ثقافي / دراسة علمية حديثة لهيئة السياحة والتراث الوطني عن تاريخ وآثار سوق عكاظ / إضافة أولى وأظهرت الدراسة أن في سوق عكاظ يتم إعلان الأحلاف، ومن كانت له إتاوة على قبيلة نزل عكاظ فجاءوه بها، ومن أراد إجارة أحد هتف بذلك في عكاظ، ومن أراد قوم بحرب أعلن ذلك في عكاظ . وشرحت الدراسة أن من أسباب اختيار سوق عكاظ لإعلان الصلح، والفداء، والمعاهدات، والإجارة، ونحو ذلك، لما يشهده السوق من اجتماع كبير للعرب، وحتى تشهد العرب بذلك وتنشره بين بقية القبائل في كل مكان. وعدت الدراسة النشاط الأدبي من أهم مظاهر سوق عكاظ، واكتسبت عكاظ اسمها من المعاكظة بين الشعراء، أي: التباري في القاء قصائد الفخر، ولا يعني هذا عدم وجود أنواع الشعر الأخرى كالرثاء وغيره، ومعظم القصائد التي تلقى في سوق عكاظ، مما أحدثه الشعراء من الشعر، فيحرصون على إلقائه في موسم سوق عكاظ ليسمعه الحاضرون، ويتناقله الرواة, وكان كبار الشعراء يعلقون القصائد في عكاظ افتخارا بفصاحتها. وتذكر المصادر أسماء كبار الشعراء الذين يحضرون موسم سوق عكاظ، ومنهم النابغة الذبياني، والنابغة الجعدي، وحسان بن ثابت، وعمرو بن كلثوم، والمستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد، وغيران بن سلمة، والأعشى، والخنساء (تماضر بنت عمرو)، والأغلب العجلي، وهديم بن جواس التميمي، والراهب المحاربي، والسليك بن السلكة، وغيرهم كثير. وشهدت عكاظ نوع آخر من الأدب، وهو الخطب، وكان للخطبة، والخطباء عند العرب مكانة لا تقل أهمية عن الشعر. وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام حاضراً موسم سوق عكاظ سنة إلقاء قس بن ساعدة لخطبته، فقد روي عن قصة وفد قبيلة إياد أنه لما قدم الوفد إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليعلن إسلام القبيلة سألهم رسول الله عن قس بن ساعدة الإيادي، فقالوا مات يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أوراق، وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة ما أجدني أحفظه"، فقال أحدهم إني أحفظه يا رسول الله، وتلا عليه بعض خطبة قس بن ساعدة. ولقد كان من أعظم آثار أسواق العرب قبل الإسلام توحيد لغة العرب، وعادتهم من عامة الأقطار، ونهضة الشعر (ديوان العرب). وأشارت الدراسة إلى أن أرض سوق عكاظ في الجاهلية، وصدر الإسلام كانت صحراء مستوية لا عَلَم فيها، ولا جبل، ولم تذكر المصادر أي إنشاءات أو مبانٍ في موضع السوق، بل كانت تنصب القباب أيام السوق لحكام عكاظ . وبينت الدراسة أن المنطقة لم تخل من دلائل الاستيطان لفترة ما قبل التاريخ؛ حيث وجد في الجنوب من سوق عكاظ بحوالي 5كم، مرتفعين جبليين يربط بينهما أساس جدار بطول 300م، وعرض 2م، وفوق قمة كل مرتفع مجموعة من الركامات الحجرية، كما عثر على ملتقطات سطحية عبارة عن شظايا من حجر الصوان، تظهر على بعضها آثار تقنية التصنيع. ويرجّح أن بعض تلك المنشآت مقابر تعود للفترة المتأخرة من العصر الحجري الحديث، أو فترة عصر البرونز . // يتبع // 03:11ت م
