أوصى مشاركون في الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي " حقوق الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وفضلهم"، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، بتجريم الإساءة إلى الصحابة وآل البيت وملاحقة المسيئين على مستوى دولي باعتبار ذلك من الإخلال بالسلم والأمن العالمي، داعين إلى إيجاد إنشاء موسوعة علمية لجمع تراث الصحابة وتنقية الأحاديث الموضوعة ، وإنشاء مواقع إلكترونية للتعريف بالصحابة ودورهم ومآثرهم الإنسانية . وأكد المشاركون في الجلسة التي برئاسة معالي مدير جامعة جدة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط ، أهمية العمل على إعداد ميثاق عالمي إسلامي لحماية حقوق الصحابة وآل البيت . بدوره أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت الدكتور محمد بن عبدالله العتيبي على أهمية العناية بتراث آل البيت وجمعه وتوثيقه في موسوعة علمية تتبناها المؤسسات العلمية أو الجامعات، لكي تتضمن جمعا علميا لكل الآثار المروية عن أهل البيت في العقيدة، ونشرها لبيان سلامة عقيدتهم من البدع والأهواء وأن عقيدتهم هي ذات عقيدة السلف الصالح من هذه الأمة. واقترح أستاذ مساعد المناهج وتعليم التاريخ بكلية التربية بجامعة حفر الباطن الدكتور إبراهيم عبدالفتاح ابراهيم رزق إنشاء مواقع الكترونية متخصصة بالصحابة للتعريف بهم وذكر سيرهم وفضائلهم وجهادهم، والاستفادة من قواعد علم مصطلح الحديث والجرح والتعديل ونقد الرجال في دراسة الروايات التاريخية عنهم وإبراز دور المحدثين في خدمة علم التاريخ وتاريخ الصحابة على وجه الخصوص. مشيرا إلى وضع خطة متكاملة تعيد بناء ما تهدم من الصورة وتزيل التشويه الذي لحق بالصحابة -رضي الله عنه- ورد الشبهات والافتراءات الواردة في حقهم، والتي يجب أن تمحى من التاريخ مع توفير الحماية والحصانة للأجيال. وفند الباحث أحمد مبارك سالم من وزارة شؤون مجلسي الشورى والنواب بمملكة البحرين الافتراءات والأباطيل التي ادعيت ولفقت في حق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، مؤكدا أن ما أثير من بعض الشبه عن موقفها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مبنية على أحاديث ومرويات موضوعة وكذب وافتراء. ودعا أستاذ التاريخ بجامعة حفر الباطن الدكتور أحمد محمد الشافعي إلى إنشاء ميثاق حقوق الصحابة في العالم العربي والإسلامي ومحاسبة الطاعنين فيهم، مع ضرورة تنقية الكتب والمصنفات من المرويات الضعيفة والموضوعة التي تقدح في الصحابة. مشددا على أن يقوم الإعلام من خلال البرامج والقنوات المختلفة على إبراز الصورة الصحيحة عن الصحابة واستحداث طرائق لنشر ثقافتهم والدفاع عنهم. وأكد أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور ألطاف الرحمن بن ثناء الله على أن من أهم أسباب ضلال الفرق المنتسبة إلى الإسلام وانحرافها هو إهمالهم لفهم الصحابة وعدم اعتبارهم بهديهم. مشيرا إلى أن جميع الفرق الإسلامية المنحرفة مع تفاوتها في درجات الانحراف والضلال تنتسب إلى الكتاب والسنة، ولكن اتباع الصحابة والأخذ بفهمهم والنظر في أعمالهم واقتفاء أثرهم هو الفيصل في هذه الصورة بين الحق والباطل وهو المقياس والميزان لمعرفة الصحيح من السقيم وتمييز الأصيل من الدخيل. وطالب الاستاذ المشارك بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة أبي بكر بلقايد بالجزائر الدكتور مراد بن محمد بن صغير بتفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي والارتقاء بها للاضطلاع بدور أكبر وجهد إضافي خصوصا في مسائل الدفاع عن الصحابة وملاحقة المعتدين عليهم وتجريم الإساءة لهم أو سبهم أو الطعن فيهم، والعمل على إعداد ميثاق عالمي إسلامي لحماية حقوق الصحابة وآل البيت. وعد الدكتور محمد عبدالله عروس الاستاذ بجامعة الشيخ العربي التبسي بالجزائر بأن الاختلاف بين الصحابة لم يخرج عن دائرة الاختلاف المحمود الذي أضاف مدخلا لفهم التعدد المذهبي وتعدد طرائق العلم الإسلامي حيث يتأسس التعاون بدلا من التناحر ويحل الوفاق بدلا عن الشقاق وأن كل ذلك تحت مبدأ التوجيه النبوي "كلاكما محسن". مضيفا بأن الاختلاف بين الصحابة تميز بالأدب الجم والأخلاق العالية الرفيعة التي يجب أن يتمثل بها المسلم المعاصر. وخصص الدكتور حمدان بن لافي العنزي عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية دراسته العلمية المشارك بها أمس في المؤتمر في الرد على اتهامات محمد بن عقيل الحضرمي لأهل السنة في الرواية عن آل البيت، وأكد فيها على أن أهل السنة نصوا على أن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فضيلة خاصة لم يشاركه فيها أحد بخلاف ما ادعاه ابن عقيل الحضرمي، مبينا بأن من علماء السنة والمحدثين تركوا الرواية عمن يبغض عليا رضي الله عنه حتى وإن كان من أهل الضبط، وفي ذلك أيضا رد على دعوى ابن عقيل من أن أهل السنة لم يجعلوا بغض علي وآل البيت من أسباب الجرح.