أكد المشاركون في المنتدى السنوي الثامن للأبحاث الطبية الذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية "كيمارك" بقاعة المؤتمرات بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالرياض على دور الأبحاث والتطوير الطبي في الرقي بالرعاية الصحية والاقتصاد الوطني والوصول إلى أنجح السبل التي يمكن أن تقدمها مختلف مؤسسات الرعاية الصحية والأبحاث الطبية للمحافظة على صحة السكان والمساهمة في جعل الأبحاث مصدرا لتنويع اقتصاد الوطن. وأكد معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية أن العالم أصبح في سباق متواصل، وتنافس مستمر في الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الارتقاء وتحقيق التفوق في جميع مجالات الحياة، وأكد أن مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية وضع ضمن أهدافه التطوير المستمر، ومواكبة المستجدات في البحث العلمي والاستفادة من الخبرات العالمية. وشدد الدكتور القناوي على أهمية إتاحة الفرصة للباحثين والأطباء والطلاب للتواصل وتبادل الخبرات مع نظرائهم على الصعيد الوطني والدولي، ومناقشة أحدث التطورات والأبحاث الطبية في مجال الأولويات الاستراتيجية، وبدء علاقة تعاونية بين مراكز التطوير البحثي والمؤسسات والمنظمات البحثية الوطنية منها والعالمية. وناقشت جلسات المنتدى طيلة اليومين الماضيين تأثير البحث والتطوير الطبي على الرعاية الصحية والاقتصاد، حيث سلطت الضوء على أهمية التركيز على أبحاث الرعاية الصحية وأثرها في إثراء الاقتصاد. ودعا نائب الرئيس للبحوث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبدالعزيز السويلم، إلى رفع عائد الأبحاث الطبية، مبيناً أن 25 % من إجمالي أموال البحوث المتاحة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تنفق على البحوث الطبية الحيوية. ووفقاً لتقرير طومسون رويترز، فإن المملكة العربية السعودية تنمو بسرعة من حيث المنشورات العلمية، فقد بين المشاركون أنها نمت من 3000 منشور في السنة قبل بضع سنوات إلى 19000 منشور في عام 2016م، مبينين أن العديد من المنشورات لديها أعلى مؤشر اقتباس في آسيا بعد الصين. وأوضح المشرف العام على المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد الفياض الحاجة إلى تطوير تقنية الاختبارات التشخيصية لتقليل كلفتها. واتفق المتحدثين على أهمية نشر الوعي بأهمية الأبحاث وتأثيرها على الرعاية الصحية والاقتصاد ليتم نشرها بين الأجيال القادمة. وركز المشاركون على أولويات وتمويل واستراتيجيات الأبحاث الطبية الحيوية، وتسليط الضوء على تطوير المواهب المحلية والارتقاء بالمنشأة بشكل منتظم، ونشر سمعتها عن طريق النشر في المجلات ذات التأثير العالي بعد إجراء بحوث عالية الجودة، مؤكدين أنهم بحاجة إلى إجراء بحوث قادرة على تحقيق الأهداف التي تتماشى مع رؤية 2030م. كما أكد المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية الدكتور أحمد العسكر على أهمية تطوير برامج البحوث الأساسية في المجالات ذات الأولوية مثل السرطان، والسكري، والأمراض المعدية، والاضطرابات النفسية، مبيناً أن كيمارك يمر الآن بتحول نموذجي من الأبحاث الأساسية إلى الأبحاث السريرية، والفكرة هي أن يكون لها تأثير مباشر على الرعاية الصحية والاقتصاد.