ثقافي / دراسة علمية حديثة لهيئة السياحة والتراث الوطني عن تاريخ وآثار سوق عكاظ/ إضافة ثانية واخيرة وأفادت الدراسة أن منطقة العرفاء التي هي امتداد لمنطقة سوق عكاظ الجغرافية من الناحية الشمالية، سجلت أعمال المسح الأثري عدداً من مواقع الرسوم الصخرية، حيث سُجّلت أعداد كبيرة من الرسوم الآدمية والحيوانية، منها: مناظر معارك بالقوس والسهم، ومناظر لصيد الوعول باستخدام كلاب الصيد ، وأعداد كثيرة لرسوم الإنسان، ورسوم أبقار بقرون متجهة إلى الأمام، ورسوم الوسوم المختلفة الأشكال. وبالإضافة إلى موقع العرفاء، وجدت الرسوم الصخرية في منطقة عكاظ على هضبة السرايا الحمراء في موقع سوق عكاظ، حيث وجدت رسوم تجريدة منفذة بألوان سوداء تمثل رسم حصان يظهر عليه راكب، وأشكال أخرى غير مميزة بسبب تأثرها بعوامل التعرية، وفي مواقع وداي لوان، شرق سوق عكاظ بمسافة 7كم وجد على امتداد الوادي موقعين للرسوم الصخرية على صخرات على طرف مجرى الوادي يشتمل أحد المواقع على رسوم لأبقار، ورسم آدمي بشكل تجريدي، واشتمل الموقع الآخر على رسم متقن لجمل. وتم توثيق عدد من النقوش المعروفة بالخط الثمودي المتأخر في مواقع العرفاء، ووادي لوان، وهي من نوع النقوش التذكارية القصيرة . وكشفت أعمال المسح الأثري في محيط سوق عكاظ عن عدد من المواقع الأثرية منها موقع العبل الذي يقع شرق سوق عكاظ بمسافة 2كم، وهو معلم طبيعي عبارة عن تل مرتفع يتكون من قمتين يوجد على قمته دائرة حجرية، وقد تكون إحدى علامات طريق الحج اليمني، كما وجد عدد من أساسات المباني الأثرية على بعد 500م شمال غرب البوابة الشمالية لسوق عكاظ، بعضها تبقى منه أجزاء من أساساتها، وبعضها يمكن تمييز تفاصيل تخطيطها. وسجلت أعمال المسح الأثري عدداً من النقوش الإسلامية مدونة على هضبة السرايا الحمراء في وسط عكاظ، وهي من نوع النقوش التذكارية التي يسجلها المسافرون على سفوح الجبال القريبة من مسارات الطرق، أو يسجلها المقيمون في المنطقة، وتتضمن مثل هذه النقوش عبارات أدعية مختلفة المضامين، مثل: طلب الرحمة، والمغفرة، أو آيات قرآنية ونحو ذلك، وتنفذ تلك الكتابات بطريقة الحز السطحي بالخط الكوفي غير المنقوط، ومعظمها غير مؤرخ إلا أنه من خلال مقارنة أشكال الحروف ومضامينها، وأساليب تنفيذها مع ما وجد مؤرخ؛ فإن فترة تاريخ النقوش التذكارية تتراوح بين القرن الأول والثالث الهجري. وتنوعت المواقع الأثرية المهمة قرب سوق عكاظ بئر البيضاء التي تقع جنوب شرق سوق عكاظ بمسافة 2.47كم، وكانت أحد مصادر المياه في منطقة سوق عكاظ، وعلى طريق الحج اليمني حيث وجد في الجهة الغربية منها أساسات بناء يعود للعصر الإسلامي المبكر. ويبدو أنها ظلت تجدد، وتستخدم حتى وقت قريب إذ يوجد طبقة من الإسمنت استخدمت لتجديد محيط جدارها الخارجي من الأعلى. وتوجد في منطقة عكاظ قلاع وقصور تاريخية من الفترة الإسلامية المتقدمة من ابرزها قصر مشرفة الذي يعود لفترة العصر الاسلامي المبكر (الفترة الأموية والعباسية)، وقلعة العرفاء التي بنيت في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ( التاسع عشر الميلادي)، وقلعة مروان على بعد 3كم جنوب سوق عكاظ.