بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية، أعمال المنتدى العربي الثاني للنهوض باللغة العربية، بعنوان "لغتنا هويتنا"، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بمشاركة وزير التربية والتعليم المصري الهلالي الشربيني ووزير الثقافة حلمي النمنم، إلى جانب ممثلي البرلمان العربي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الكسو" والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم "اسيسكو" ورابطة الجامعات الاسلامية. وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها أمام المنتدى، بتعريب المصطلحات العلمية لتصبح اللغة العربية لغة "علم"، محذرًا من خطورة تأثير طوفان اللغات الأجنبية على لغة "الضاد"، الذي الحق ضررًا بالغًا على الأبناء بتراجع لغتهم الأم. ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل إعادة احياء اللغة العربية لاستيعاب مستجدات العصر والتعامل مع المتغيرات الراهنة، مؤكدًا أن النهوض باللغة العربية يعد أحد أبرز الموضوعات التي ينصب عليها عمل الجامعة العربية منذ نشأتها كونها معبرًا عن لغة ثقافية قبل ان تعبر عن قواسم جغرافية. وانتقد أبو الغيط العجز العربي في الحفاظ على اللغة العربية وهي القاسم المشترك للدول العربية، مشددًا على أن استنهاض اللغة هو الخطوة الأولى في اي مشروع نهضوي. وشدد على ضرورة العمل على احياء اللغة العربية كمدخل رئيسي لتجديد الثقافة والحاقها بالعصر دون أن تفقد رونقها، منوهًا في الإطار ذاته بقرار مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دمشق 2008 بالموافقة على مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، الذي اعتمدته قمة الدوحة في 2009. من جانبه، دعا وزير التربية والتعليم المصري الدكتور الهلالي الشربيني، في كلمته أمام المنتدى، الدول العربية للاتفاق على منح شهادة قدرات للغة العربية على غرار شهادة "توفل" في الانجليزية. وطالب الدكتور الشربيني بالاتفاق على ميثاق شرف لاستخدام العربية في جميع النواحي الرسمية والتصدي للتغريب وزحف العامية، مؤكدًا أن مستقبل اللغة العربية قضية أمن قومي بالمعنى الحقيقي فإذا ماتت اللغة ضاعت الأمة. ونبه إلى ضرورة دعم اللغة العربية خاصة في عصر العولمة التي أزالت الكثير من الهويات، مشددًا على ضرورة التصدي لزحف اللهجات العامية واللغات الأجنبية. ويناقش المنتدى على مدى يومين عددًا من الموضوعات منها اعداد استراتيجية عربية للنهوض باللغة العربية، واختبار كفاءة اللغة العربية لمنح شهادة على غرار شهادة "توفل". ويقام على هامش المنتدى معرضان لفن الخط العربي، الأول مقدم من معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والثاني من الجمعية المصرية للخط العربي.