حظيت قرية المفتاحة التشكيلية بوسط مدينة أبها خلال الأسابيع الأخيرة بحضور كثيف من الزوار والمصطافين لمشاهدة ما تحتويه من معارض فنية ومراسم متنوعة . وكشفت جولة لوكالة الأنباء السعودية "واس" على بعض المعارض المقامة حاليا في "المفتاحة"، حركة دائبة في القرية التي تعد من أشهر أماكن تجمع التشكيليين ومتذوقي الفنون على المستوى العربي . وبدأت الجولة بالمعرض التشكيلي الثنائي للفنانين عبدالله البارقي وصديق كشاف، حيث يشير الفنان كشاف إلى أن المعرض من تنظيم فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» في عسير بالتعاون مع قرية المفتاحة التشكيلية التي وفرت صالة العرض، مبينا أن المعرض يحتوي على أكثر من 70 لوحة تتنوع لوحاتها بين الواقعية والتجريدية المستمدة من التراث، إضافة إلى المناظر الطبيعية التي تمتاز بها منطقة عسير، حيث أن من أهداف المعرض حسب حديث كشاف دعم السياحة في جميع محافظات منطقة عسير وفي مختلف أشهر السنة . وقال كشاف" حرصت أنا وزميلي عبدالله البارقي في هذا المعرض على توظيف المناظر الطبيعية لمنطقة عسير والثراء التراثي والمعرفي لها في جميع الأعمال المعروضة"، مؤكدا أن المعرض وجميع المعارض الفنية التي تقام حاليا في المفتاحة تحظى بإقبال كبير من الجمهور. ولأن اللوحة التشكيلية تتقاطع مع الصورة في الكثير من التفاصيل الفنية، يشهد "المعرض الدائم لنادي عسير الفوتوغرافي" بقرية المفتاحة التشكيلية إقبالا لافتا من أهالي منطقة عسير والمصطافين خصوصا وأنه يقدم عبر الصورة ملامح مهمة من الحياة اليومية وجمال الطبيعة في المنطقة ، وفي حديثه ل"واس" يقول رئيس نادي عسير الفوتوغرافي عبدالله آل شجاع إن المعرض الذي دشنه نائب أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز يحتوي على 36 عملا ، لعدد من مصوري ومصورات منطقة عسير، مؤكدا أن هذه الأعمال مجرد نماذج بسيطة لما أنتجه النادي، حيث أن النادي يضم في عضويته على 350 مصورا و150 مصورة. وأبان ال شجاع أن النادي يركز في عمله على زيارات ميدانية لجميع محافظات المنطقة، لرصد المعالم السياحية والطبيعية من خلال العدسة، مشيراً الى أن النشاط التشكيلي لم يقتصر على المعارض، فالمراسم الفنية التي اشتهرت بها قرية المفتاحة التشكيلية على المستويين المحلي والعربي، والتي تعتبر أساس تطوير الحركة التشكيلية في منطقة عسير، تستقبل يوميا مئات الزائرين والمتذوقين للفن. من جانبه أكد الفنان التشكيلي إبراهيم فايع الألمعي في حديثه ل"واس" أن المراسم تستقبل ما معدله 300 زائر يوميا من مختلف الأعمار، وقال " بحكم تواجدنا طوال العام في مراسم قرية المفتاحة التشكيلية نلحظ الإقبال المتزايد والكبير من الزوار خلال فترة الصيف وخصوصا هذا العام " . وعن نوعية أعماله يقول الألمعي " معظم أعمالي تستمد أفكارها ومضامينها من بيئة منطقة عسير وموروثها، وأميل إلى المدرسة التأثيرية كثيرا "، مضيفا " حضور الزوار للمراسم يثري الفنانين ويفتح أبواب النقاش حول الأعمال وهذا مهم لتطوير أي تجربة ". واتفق الفنان التشكيلي محمد شراحيلي عضو فناني قرية المفتاحة التشكيلية، مع الألمعي في تزايد أعداد الزوار خلال الشهرين الأخيرين ، مشيرا إلى أن الزيادة قد تصل إلى 80 %، مؤكد أن هذا يدل على مكانة وسمعة قرية المفتاحة التشكيلية التي تحظى باهتمام كبير من سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه ، مؤكداً أن جميع فناني قرية المفتاحة على استعداد لاستقبال ودعم المواهب الشابة .