نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بالأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة ،مساء أمس ، لقاء ثقافيا للمجموعة التاسعة من ضيوف البرنامج ، استهدف التعريف بالمسجد النبوي ، تحدث فيه الباحث والمهتم بتاريخ ومعالم السيرة النبوية محمد إحسان بخش ، بقاعة المحاضرات بمقر الضيوف بفندق كراون بلازا بالمدينةالمنورة. واستهل اللقاء وعنوانه "مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تاريخ ومعالم" بالحديث عن فضل المدينةالمنورة، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخ بنائه وتوسعته، مبينا أن قوله تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ) يشمل مسجده صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى . ثم أورد الباحث جملة أحاديث في هذا الصدد منها قوله صلى الله عليه وسلم :"من جاء مسجدي هذا، لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاءه لغير ذلك، فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره" ، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه :"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام"، وقوله عليه الصلاة والسلام : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". ثم تحدث المحاضر عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة وتحريكه صلى الله عليه وسلم دابته عند قدومه إليها إذا أبصر منازلها؛ فقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم :"كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جُدُرات (جدران) المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها من حبها"، وفي صحيح مسلم عن أبي حميد الساعدي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وساق الحديث وفيه: ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني مسرع، فمن شاء منكم فليُسرع معي، ومن شاء فليمكث" فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: "هذه طابة، وهذا أُحد وهو جبلٌ يحبنا ونحبه ". وأوضح بخش أن العلماء ذكروا في سبب ذلك أن المدينة وطنه صلوات الله وسلامه عليه ، وفيها أهله وولده الذين هم أحب الناس إليه، وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان والحنين إليها، وفعل ذلك عليه السلام وفيه أكرم الأسوة، وأمر أمته سرعة الرجوع إلى أهلهم عند انقضاء أسفارهم. وأبان فضل الروضة الشريفة فذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"، ثم تطرق إلى آداب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقبري صاحبيه : أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، ومنها أن يقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت، ثم يسلم عليه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من أحد يسلِّم عليّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام" ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ، لا يزيد غالباً على قوله :" السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه " ، ثم ينصرف. واستعرض الباحث محمد إحسان بخش في سياق حديثه التوسعات السعودية للحرم النبوي الشريف، والمراحل التاريخية للتوسعات بدءاً من عهد الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين، فالعباسيين، فالمماليك ثم العثمانيين، وقال : أما في العهد السعودي الزاخر فقد خضع المسجد النبوي لأكبر توسعات متواصلة في التاريخ بدءا من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وعناية المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية الفائقة بتطويرهما وتوسعتهما وصيانتهما وحفظ الأمن والطمأنينة والاستقرار للطائفين والعاكفين والدارسين. وفي نهاية اللقاء، أجاب المحاضر عن أسئلة واستفسارات الضيوف.