خادم الحرمين يوجه بناءً على ما رفعه ولي العهد بتمديد العمل ببرنامج حساب المواطن    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات.. والسياحة والمطاعم تتصدر الأنشطة    مدير المنتخب السعودي يستقيل من منصبه    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    مسرحية كبسة وكمونيه .. مواقف كوميدية تعكس العلاقة الطيبة بين السعودية والسودان    بحضور وزير الثقافة.. روائع الأوركسترا السعودية تتألق في طوكيو    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    نهاية الطفرة الصينية !    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتو الدول الإسلامية وكبار شخصياتها يشيدون بجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الإسلام
نشر في وكالة الأنباء السعودية يوم 04 - 09 - 2017

أشاد أصحاب الفضيلة مفتو عدد من البلدان العربية والإسلامية، وكبار الشخصيات الإسلامية في العالم من ضيوف رابطة العالم الإسلامي في حج 1438ه، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة القضايا الإسلامية والدفاع عنها، مثمنين مواقفه النبيلة أيده الله في إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى، وفي إبراز المنهج الوسطي والبعد الحضاري للإسلام عبر إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي، والمركز العالمي لمكافحة التطرف "اعتدال"، ومركز الحرب الفكرية.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عقب مشاركتهم في ملتقى حج هذا العام 1438ه الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مشعر منى بعنوان: "الوسطية والتسامح في الإسلام.. نصوص ووقائع"، بمشاركة سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، ومعالي الأمين العام للرابطة رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وفضيلة مفتي جمهورية مصر العربية الأستاذ الدكتور شوقي علام، وفضيلة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين، وفضيلة مفتي جمهورية الشيشان الشيخ صلاح مجييف، وفضيلة رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم في موريتانيا الشيخ محمد المختار بن إمبالة، وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء من 72 بلدًا عربيًا وإسلاميًا، بالإضافة إلى علماء المملكة العربية السعودية.
ورفع المشاركون في بيانهم شكرَهم وامتنانهم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - على ما يسَّر الله على أيديهما من خدماتٍ إسلاميةٍ جليلةٍ للحرمين الشريفين وقاصديهما.
وأشادوا بالرعاية والاهتمام والخَدَمات المتميزة التي تقدمها المملكة لحُجاج بيت الله الحرام من جميع قطاعات الدولة، الأمر الذي سهَّل على ضيوف الرحمن أداءَ نُسُكِهم في أجواء عامرة بالأمن والإيمان والسكينة والاطمئنان واليسر والسهولة، سائلين الله تعالى أن يديم على المملكة، وقيادتها الرشيدة خدمة الحرمين الشريفين، ويحفظها من شر المغرضين والمفسدين.
وتناول ملتقى "الوسطية والتسامح في الإسلام - نصوص ووقائع" أورق عمل مستفيضة محاور: الوسطية والتسامح، واقع الوسطية والتسامح، التحديات والمسؤوليات، فيما استهلت أعماله بكلمة لسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أكد فيها أن الوسطية والعدل والتسامح من أظهر السمات العظيمة التي تميز بها دين الإسلام، ورسوله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل نبي الرحمة والتسامح، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وكانت أمته أمة وسطاً من بين سائر الأمم، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
وأضاف سماحته أن من مظاهر الوسطية في الإسلام اتصافه بكل صفات الخير والنبل والعطاء والعدل والإنصاف والرحمة والإخاء والمحبة ونبذ العنف والعدوان بغير حق، والدعوة إلى الخير وإلى الأخلاق الفاضلة، والترغيب في الصفح والعفو عن المخطئ، والصبر على الأذى وتحمله، والإحسان إلى الخلق والرحمة بهم.
وأكد سماحته أن الواجب على المسلمين جميعاً إظهار الجانب المشرق من الإسلام، وذلك بأن يتخلقوا بخلق الإسلام الفاضلة، ويتعاملوا بالمعاملة الحسنة، ويظهروا بمظهر الأدب الجم، ويخاطبوا بالكلمة الطيبة، ويصدقوا في القول والفعل، ويتصفوا بالأمانة في معاملاتهم المالية والتجارية، ويوفوا بعقودهم ووعودهم، ويبعدوا عن الظلم والخيانة والكذب وإيذاء الآخرين، ويحترموا الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، مشيراً إلى أن هذا الجانب المشرق من الإسلام قد اختفى مع الأسف في حياة طائفة من المسلمين فأساؤوا إلى الإسلام بتصرفاتهم، وشوهوا بأفعالهم الشنيعة سمعة هذا الدين الحنيف، فكانوا عقبة في طريق دخول الناس في دين الله والأخذ بتعاليمه وأخلاقه.
