قالت رئيسة قسم قاعات المتحف الوطني السعودي الدكتور دليل القحطاني: إن القدماء كانوا يستخدمون وسيلة النقش على الصخور في العصور ما قبل الميلاد لتوثيق اللحظات والمواقف، وهذا ما يحاكي ما نقوم به في وقتنا الحاضر بتوثيق المناسبات بالتصوير المرئي، وأكدت أن العربة والنخلة والعقرب والأسد من أشهر النقوش في ذلك الوقت بسبب ارتباط هذه الرسومات ببيئة الصحراء. وأوضحت خلال الجلسة العلمية "النقوش والكتابات" المقامة على هامش اليوم الثالث والأخير لملتقى آثار المملكة العربية السعودية، أن المسح الأثري للعديد من المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية عثر على الكثير من الرسوم الصخرية لعناصر آدمية وحيوانية ونباتية وأشكال هندسية ورموز يشير بعضها إلى دلالات دينية ومعبودات تحكي حضارات الأمم القديمة التي استوطنت المملكة لفترة زمنية ثم رحلت. وأبانت أن هذه النقوش تدل على التطور الحضاري للإنسان القديم وتحوله من الصيد والقنص إلى الرعي والزراعة، كما تعكس جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية لهم. من جانبه أشار عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد الزيلعي ، إلى أن القرن الثالث ما قبل الميلاد هو عصر التجويد الأعظم للخط الكوفي في الحجاز ضمن ورقته "توقيعات النقاشين الحجازيين لأسمائهم على الأحجار الشاهدية، التي نقوشها داخل الحجاز وخارجها"، مبيناً استغرابه من المصريين لأنهم لم يضعوا توقيعاتهم على النقوش والكتابات التذكارية التي وجدت في مصر. ومن اليابان، اعتبرت الدكتورة ريسا توكوناغا من المعهد العربي الإسلامي في طوكيو أن النقوش العربية والإسلامية التي تكتشف في منطقة معينة يكتبها في الغالب أفراد قبيلة واحدة مقسمين على أجيال متتالية، وقد تطورت مراحل الكتابة وأساليب التعبير لديهم حتى الجيل السادس مع بداية كتابتهم للبسملة في بداية النقش وذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم.