليون ريال وتأتي هذه المحطة ضمن مبادرة تحسين كفاءة استخدام الأصول, ويتوقع أن تسهم في رفع الانتاج اليومي من المياه المحلاة من 100 الف متر مكعب حالياً إلى 250 ألف متر مكعب مستقبلاً، وأن تحقق خفضاً في الاستهلاك السنوي للوقود بنسبة 80% من أصل 800 الف طن تمثل الاستهلاك السنوي للوقود حالياً, إضافةً إلى خفص التكاليف التشغيلية لإنتاج المياه بنسبة 60%، إلى جانب زيادة إيرادات الدولة بنحو 12 مليار ريال جراء الوفر في تكاليف الوقود والتكاليف التشغيلية خلال الفترة من 2020-2030م. وتنجز المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، مشروع محطة التحلية والطاقة الكهربائية في ينبع - المرحلة الثالثة- بقيمة أجمالية تبلغ 21 مليار ريال , وبطاقة إنتاجية 550 ألف متر مكعب يومياً باستخدام تقنية التبخير الوميضي متعدد المراحل وبطاقة تصميمية 3000 ميجاوات من الكهرباء, ويشمل المشروع محطة التحلية وأنظمة نقل المياه والمشاريع المساندة "عقد تصنيع الأنابيب والعقود الاستشارية وخطوط نقل الطاقة ومحطة تحويل الكهرباء", وسيخدم هذا المشروع أكثر من 3 مليون مستفيد يتوزعون في عدد من المدن والمراكز بدءاً بالمدينةالمنورة، ينبع، بدر، الرايس، وعدد من المحافظات والقرى الأخرى -لأول مرة- منها الحناكية، مهد الذهب، واسط، الصويدرة، الرذايا, العوينة، العشيرة، اليتمه، وادي الفرع، الأكحل، السويرقيه، العقيله. ويمثل هذا المشروع إضافة إلى مسيرة الانجازات التي حققتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لمساهمته الكبيرة في زيادة السعة الإنتاجية بنسبة تزيد عن 50% من المياه المحلاة لمنطقة المدينةالمنورة لتصل الكميات الإجمالية إلى أكثر من مليون متر مكعب باليوم من المياه المحلاة، وتمثل هذه الكميات من المياه حوالي 20% من إجمالي إنتاج المؤسسة، يصاحب هذا المشروع نظام نقل المياه ينبع-المدينةالمنورة المرحلة الثالثة بإجمالي طول (603 كلم) لتُضاف إلى (588كلم) تمثل إجمالي أطوال خطوط النقل الموجودة فعلياً، ليصبح إجماليها (1191 كلم) بمنطقة المدينةالمنورة، ما يمثل 15% من اجمالي خطوط نقل المياه التابع المؤسسة, وقد شمل المشروع خزانات لحفظ المياه المحلاة، بسعات تصميمية هائلة تصل الى اكثر من مليون وذلك لضمان استمرارية تدفق المياه.