بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فعاليات الاحتفال بيوم التراث العربي، بمشاركة وزيري الثقافة حلمى النمنم، والأوقاف المصريين محمد مختار جمعة، وممثلي وزارتي السياحة والأثار والأزهر، ومنظمة اليونسكو بالإضافة إلى الجهات المعنية بالتراث والثقافة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أمام الاحتفال: "إن اختيار يوم 27 فبراير، لإحياء التراث الثقافي العربي، جاء لرمزية هذا اليوم الذي امتدت فيه يد الهمجية والتخلف والظلام لمتحف الموصل بالعراق وعاثت فيه فسادًا وتخريبًا"، مؤكداً أن خسائر هذا المتحف هي خسائر للبشرية جمعاء. وحذر من مخططات الإرهاب والفكر المتطرف التي تستهدف تدمير التراث الثقافي للأمة وتفريغها من ماضيها وحاضرها وجعلها فريسة سهلة للدعاوى الظلامية، لافتًا الانتباه إلى الاهتمام الذي توليه الجامعة العربية للحفاظ على تراث الأمة والعمل على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة في هذا الشأن والتعاون مع الدول الأعضاء لتفعيلها. وعدّ أبو الغيط حماية التراث العربي من أولويات الأمن القومي للأمة بمعناه الكامل، داعيًا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل الحفاظ على تراث الأمة العربية وحضارتها. وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أهمية حفظ وحماية تراث الأمة للأجيال المقبلة وتقديمه بصورة معاصرة تتواكب مع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها. ودعا وزير الثقافة المصري حلمي النمنم من جانبه، إلى بلورة خطة عمل عربية من أجل الحفاظ على تراث الأمة وحضارتها من التهديدات الراهنة وفي صدارتها الإرهاب وتنامي تيارات الفكر المتطرف. وقال النمنم: "إن التيار المتأسلم بكل تفريعاته يرفض التراث العربي رفضًا وجوديًا لأنهم يريدون أن يجتثوا هذه الأمة من تاريخها وحضارتها لتصبح أمة بلا ثقافة وبلا تاريخ". وطالب الوزير المصري بضرورة أن يكون هذا اليوم بداية لخطة عمل للحفاظ على تراث الأمة وثقافتها وآثارها، معربًا عن شكره لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لتخصيص يوم للاحتفال بالتراث الثقافي العربي. بدوره، أكد وزير الآثار المصري خالد العناني، ضرورة تضافر الجهود من أجل حماية التراث العربي بصفته مُعبّرًا عن هوية الأمة، مشددًا على أن أي جرائم ضد هذا التراث والممتلكات الثقافية العربية هي جرائم ضد الإنسانية. وأشار العناني في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى أمين، إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون مع اشقائها العرب لحماية التراث من عمليات التخريب والاتجار غير المشروع في الآثار، مبينًا أنها تقوم حاليًا بإعداد مذكرة تفاهم إقليمية لحظر التعامل في الآثار المنهوبة ووقف الاتجار بها. وطالب الوزير المصري الجامعة العربية برعاية المتاحف المتنقلة بين الدول العربية، لافتًا الانتباه إلى أهمية المتاحف في التوعية بالتراث الثقافي والحضاري للأمة.