وصف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية من يفتي للناس بأنه ينقل عن الله سبحانه وتعالى ولا يجوز للمسلم أن يفتي بلا علم داعيا سماحته من يفتي ان يتقي الله ويحذر فيما يفتي. وأعرب عن أسفه لتساهل بعض المسلمين في أمر الفتوى والاجابة عن كل سؤال مؤكدا أنه ليس من المهم اطلاق الفتاوى والاجابات، وإنما مطابقة الاجابة للشرع الصحيح، وذلك وفق الدليل من الكتاب والسنة بعيدا عن الهوى. جاء ذلك في محاضرة ألقاها سماحته الليلة قبل الماضية ضمن نشاطات الموسم الثقافي الذي تقيمه رابطة العالم الاسلامي في موسم الحج تحت عنوان «الفتيا وضوابطها» بحضور معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام للرابطة والعلماء المشاركين في مؤتمر مكةالمكرمة الخامس. وتحدث سماحته خلال المحاضرة عن ورع الصحابة رضي الله عنهم في مجالات الفتوى مؤكدا وجوب اتباع ما كانوا عليه من حرص على مطابقة الفتوى للشرع وضوابط الادلاء بها مبينا سماحته ان الصحابة كانوا يتدافعونها لئلا يقع احدهم في الخطأ. وأكد سماحة مفتي عام المملكة أن على المفتي أن يلم بضوابط الافتاء ومعرفة أحكام الفقه الاسلامي وان يكون عالما باللغة العربية ومقاصدها في التعبير البلاغي وان يكون من اهل التقوى والصدق وعدم الجنوح الى الهوى. وشرح سماحته ما يقع به بعض الناس من اشكال في خلاف الحكم الشرعي في المذاهب الاسلامية.. وقال «ان على المفتي الذي يقف على خلاف بعض العلماء ألا يضرب بالحق عرض الحائط وعليه ان يعذر اولئك العلماء ويتحرى الرأي المدعم بالدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». وحذر كذلك من التماس الرخص واتباع شواذ الاقوال لان ذلك ليس من طرائق اهل العلم الشرعي الصحيح كما حذر سماحته من الحيلة والتحايل في اصدار الفتوى عن طريق لي مقاصد النص والادلة. وطالب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ المفتين من العلماء الثقات بالتروي وعدم التسرع في اطلاق الاحكام واصدار الفتاوى لافتا سماحته الى ان التسرع يوقع في الخطأ.. وقال «ان فضائل الفتوى بل من ضوابطها الاساسية التأمل وتقليب النظر في موضوعها قبل اصدار الحكم» مطالبا المسلمين بعدم قبول ما يفتي به الا مرفقا بالدليل الشرعي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وحذر سماحة مفتي عام المملكة طلاب العلم من الخوض فيما لا يعلمون ودعاهم الى الاخذ أولا عن العلماء الثقات وان يأخذوا انفسهم بالاستعانة بالله وتعظيم دين الله وشرعه دون تساهل في أي مسألة وحثهم على مشاورة العلماء في كل صغيرة وكبيرة مشيرا الى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجمع للمسألة الواحدة من أمور الدين المهاجرين والأنصار فيستفتيهم في أمرها.