// يتبع //
14:51ت م

حج / مفتو الدول الإسلامية وكبار شخصياتها يشيدون بجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الإسلام / إضافة أولى
ودعا سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ العلماء والدعاء والمثقفين وأصحاب الأقلام بشكل خاص إلى إظهار جانب الوسطية والتسامح في دين الإسلام بأفعالهم وأقوالهم، والكتابة بأقلامهم، والمساهمة بالنشر في وسائل الإعلام، وعبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل المتاحة، ليزيلوا هذه الغشاوة التي أخفتْ حقيقة دين الإسلام عن الناس، ليرى الناس ما في هذا الدين من محاسن وفضائل، وليدركوا حقيقته الناصعة.
وقال سماحته : إن كل فرد منا يحاول في مجاله، وفي ميدانه، وفي حدود إمكانياته أن يساهم في تجلية هذه الجوانب المشرقة من دين الإسلام، وأخلاقه الفاضلة، وسلوكه الحسن، وتعاليمه السامية حتى يكون كلٌّ منا رسولاً صادقاً، وأنموذجاً حقيقياً لتعاليم هذا الدين العظيم الذي يحمل رسالة عدل ورحمة وتسامح للعالمين أجمعين.
كما ألقى معالي الدكتور محمد العيسى خلال الملتقى كلمة رحب في مستهلها بحضور المؤتمر وبالكلمة الضافية لسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية واصفًا إياها بالوثيقة الشرعية المهمة، وأوضح في مضامينها القيم الرفيعة في الإسلام للوسطية والتسامح والاعتدال وما يجب على الجميع من الترجمة العملية لها بعيداً عن الطرح النظري والتداول الإنشائي المجرد، مبيًنا أن هذا التطبيق يعكس أمام الآخر صواب الطرح بأثره الفاعل والماثل مصدقاً نظرياته وقبل ذلك وبعده براءة الذمة باقتفاء جادة الإسلام في هذا المسلك المهم تحرزاً من القول بلا عمل ومن ثم الإساءة لسمعة الدين.
وأشار معاليه إلى أن للتطرف أساليب عدة في تمرير أفكاره الضالة مبيناً أنه في محاولات تسلله قرر كتباً لبعض علماء الإسلام فأخذ منها وترك وزاد ونقص مثلما دلس بإقرار الكتاب والسنة وأنه بهذا إنما يناور على العناوين العريضة ليقتنص بها، مضيفاً: أن الجهل والإغراض وجدا في الجماعات الإرهابية ذريعة لتسويق الصورة السلبية عن الإسلام مؤكداً على حاجة الجميع لصياغة سلوكهم على منهج معرفة الآخر والتعامل معه بخطاب الحكمة والمرونة والاحتواء دون الاقتصار على بيان خطئه وتجهيله فضلاً عن الإساءة إليه، وأنه يجب أن يعي الجميع كيف يتفقون وكيف يختلفون، وأن منطق الحكمة والعدل يقضي بأن جنايةً (قولية أو فعلية) تُرتكب باسم الدين هي في حقيقتها جناية ضد الدين نفسه، مشدداً على أهمية دور العلماء والدعاة والمفكرين في القيام بمسؤولية إيضاح حقيقة الإسلام والتصدي للشبهات والأوهام والمزاعم التي عمد إليها التطرف لتمرير باطله.
ومن جانبه عبر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين عن شكره للمملكة على رعايتها لوفود الرحمن إلى هذا الديار المقدسة ليؤدوا مناسكهم بكل أمن واطمئنان، كما شكر رابطة العالم الإسلامي على دعوتها لهذا الملتقي، مؤكداً أن موضوع الملتقى تنبع أهميته من أن الوسطية إنما هي الإسلام بعينه وما أحاط به من نصوص كريمة، وأن هذه الملتقيات والتجمعات العلمية، من شأنها أن تثري المسيرة الإسلامية.
وأشار فضيلته إلى أن الوسطية هي الإسلام بكل أنظمته وقوانينه وشرائعه، كما أشار إلى شمول المسؤولية نحو تحقيق الوسطية بداية من الأسرة وانتهاء إلى المؤسسات التربوية والمدراس والمؤسسات الدينية وعلى رأسها المسجد، مضيفاً أنه إذا ما نهضت هذه المؤسسات بمسؤولياتها، وكذلك منبر العلماء أمكن أن تصل ثقافة الوسطية إلى أبناء الأمة.
وقال فضيلته: إن المسجد الأقصى المبارك وما يعانيه من ممارسات سلطات الاحتلال لم يعرف التسامح وإنما عرف عنه منع المساجد من أن يذكر فيها اسم الله، وقد عايش المسلمون المحنة التي أصيبوا بها في الأرض الفلسطينية في شهر تموز الماضي، مؤكداً على جهود خادم الحرمين الشريفين التي كان لها الأثر الكبير في إنهاء تلك الأزمة، مع التأييد والدعم من قبل الأشقاء في عدد من الدول الإسلامية.
// يتبع //
14:51ت م

حج / مفتو الدول الإسلامية وكبار شخصياتها يشيدون بجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الإسلام / إضافة ثانية
بدوره شكر فضيلة الشيخ مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام، معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وأصحاب السماحة والفضيلة وأصحاب المعالي العلماء على محفل هذا اللقاء العلمي، مهنئاً المملكة العربية السعودية على نجاح الحج وعلى حسن تسيير أعماله للحجاج في بيت الله الحرام من كل دول العالم.
وأضاف فضيلته أن الموضوع الذي يطرح من قبل رابطة العالم الإسلامي عنواناً لهذا المؤتمر، هو من الأهمية بحيث يمثل الإسلام في حقيقته ونصوصه ووقائعه، مؤكداً ضرورة تفعيل الوسطية والتسامح في واقعنا، حيث إن النصوص بمجردها تحتاج أن تنزل إلى أرض الواقع، وتحويل النصوص من التجريد إلى التحديد يحتاج إلى عقلية كبيرة.
وتابع فضيلته قائلا : إن كثيراً من نصوص الوحي تنزل إلى أرض الواقع من خلال الممارسة العملية، ونحتاج إلى إنزال النص الشريف من خلال الفتوى، ذلك أن كل الأطروحات التي استندت إليها التنظيمات الإرهابية إنما هي نابعة من الفتاوي وليس من المواعظ، لأن الفتوى هي المحرك الأساس، محذراً من تدخلات أناس لم تكتمل عندهم أدوات الفتوى من إدراك النص الشرعي، وإدراك الواقع، ومعرفة كيفية إنزال النص الشرعي على أرض الواقع، وجميعها تحتاج إلى علوم كثيرة، إلى علم الاقتصاد وعلم السياسة والعلاقات الدولية وغير ذلك.
كما قال فضيلته إن الإسلام يدخل إلى القلوب قبل الأجساد، ورأينا في تاريخنا كيف أن العلماء من الصحابة والتابعين عندما ذهبوا إلى خارج الجزيرة العربية لم يستعملوا المواعظ ولم يكتفوا بالكلام، إنما ترجموا معاني الإسلام في سلوك حسن غزا القلوب قبل الأجساد.
وألقى فضيلة مفتي جمهورية الشيشان الشيخ صلاح مجييف كلمة قال فيها : إن الله سبحانه وتعالى وسم الأمة الإسلامية بالوسطية فنالت بذلك أعلى تكريم من العليم الحكيم، مذكّراً بقول الرسول الكريم: "هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون" أي المتشددون والمتكلِفون فيما لا ينبغي وفي غير موضعه الصحيح.
ولفت الشيخ مجييف النظر إلى أن النصوص الشرعية التي تحض على التسامح والتعايش كثيرة لكن التسامح مشروط بعدم التكفير وبعدم المخالفة في الأصول وبعدم الإرهاب لأن التكفير والإرهاب يؤدي إلى استحلال الدم والقتل والدمار، مشيراً إلى أن: الأفكار التكفيرية والإرهابية في الشيشان جاءت من الخارج تحت اسم الإسلام ودمرت الشيشان تدميرا كاملاً ، مشيدا بنشر مفاهيم الوسطية في الشيشان التي جاء بها الكتاب والسنة النبوية.
ومن جهته قال رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم في موريتانيا الشيخ محمد المختار بن إمبالة إن المسؤولية في تحقيق التسامح والوسطية تقع على العلماء لأن الحروب التي تحدث تبدأ من مشكلات فكرية والفكر لا يقابل إلا بالفكر والحجة لا تقابل إلا بالحجة، والأمثلة كثيرة على ذلك من النصوص الدينية وأقوال العلماء التي تحذر من الغلو في الدين باعتبار أن الغلو في الدين مهلكة كبيرة جداً.
وأضاف فضيلته أن شرعيتنا وسط بين أولئك الذين أفرطوا والذين فرطوا، وأهل السنة عقيدتهم وسط بين طرفي الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل، وكان الإسلام في الجانب السياسي نظاماً ربانياً وسطاً جاء بين الديمقراطية والدكتاتورية.
