أطلقت جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة بمركز محمد العمودي للتميز في الرعاية الصحية لمرضى السرطان ، ووحدة التمكين الصحي ، والحقوق الصحية بكلية الطب مطلع الأسبوع الجاري ، مشروع "الحقوق الصحية الإنجابية لمرضى السرطان"، بحضور عميد كلية الطب الدكتور محمود الأحول ، وذلك بمركز العمودي لسرطان الثدي في الجامعة. ويهدف المشروع في مضمونه إلى تحقيق العديد من الأهداف المتمثلة في التمكين الصحي للمرضى ، وذلك بتقديم المعلومة السليمة عن تأثير الإصابة بالسرطان على الخصوبة ، وفرصة الحمل مستقبلاً ، وكذلك تأثير بعض علاجات السرطان مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي على الإنجاب مستقبلاً ، وتقديم إستشارات عن الخصوبة مستقبلاً لمرضى السرطان من اليافعين والبالغين وأولياء أمور الأطفال المصابين بالسرطان ، وطرح خيارات العلاج المتوافرة وأهمية مراجعة المتخصصين في الخصوبة قبل البدء في علاج السرطان والتنسيق بين أطباء الأورام وأطباء الخصوبة ، وإرشادهم إلى الجهات المتوفر فيها أنواع التداخلات الطبية الحديثة ، إلى جانب التمكين للمرضى وعوائلهم من الأحكام الفقهية والضوابط الشرعية لهذه التداخلات ، خاصة لمن يرغب في العلاج خارج المملكة. وقال عميد كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز أستاذ الأورام السرطانية الدكتور محمود الأحول : إن التوجه بخصوص الحقوق الإنجابية لمرضى السرطان أمر إيجابي خاصة في الدول النامية ، وبحكم أن المملكة العربية السعودية تُعد الشريحة الأكبر في المجتمع من الشباب ويمكن وصفه بالمجتمع الشاب وأحيانا تصاب شريحة من جيل الشباب بمرض السرطان وبعض هذه الأورام يتماثل للشفاء ، وبعد تخطى هذه المرحلة العلاجية يكتشف الأطباء المعالجين أن بعض هؤلاء المرضى في سن الزواج مصابين بالعقم نظراً لعدم أخذ الاحتياطات العلاجية في مرحلة العلاج للنساء وللرجال في سن الإنجاب ، والتي يغفل عنها نسبة كبية من الأطباء المعالجين لمرضى السرطان ، وأن هذه مشكلة كبيرة خاصة أن بعض الحالات الاجتماعية كان الطلاق مصيرها لعدم الإنجاب. من جانبها قالت مؤسس ورئيس وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية المدير التنفيذي لمركز العمودي للتميز في الرعاية الصحية لسرطان الثدي استشاري وأستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية محمد العمودي : تمثل الإصابة بالسرطان عبئاً صحياً ونفسياً واجتماعياً ، وحتى اقتصادياً على المريض وعائلته ، فالسرطان مرض عائلة لا مرض فرد ، وتصبح النجاة والشفاء منه أولوية عند المريض وعند الطبيب المعالج ، ولذا يتم التركيز على الإصابة والتشخيص والعلاج ونسبة الشفاء وغيره ، وتصبح قضية الخصوبة والإنجاب وفرص الحمل مستقبلاً ، قضية ثانوية ، ولا يرد ذكرها في الغالب أو مناقشة المريض فيها في أكثر من 50% في الحالات. وأضافت : عندما ينتهي العلاج يبدأ المريض أو المريضة في البحث عن الإنجاب ، وتكون الصدمة كبيرة عندما يعرف المرضى أن السرطان أو بعض أنواع العلاجات قد أثرت على فرصتهم في الإنجاب ، وأن هذا لم يتم مناقشته معهم قبل البدء في العلاج ، ولم تطرح لهم البدائل المتاحة ، خاصة في ضؤ تطور طب العقم والخصوبة وتقنيات أطفال الأنابيب وغيرها ، كما أن تطور الطب زاد من فرص النجاة من السرطان ، فارتفع عدد الناجين والناجيات من السرطان ، وبرزت إلى السطح أهمية الإنجاب عند هذه الفئة ، حيث تمثل لهم القضية باب أمل كبير في العودة إلى الحياة الطبيعية. وزادت الدكتورة العمودي تقول : إطلاق مشروع التمكين الصحي يهدف إلى نشر المعلومات السليمة وتمكين المجتمع من معرفة حقوقه الصحية ، ولأن بعض الممارسين الصحيين أنفسهم تنقصهم المعرفة الكافية بهذه الحقوق ، وخيارات الإخصاب الحديثة والمتاحة ، ويجهل كثير من المرضى من الرجال والنساء هذه التأثيرات للسرطان وبعض العلاجات الكيماوية والإشعاعية ، ويجهلون أن هناك طرقاً لحفظ الخصوبة وخيارات توفرها تقنيات الإنجاب الحديثة وهي متوفرة في المملكة ونسبة النجاح فيها جيدة ، ومن أجل هذا قام مركز الشيخ العمودي للتميز في رعاية مرضى سرطان الثدي بهذا المشروع ، بحيث يحقق أهدافه الرئيسة من نشر التمكين الصحي والحقوق الصحية التي هي حقوق إنسانية بالدرجة الأولى. يُذكر أن محاور المشروع شملت عِدة مراحل الأولى منها : نشر الوعي الحقوقي بالحقوق الصحية الإنجابية ، تماشياً مع أهداف المركز والوحدة ، خاصة في ضوء القرار السامي الذي يؤكد على ضرورة نشر الثقافة الحقوقية في المجتمع ، في حين تم إصدار كتيب التمكين الصحي 2 بعنوان "الحقوق الصحية الإنجابية لمرضى السرطان بقلم الدكتورة سامية العمودي في أكتوبر للعام 2017م باللغة العربية للمتخصصين والغير متخصصين من العامة ، وكذا برنامج سفراء وسفيرات التمكين الصحي : حيث تم تدريب 20 طالبة من مختلف الكليات الصحية. كما جاءت المرحلة الثانية في إطلاق العيادة الاستشارية للصحة الإنجابية لمرضى السرطان Fertility – Infertility Counselling Clinic ، وسيبدأ إطلاق العيادة الاستشارية في شهر يناير للعام 2018م - بإذن الله - ، ومقرها مركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية مرضى سرطان الثدي ، ويشارك فيها نخبة من الاستشاريين في التخصصات التالية ذات العلاقة : طب الأورام ، وطب الخصوبة والأورام ، وأطفال الأنابيب ، والتمكين الصحي والحقوق الصحية.