أدانت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل، لاسيما الأطفال. وأكدت أن استخدام القوة المفرطة التي تمارسها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يحمّلها المسؤولية الكاملة، بموجب القانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، بالإضافة إلى بعض أحكام البروتوكول الإضافي الأول، مطالبةً المجتمع الدولي بحل جاد وسريع يحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني ويكفل له حقوقه المشروعة والعيش بحرية، وتطبيق قواعد هذا القانون ومبادئه الأساسية تجاه هذه الانتهاكات التي يواجهها الأبرياء الفلسطينيين، من جراء الأسلوب الوحشي والاستخدام المفرط للذخيرة الحية، وكذلك الإطلاق العشوائي للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وناشدت المنظمة بضرورة توفير الحماية اللازمة للفلسطينيين، وفقا لما تنص عليه المادة 47 من اتفاقية جنيف الرابعة، معبرةً عن إدانتها واستنكارها الشديد للتحدي الصارخ والانتهاك المستمر للأعراف والقيم الدولية والتهديد السافر للأبرياء من المدنيين في فلسطين عامة، وما يجري حالياً في قطاع غزة، خصوصاً للذين يواجهون القمع والإرهاب الذي يخلف العديد من الجرحى والشهداء الذين وصل عددهم حتى هذه اللحظة إلى 15 شهيداً، وأسفر وفق تقرير تلقته المنظمة "اليوم" من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "عضو المنظمة" عن إصابات تصل إلى (1500) حالة مصابة، منها (615) إصابة بالرصاص الحي، و(40) إصابة بالغاز المسيل للدموع، والعديد من الإصابات المباشرة نتيجة التعرض للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، إضافة إلى تعامل طواقمها الطبية بالمستشفى الميداني الذي أقيم شرق غزة مع (196) مصاباً، وتقديم العلاج الطبي لأكثر من (100) آخرين بمستشفى القدس في غزة ومستشفى الأمل في خان يونس. وفي ذات السياق، أشادت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بجهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "عضو المنظمة"، وصمودها لإيصال عملها الإنساني رغم الصعوبات والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال، مثمنةً في بيانها على جهود الكوادر الإغاثية بالجمعية من عاملين ومتطوعين حالياً أو الذين قدموا أرواحهم في خدمة الإنسانية من شهداء العمل الإنساني, ومؤكدةً وقفتها الجادة وتعاونها مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني رغم كل التحديات التي تواجه الجمعية، وداعية في الوقت ذاته الجمعيات من الأعضاء بالمنظمة إلى المسارعة في دعم وتعزيز قدرات الجمعيات العاملة في مناطق الصراع، في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وتحتاج إلى المزيد من التنسيق والعطاء والتطوع ودعم المزيد من الشراكات لخدمة العمل الإنساني ازاء ما يجري من مآس مؤلمة للمدنيين والنساء والأطفال في الأراضي الفلسطينية.