// يتبع //
14:51ت م

حج / مفتو الدول الإسلامية وكبار شخصياتها يشيدون بجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الإسلام / إضافة ثالثة واخيرة
وأكد المشاركون في الملتقى على أن الوسطية والتسامح في فهم الإسلام وتطبيقه من مسلمات الدين البارزة، الواضحة الأحكام في مسائل العقيدة وأبواب الفقه، ولا يكون الانحراف عنها إلا بسبب جهل أو خطأ أو تطرف فكري، فهي سِمة واضحةٌ في وجدان الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل، استمساكاً بهدي الكتاب والسنة، وتأسّياً برعيل الأمة الصالح في مواجهة شذوذ الأفكار والرؤى حول الإسلام والإنسان والمجتمع، قال تعالي: (وَكذلِكَ جَعَلْناكُم أمّةً وسَطًا).
وأوضحوا أن الوسطية الإسلامية هي ركيزة أساسية لسلامة الفكر من الانحراف أو الخروج عن الاعتدال المعتبر في فهم الأمور الدينية والسياسية والاجتماعية الأمر الذي يحفظ الدين والكيان العام للأمة، ويحقق الأمن والطمأنينة والاستقرار، وتقع المسؤولية العظمى في نشر الوسطية الإسلامية على عاتق العلماء والدعاة ورجال التربية والتعليم والإعلام، توعية للنشأ، وإظهاراً للحق؛ ليكون التعرف على الإسلام من خلال أصوله الصحيحة وعلمائه المعتبرين، بعيداً عن الدعايات المغْرضة وأطروحات التطرف الفكري.
وشددوا على أن الإسلام بوسطيته المتوازنة، وقيمه السمحة، وأحكامه العادلة، ونُظمه الشاملة، وتجربته الحضارية الفريدة، قادر في كل زمان ومكان على تقديم الحلول للمشكلات المزمنة للمجتمعات الإنسانية، وإنقاذها من ترديها الأخلاقي والاجتماعي الذي طبعتها به المظاهر المادية والانحرافات الثقافية والسياسية.
وبينوا أهمية العمل على ضرورة تحديث الخطاب الديني بما يراعي فوارق الزمان والمكان والحال، ويتلاءم مع ثوابت الإسلام وهويته، ويعالج مشكلات المجتمعات المعاصرة، بعيداً عن الانفعال وردات الفعل الآنية التي تغفل عن الآثار البعيدة، وأخذ زمام المبادرة في جميع القضايا النازلة بتقديم رؤى إسلامية أصيلة ورصينة تحقق المصالح المشروعة للأمة.
ودعوا إلى تشجيع البحوث والدراسات التي تؤصل لمبدأ الوسطية والتسامح في الإسلام وتبرز أهميته، وتسعي للتعريف به، ونشره بين الحضارات، وتفنيد شبهات المتطرفين ممن يحملون أفكارا مختزلة أو منحرفة تتعارض مع محكمات الفقه الإسلامي، ومقاصد الشريعة.
ولفتوا النظر إلى أهمية أن تكون الملتقيات العلمية والدعوية والفكرية جامعة لكلمة المسلمين، مع ترسيخ الإيمان بالسنة الكونية في الاختلاف والتنوع والتعددية مع إيضاح الحق بالحكمة والموعظة الحسنة.
وقال المشاركون : إن حال الضعف والفتور الذي يعتري الأمة المسلمة في الوقت الحاضر لا يعبر عن تاريخها الحضاري الممتد، فقد نجحت تاريخياً في تحقيق الإنجازات الحضارية والانفتاح الإيجابي على الحضارات الأخرى، واستفادت من تواصلها معها وأفادتها؛ الأمر الذي أهّل الأمة المسلمة لريادة الحضارة الإنسانية قرونا متعاقبة، وجعلها تسهم في بناء الإنسان، وفق منهج إصلاحي متكامل، كما هي قادرة اليوم على الاستفادة من الإنجازات المعرفية الإنسانية، وترجمتها إلى واقع تنموي ينهض بالمجتمعات والدول المسلمة ضمن منهج الإسلام وضوابطه.
وحثوا على ضرورة دعم المؤسسات العلمية والبحثية في العالم لرصد الحملات الإعلامية على الإسلام، ومعرفة دوافعها، ووضع استراتيجيات مناسبة للتصدي لها، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين؛ ليتعرف العالم على مبادئه العظيمة، ومواجهة حملات "الإسلاموفوبيا" .
كما حثوا على أهمية تجلية موقف الإسلام من قضايا العصر ونوازله وعلومه ومستجداته، ودراسة الأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المعاصرة، وتقويمها وفق المنهاج الإسلامي الوسطي للخروج برؤى إسلامية واضحة وصحيحة صالحة للتطبيق من أجل تجاوز مشكلات المرحلة الراهنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.